17-مارس-2018

مايك بومبيو صاحب ولاء معلن وغير مشروط لترامب (شينغواه)

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، في نسختها الدولية، تحليلًا إخباريًا يستشرف ممكنات وأحوال وزارة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، والمآلات التي ستذهب تجاهها دبلوماسية واشنطن بعد الإقصاء الذي تورطت فيه عدة أطراف لـريكس تيلرسون عن البيت الأبيض. فماذا ستكون صورة الوافد غير الجديد للبيت الأبيض، مايك بومبيو، على رأس دبلوماسية بلاده؟ وماذا سيحمل العهد الجديد من محطات مفاجئة أو متوقعة؟ هذا ما تقدمه  ترجمة تحليل الغارديان بالتصرف التالي:


يمكن القول أن  وزير الخارجية الجديد يتمتع بوجهات نظر مُتشددة ويضع  الولاء لترامب فوق كل اعتبار. إذ سيصل مايك بومبيو إلى وزارة الخارجية مع ميزتين في نظر موظفيه الجدد. تتمثلان في عدم كونه مثل ريكس تيلرسون، وفي الوقت الحالي يبدو أنه على وفاق مع الرئيس دونالد ترامب.

يمكن القول أن مايك بومبيو  يتمتع بوجهات نظر مُتشددة ويضع  الولاء لترامب فوق كل اعتبار

بدا وزير الخارجية المنتهية ولايته، مُختنقًا وانتابته حالة عاطفية بينما كان يودع زملائه، ولكن كان هناك القليل من الدموع الملحوظة بين موظفيه. وكانت الأجواء في اروقة المقر الفسيح لمبنى وزارة الخارجية الذي يقع في حي فوجي بوتوم في واشنطن مبهجة بحذر.

اقرأ/ي أيضًا: كيف يتحدى الموظفون الفيدراليون إدارة ترامب؟

في نظر العديد من الدبلوماسيين في البلاد، يتحمل تيلرسون مسؤولية قيادة بنية وزارة الخارجية إلى الحضيض. إذ أنه فشل في الدفاع عنها ضد التخفيضات الحادة في ميزانيتها، وسمح لأغلبية المناصب العليا، بالإضافة إلى منصب أكثر من 40 سفيرًا، بأن تبقى شاغرةً.

ونظرًا إلى أنه كان من المفترض أنه عُين في هذا المنصب بسبب خبرته المؤسسية في إدارة الشركات، بدا أن تيلرسون مدير ضعيف. وقد شعر معظم المتخصصين ورؤساء الإدارات بأنهم لا يحظون بالتقدير الذي يستحقونه واستبعدوا من عملية صنع القرار، التي كانت تحتكرها زمرة صغيرة حول تيلرسون.

يحظى مايك بومبيو بالموافقة والتأييد بشكلٍ عامٍ من وكالة الاستخبارات المركزية حيث كان يُنظر إليه على أنه بطل الوكالة، ومدير فعال

في المقابل، ينال بومبيو الموافقة والتأييد بشكلٍ عامٍ من وكالة الاستخبارات المركزية حيث كان يُنظر إليه على أنه بطل الوكالة، ومدير فعال. ويبدو أيضًا أنه يحظى على اهتمام الرئيس، وبالنسبة لموظفيه في وزارة الخارجية ونظرائهم الأجانب، فإن ذلك يُمثل تحسنًا واضحًا. ويُمكن أن يكون لديهم قدرًا معقولًا من الثقة في أنه عندما يتحدث، فإنه سيمثل الرئيس بطرق لم يفعلها تيلرسون.

إلا أن الجانب السلبي هو أن الدبلوماسيين في الولايات المتحدة وحلفائها، قد لا يحبون ما يسمعونه. فقد قدم تيلرسون عنصرًا للاستمرارية في السياسة الخارجية الأمريكية، وعلى الأقل بعض التحفظ أو القوة الموازنة لبعض اندفاعات ترامب، ولا سيما في القضايا التي تتعلق بإيران وروسيا وكوريا الشمالية والتجارة والمناخ. وعلى الأرجح أن ذلك سيتغير. إذ أظهر بومبيو نفسه على أنه موالٍ قبل أيّ شيءٍ آخر.

أظهر مايك بومبيو نفسه على أنه موالٍ لترامب بلا شروط  قبل أيّ شيءٍ آخر

ويبقى السؤال: إلى متى يُمكن لهذا الولاء الكامل الصمود أمام المتطلبات اللازمة لقيادة الحياة الدبلوماسية في البلاد؟ وهنا نستعرض مواقف وآراء بومبيو حيال القضايا الأكثر إلحاحًا التي تواجه وزارة الخارجية:

النووي الإيراني

تُمثل المفاوضات الخاصة بالاتفاق النووي التي عُقدت عام 2015 مع إيران، والمعروفة "خطة العمل الشاملة المشتركة" Joint Comprehensive Programme of Action (JCPOA)، القضية الوحيدة التي يبدو أن تيلرسون كان له تأثير مُخفف حقيقي على ترامب بشأنها، إذ أقنع الرئيس بعدم الانسحاب من الاتفاق الذي احتقره لأكثر من عام. ويبدو الآن أن خطة العمل الشاملة المشتركة ستقع ضحية لهذا التعديل الوزاري هذا الأسبوع.

مع وجود وزير خارجية غير مهتم بإنقاذ الاتفاق، فإن التعاون مع الأوروبيين وآمال التوصل إلى حل يحفظ للجميع ماء وجوههم بشأن البرنامج النووي الإيراني، يُمكن أن تنهار

فقد طالب ترامب الكونغرس والحلفاء الأوروبيين "بإصلاح" الاتفاق قبل أن يوافق على التوقيع على تنازل آخر، من شأنه أن يُبقي العقوبات الأمريكية معلقة. ولكن المشكلة هي أن الدول الست الأخرى التي ستشارك في التوقيع على الاتفاق - بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا - تصر على أنه لا يُمكن إعادة التفاوض بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة.

وفي محاولة لحسم هذه المسألة العويصة، اجتمع دبلوماسيون من الشركاء الأوروبيين الثلاثة بمسؤولين في وزارة الخارجية للتوصل إلى أفكار حول كيفية التعامل مع شكاوى ترامب - والتي تتمثل في أن خطة العمل الشاملة المشتركة تنطوي على شروط الآجال المحددة في بعض عناصرها، ولا تتضمن قيودًا على استخدام الصواريخ - مع الحفاظ على الصفقة دون تغيير.

اقرأ/ي أيضًا: حلفاء الأمس أعداء اليوم.. 5 أسباب وراء انقلاب رجال الأعمال على ترامب

وفي حين أن تيلرسون كان مؤيدًا لخطة العمل الشاملة المشتركة، يبدو أن بومبيو عاملها باستمرار بنوع من ازدراء، تمامًا مثلما فعل الرئيس. ومع وجود وزير خارجية غير مهتم بإنقاذ الاتفاق، فإن التعاون مع الأوروبيين وآمال التوصل إلى حل يحفظ للجميع ماء وجوههم بشأن البرنامج النووي الإيراني، يُمكن أن تنهار. وعندما يحين الموعد التالي الذي سيوقع فيه ترامب على قرار الاعفاء من العقوبات، لن يكون هناك ما يمنعه من الرفض. ويُمكن أن يؤدي ذلك إلى تدمير خطة العمل الشاملة المشتركة، مما قد يؤدي إلى حدوث صدع كبير عبر الأطلسي مع الحلفاء الأوروبيين وإشعال أزمة نووية في الشرق الأوسط.

كوريا الشمالية والرجل الصاروخ

كان تيلرسون من المدافعين عن الاتصالات مع بيونغ يانغ، ولكن كثيرًا ما تعرضت جهوده إلى التقويض والتنكر من قِبل البيت الأبيض. وقد عارض ترامب إجراء محادثات، إلى أن تمت دعوته لحضور قمة الأسبوع الماضي من قبل كيم جونغ أون. وحتى في ذلك الحين، فإنه لم يبد سوى القليل من الرغبة للاستفادة من خبرة وزارة الخارجية ودرايتها في التحضير للقاء، المزمع عقده في نهاية شهر أيار/مايو.

قد يكون ترامب أكثر استعدادًا للثقة في بومبيو وبالتالي التعاون مع الدبلوماسيين في وزارة الخارجية

قد يكون ترامب أكثر استعدادًا للثقة في بومبيو وبالتالي التعاون مع الدبلوماسيين في وزارة الخارجية، لكن آراء بومبيو المتشددة، بما في ذلك الدعوات المُقنعة لتغيير النظام، يُمكن أن تزيد من انعدام ثقة كوريا الشمالية وتعمل كعائق لأي محادثات لاحقة بعد القمة. وإذا ساعد بومبيو، إلى أن يحين ذلك الوقت، ترامب في تدمير خطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران، فسيكون هناك سبب أقل لبيونغ يانغ للاعتقاد بأن أي اتفاق أبرمته مع الولايات المتحدة سوف يستمر.

دب التدخل الروسي

أثناء الحملة الانتخابية في عام 2016، قام بومبيو، الذي كان آنذاك عضوًا رفيع المستوى في الكونغرس عن الحزب الجمهوري، بالتغريد بابتهاج عن رسائل البريد الإلكتروني المسروقة المُتعلقة بالحزب الديمقراطي التي نشرها موقع ويكيليكس. ومنذ أن تولى قيادة وكالة الاستخبارات المركزية، التي تُعد جزءًا من اتفاق سائد بين أجهزة الاستخبارات الأمريكية على أن رسائل البريد الإلكتروني المخترقة كانت جزءًا من حملة روسية لتشويه نتائج انتخابات عام 2016، تغيرت وجهات نظره. وقال إن أمريكا "مُلزمة بالرد" على المغامرة الروسية في سوريا وأوكرانيا. وبصفته وزيرًا للخارجية، قد يتعين عليه الاختيار بين عزمه على الرد، وعلاقته مع ترامب.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ساندرز: ترامب استفاد من الغضب ضد مؤسسات الدولة

من هُن النساء اللواتي دعمن ترامب؟