23-ديسمبر-2015

بيل غايتس في الصين (Getty)

مئات ملايين الدولارات وفي بعض الأحيان مليارات الدولارات هي قيمة التقديمات والأعمال الخيرية، التي يقوم بها بعض المشاهير وأصحاب الشركات حول العالم. تكثر التحليلات عن الدوافع وراء ذلك؛ فبعض يرّده للطمع بالإعفاءات الضريبية وبعض يربطه بغسل الأموال. أما البعض الاّخر فيرجعه إلى الحاجة لإرضاء الذات وإثباتها بعيدًا عن النجاح المهني ليكون الملاذ بأعمال خيرية ومساهمات بيئية، ثقافية، تربوية، وسواها.

لعلّ الاسم الأبرز الذي يحتل سلّم هذه التقديمات هو مؤسس موقع فيسبوك مارك زوكربيرغ الذي لا ينفك يعلن عبر صفحته المليونية عن تقديماته التي يرافقها سبعة أصفار إلى جانب الدولار. فمارك وزوجته التي كانت معلمة مدرسة، يقومان حسب قولهما باستثمار جماهيريتهما والمدى الكبير لتأثير فيسبوك وذلك لإحداث فرق في حياة أصحاب الحاجات في كافة أرجاء الكرة الأرضية. رسالة زوكربيرغ للعالم تكمن في جعل الإنترنت بمتناول الجميع حول العالم ولهذا الغرض قام مؤسس الشبكة الأكبر في العالم وزوجته بريسيلا شان بتقديم عشرين مليون دولار لمجموعة لا تبغي الربح وذلك للمساهمة في تحسين قوّة الإنترنت لتسهيل تعليم التلاميذ وحصولهم على موارد الشبكة العنكبوتية. لطالما قام مارك وزوجته بالمساهمة في التعليم وهبة المائة مليون دولار التي قدّماها لإحدى مدارس نيوجيرسي تشهد على ذلك. وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر قام الزوجان بالإعلان عن مدرستهما الخاصة المجانية.

لا يمكن الحديث عن الأعمال الخيرية من دون الحديث عن جمعية "بيل وميلندا غايتس" التي تتبرع بالمليارات!

ولا يمكن الحديث عن التقديمات والأعمال الخيرية من دون الحديث عن الجمعية الأكبر في التاريخ وهي تلك التي أسسها غايتس مع زوجته ميلندا تحت اسم "جمعية بيل وميلندا غايتس". والبارز في هذه الجمعية أن تقديماتها تصل إلى المليارات وليس الملايين، ولا سيّما أن رأسمالها يقارب الخمسين مليار دولار. وهذ رقم يفوق الناتج القومي الإجمالي لدولة! وتهدف جمعية غايتس مؤسس شركة "مايكروسوفت" التي شكلّت ظاهرة القرن الماضي إلى القضاء على الفقر، تحسين مستوى التعليم والتقديمات الصحيّة ونشر ثقافة التقدّم التكنولوجي. ولعلّ المساهم الأبرز في أعمال هذه الجمعية هو ورين بافيت، الذي احتلّ الموقع الأول على لائحة أغنى أغنياء العالم لأعوام عديدة، والذي انتخب ضمن لائحة الرجال الأكثر تأثيرًا في العالم وذلك لنجاحه المنقطع النظير. وتعهّد الأخير بتقديم 99% من ثروته للأعمال الخيرية حول العالم، وتقنين هذا التقديم من خلال جمعية غايتس الأبرز على الإطلاق.

ولا تقتصر هذة التقديمات على رجال الأعمال، بل الفنانين والممثلين كذلك. ولعلّ الأبرز في هذا المجال هي نجمة هوليود، زوجة براد بيت، أنجلينا جولي. ولدى هذين الزوجين الأشهر في العالم ستة أطفال من بينهم ثلاثة تمّ تبنيهم لا سيّما أنّ أنجلينا عرفت بنزعتها الإنسانية كدفاعها عن حقوق المرأة وتقليل الفقر في العالم، والحفاظ على بيئة مستدامة. أمّا أخيرًا فبرز دور السيدّة "بيت" في مسألة اللاجئين السوريين فناصرت حقوقهم.

مهما تعدّدت الأسباب والدوافع، يكفي النظر إلى نتيجة هذة التقديمات التي تحدث فرقًا في حياة الملايين وتبرز جانبًا إنسانيًا لأشخاص ترتبط صورتهم بالمادة حصرًا.

اقرأ/ي أيضًا:
الأسباب الحقيقية لتبرعات مارك زوكربيرغ السخية
مجلة ساركوزي المفضلة تتغزل بالقاتل