30-يناير-2019

عادت جماهير المنتخب الإماراتي وقد خسرت المباراة وخسرت أحذيتها (Getty)

رباعية قطرية تطيح بالإمارات وتصعد بالعنابي لنهائي كأس آسيا 2019 للمرة الأولى في تاريخه. الفوز الكبير الذي حققه المنتخب القطري على نظيره الإماراتي مساء أمس الثلاثاء 29 كانون الثاني/يناير 2019، أثار ردود أفعال واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي.

أخذت مباراة قطر والإمارات التي فاز فيها العنّابي؛ زخمًا كبيرًا في الشارع العربي وأظهرت التضامن الشعبي العربي الواسع مع قطر

وتصدر هاشتاغ "#قطر_والإمارات" قائمة الأكثر تفاعلًا عالميًا على تويتر. وتنوعت التعليقات والتفاعلات عليه، ما بين التحليل للمباراة التي شهدت تقدمًا في الأداة وأخيرًا في النتائج للعنابي، وما بين التعليقات السياسية في مباراة جمعت بين شقيقين متخاصمين بحصار أحدهما للآخر، أي الإمارات لقطر.

اقرأ/ي أيضًا: قطر تزلزل الإمارات برباعية في عقر دارها.. وتبلغ نهائي كأس آسيا

وأخذت المباراة زخمًا كبيرًا على مستوى الشارع العربي. وأظهرت التعليقات وردود الأفعال واسعة النطاق، التضامن الشعبي العربي الواسع مع قطر، التي لعب منتخبها على أرض الخصم دون جمهور، ووجه بتجييش معاكس من قبل الإعلام الإماراتي والسعودي، انعكس على الهجوم الذي تعرض له لاعبو العنابي من جماهير الإمارات الذين قذفوا عليهم أحذيتهم. وفي هذا الصدد، سخر البعض من أن جماهير الإمارات رجعوا وقد خسروا المباراة وخسروا أحذيتهم.

وضجت وسائل التواصل الاجتماعي قبيل المباراة برسائل تهديد لجماهير سلطنة عُمان، الذين أعلن كثير منهم مساندتهم وتشجيعهم للمنتخب القطري، كما وُجهت تعليقات تتسم بالعنصرية والبذاءة ضد الكويت التي أرسل أميرها رسالة تهنئة لأمير قطر بمناسبة صعود العنابي لنهائيات كأس آسيا.

هذا ويضم المنتخب القطري الصاعد لنهائي كأس آسيا للمرة في تاريخه، في تشكيلته سبعة لاعبين من الفريق الذي حصل في 2014 على لقب كأس آسيا تحت 19 سنة، بقيادة نفس المدرب "فليكس سانشيز". 

وقدم الفريق القطري في البطولة القارية الحالية أداءً شُهد له بالتمير، فلم تهتز شباك العنابي، وحقق العلامة الكاملة في خمس مباريات، ألحقها بهزيمة كبيرة للإمارات في مبارة الأمس بأربعة أهداف نظيفة. 

في المقابل لم يتأهل الفريق الإماراتي للنهائي إلا مرة وحيدة وكانت على أرضه عام 1996، تعادل مرتين في الدور الأول أمام البحرين وتايلاند، وفاز على الهند. وفي دور الـ16 فاز في الوقت الإضافي على قرغزستان، وفاز في دور الثمانية على أستراليا حامل اللقب بهدف جاء بسبب خطأ دفاعي. 

بينما تمكن المنتخب القطري خلال البطولة من الإطاحة باثنين من فرق دول الحصار، وهما الإمارات بنتيجة 4-0، وقبلها السعودية في دور المجموعات بنتيجة 2-0.

هزيمة لرأس الحصار

لم تكن مباراة الأمس بين قطر والإمارات، على المستطيل الأخضر فقط، إذ فازت قطر على رأس الحصار بفوزها على المنتخب الإماراتي بعد مباراة شُحن لها سياسيًا وشعبيًا من قبل الإمارات والسعودية.

كما أن المباراة من جهة أخرى كانت فرصة للتأكيد على أحقية قطر باستضافة كأس العالم 2022 الذي كما اتضح سابقًا فإنه يقض مضاجع السعودية والإمارات، مع العلم بأنه على الأرجح أن المنتخب الحالي هو الذي سيمثل قطر في كأس العالم الذي ستستضيفه.

وعلى هذا المنوال جاءت تعليقات السوشيال ميديا من المستخدمين الذين كانوا على دراية أنها أكثر من مباراة كرة قدم، في ظل حصار دام أكثر من عام ونصف، فرضته السعودية والإمارات على الدوحة.

وتداول مغردون وإعلاميون وسياسيون ما يفيد بانسحاب محمد بن زايد من الملعب بعد الهدف الثاني في منتخب بلاده، واعتبروا أنه فعل لا يليق. فعلق حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري السابق بقوله إن "هذا لا يليق بما أنه المستضيف للبطولة أن يترك فريقه في الساحة دون توجيهات"، غير أنه لم يذكر صراحة أنه ابن زايد، وقال بدلًا عن ذلك "الكوتش" أو المدرب.

وعلق الصحفي القطري عبدالله بن حمد العذبة قائلًا: "الكوتش هو القائد، سواءً كان ذكر أو أنثى. ولا يترك الملعب الذي يحمل اسمه أثناء المباراة. لم توفق في القيادة هذه المرة يا كوتش!"، ونشر مع هذه التغريدة مقطع فيديو لابن زايد.

ومن خارج قطر، قال على خفاجي: "أنا فرحتي بهزيمة الإمارات أكتر من فرحة القطريين بفوزهم أقسم بالله"، فيما قال حسام بكير: "قطر صحّتها جات على الحصار في كل المجالات حرفيًا".

الإمارات تحّولها لمعركة!

تحولت المباراة أمس لمنافسه سياسية بسبب التعامل الإماراتي مع المباراة قبلها وبعدها، وفي أثناء مجمل البطولة، فمنذ بدايتها وضعت اللجنة المنظمة والحكومة الإماراتية، العراقيل أمام الفريق القطري ومشجعيه.

ورفضت الدولة المضيفة للبطولة، أي الإمارات، السماح لوفد إعلامي قطري بتغطية فعاليات البطولة في الرابع من كانون الثاني/يناير الجاري، بالرغم من حصول أعضاء الوفد على تأشيرات مسبقة وحملهم بطاقات إعلامية رسمية من قبل الاتحاد الآسيوي للعبة، ووجود نحو أربعة صحفيين مصريين ضمن الوفد، ولا يوجد أي مانع قانوني لدخول المصريين للإمارات.

والمنع أيضًا كان الأمر المتوقع لجمهور العنابي إذا ما حاول السفر لتشجيع فريقه. وبالرغم من ذلك التزم المئات من الجمهور العُماني بالسفر إلى الإمارات للوقوف وراء المنتخب القطري، متعاطفين معهم في ظل الغياب الجماهيري، وهو الأمر الذي انتبهت إليه الإمارات وعملت على تجنب حدوثه في مباراة الأمس، فأعلن مجلس أبوظبي الرياضي في 25 كانون الثاني/يناير شراء جميع تذاكر المباراة وبيعها لمشجعي الفريق الإماراتي في الداخل، إضافة إلى حملة تهديد قادها بعض المدونين الإماراتيين ضد العُمانيين، ما دفع الإعلامي القطري خالد جاسم إلى مطالبة العمانيين المؤيدين للفريق القطري بعدم السفر للإمارات لسلامتهم.

ورغم أن الحكومة الإماراتية تسيطر على مواقع التواصل الاجتماعي داخل أراضيها، لكنها تركت التغريدات العنصرية والتي تحمل سبًا وقذفًا ضد قطر والمنتخب القطري. كما ساهم بعض المسؤولين في السعودية في تصعيد الأمر، على رأسهم المستشار في الديوان الملكي تركي آل الشيخ.

لم تكن مباراة الأمس بين قطر والإمارات، على المستطيل الأخضر فقط، إذ فازت قطر على رأس الحصار بفوزها على المنتخب الإماراتي

ولم يتوقف الأمر عند التهديدات للقطريين والعُمانيين المشجعين للمنتخب القطري، بل وصلت إلى مهاجمة الكويت عقب إرسال أمير الكويت رسالة تهنئة لأمير قطر.

تجاوزات إماراتية وسخرية عربية

التجاوزات الإماراتية على مواقع التواصل الاجتماعي سبقتها تجاوزات أخرى على أرض المباراة. وبسبب التجييش الكبير من قبل الإعلام الإماراتي قبيل المباراة، كان من الواضح الضغط الكبير على لاعبي الإمارات والجماهير التي اتجهت إلى إلقاء الأحذية وزجاجات المياه على لاعبي المنتخب القطري بعد كل هدف. 

تعاطى مغردون ومدونون عرب مع المباراة بالسخرية من ردود الفعل الإماراتية، وإعلان التضامن والتشجيع للمنتخب القطري.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

غضب الفيفا من توظيف كرة القدم سياسيًا.. بطاقة حمراء محتملة للسعودية والإمارات

بطولة كلّ العرب.. قطر تتسلّم رسميًّا شارة استضافة مونديال 2022