22-يناير-2022

(Getty)

استخدم رالف رانجنيك مدرب مانشستر يونايتد الجديد، الرسم التكتيكي 4-2-2-2، في مبارياته الأولى مع الفريق، وهو رسم لم تعتد عليه جماهير النادي، وقلّما يتم استخدامه في كرة القدم الأوروبية، بالرغم من أن متابعي البريميرليج خبروا هذا الرسم عندما استخدمه فريق واتفورد في الكثير من مبارياته خلال الموسم الماضي.

تسلط هذه المادة الضوء على الرسم 4-2-2-2 الذي اعتمده رالف رانجنيك، وكيفية توزّع المراكز والمهام من خلاله، وأهم سلبياته وإيجابياته

لم يحقّق الشياطين الحمر النتائج المرجوة مع المدرب الألماني في أسابيعه الأولى، وبدا أن الأمور لا تسير بشكل جيد، في فريق اعتاد مع مدربه السابق على رسمي 4-2-3-1 و4-3-3، ليعود رانجيك ويتراجع عن فكرته، حيث قال في المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراته ضد برينتفورد، إنه سيلجأ إلى طرائق لعب جديدة، وبالفعل فقد اختار اللعب بالرسم 4-2-3-1، وحقق الفوز بنتيجة 3-1.

تسلط هذه المادة الضوء على الرسم 4-2-2-2، وكيفية توزّع المراكز والمهام من خلاله، وأهم سلبياته وإيجابياته، وأسباب عدم انتشاره بشكل واسع، أسوة ببقية الرسوم الأخرى المعتمدة بكثرة.

خلال فترته التدريبية الأولى مع سالزبورغ ريد بول النمساوي، استخدم رانجيك الرسم 4-2-2-2 في العديد من المناسبات خلال العام 2015، فكان يشرك في خط المقدمة الألماني الدولي كيفن كامبل، والسنغالي ساديو ماني قبل أن ينتقل إلى الدوري الإنجليزي من بوابة ساوثامبتون. كانت المرة الأولى التي يستخدم فيها هذا الرسم في الدوري النمساوي.

يُطلق على الرسم التكتيكي 4-2-2-2 لقب " المستطيل السحري " إذ يعتمد على أربعة مدافعين على خط واحد، فيما يتوزع اللاعبون الستة المتبقون على شكل مربع، وقد استخدمت للمرة الأولى في مونديال 1950 في البرازيل، بواسطة مدرب البرازيل يومها الراحل فلافيو كوستا، واستخدمها لاحقًا المدرب الفرنسي ألبير باتو مع فريقي ريمس وسانت اتيان، وحقق من خلاله لقب الدوري الفرنسي ثمان مرات، وهو رقم قياسي لم يصل إليه أي مدرب آخر في الليغ 1.

ظهر الرسم مرة أخرى في يورو 1984، وتوّجت فرنسا بواسطته بلقبها القاري الأول بقيادة نجمها ميشال بلاتيني. يعمد مستخدمو هذا الرسم إلى رصّ ستة لاعبين على مسافة قريبة من بعضهم البعض، للإفادة من المساحات التي قد تخلق في دفاعات الخصم، كما أنها تضعهم جميعًا في وضعية تمكنّهم من مساعدة الفريق خلال الارتداد الدفاعي.

اقرأ/ي أيضًا:  من أسلوب للمتعة الكرويّة إلى ورقة رابحة للفرق الضعيفة.. تطوّرات خطّة 4-4-2

لاعبا الوسط الدفاعي في هذه التشكيلة ( فريد ومكتومناي في حالة اليونايتد مثلًا ) يجب أن يتمتعا بالقدرة على التمرير الجيد وإيجاد الزملاء، ويُفضل أن يتمتعوا بمهارة لعب الكرات العالية، لتعويض ضعف نظام التواصل بين الدفاع والهجوم في هذا الرسم.

لاعبا الوسط الهجومي يميلان قليلًا إلى الأطراف، في حالة مانشستر يونايتد لعب برونو فرنانديز إلى جانب سانشو أو غرينوود في هذا المركز، فخسر البرتغالي الكثير من ميزاته، لأن قوته تظهر أكثر حين يلعب في العمق وليس على الأطراف، كما يتطلب منهم هذا الرسم قدرات بدنية كبيرة وقدرة على الارتداد الدفاعي ومساندة الفريق، وهي ميزة غير متوفرة في متوسطي الفريق الهجوميين، ما أظهر ثغرات واضحة مع رانجيك، ومباراة نيوكاسل التي سيطر فيها الماكبايز على خط الوسط في الشوط الأول هي خير دليل على ذلك.

المهاجمان هنا غير مطالبين بالتمتع بقدرات تهديفية استثنائية، وينجح فيها اللاعبون المهاجمين ذوي المهارات العالية والمميزين في التمرير، والقادرين على مساعدة خط الوسط في البناء الهجومي. محللو موقع " فوتبول تاكتيكس" يعتقدون أن واين روني ودينيس بيركامب هما المهاجمان الأمثلان للّعب في هذه التشكيلة، فيما بدا واضحًا أن كريستيانو رونالدو لا يحبذ اللعب بهذا الرسم، فقوته تكون عندما يلعب في المقدمة وحيدًا في رسم 4-2-3-1 مثلًا، أو 4-4-2 مع مهاجم متحرك إلى جانبه كما كان الحال مع كريم بنزيما. عندما لعبا سويًا مع ريال مدريد.

اقرأ/ي أيضًا: من العشوائيّة إلى التنظيم.. نشأة التكتيك في كرة القدم

أبرز سلبيات هذا الرسم تتمثل في أن لاعبي الوسط يتركان فراغات كبيرة عند تحولهما إلى الأطراف، فيُصبح من السهل ضرب ثنائي الوسط الدفاعي الذين يتواجدان على الخط نفسه، بعكس مثلًا رسم 4-2-3-1 التي يصبح فيها صانع الألعاب لاعب وسط ثالث في الحال الدفاعية. ويمكن ضرب هذا النظام من خلال إشراك الخصم لخمسة لاعبين في خط الوسط، كما يفعل كونتي مثلًا، يخلقون المثلثات لضرب المستطيل السحري المشكّل.

في المحصلة يمكن القول إنه لا يوجد رسم تكتيكي مثالي، وإلّا كان جميع المدربين لجأوا إليه، فالمدرب الناجح هو القادر على اختيار التشكيل المناسب الذي يلائم اللاعبين المتوفرين لديه، كما هي الحال مع غوارديولا هذا العام مثلًا، الذي يغيّر الرسم عدة مرات في المباراة لضرب دفاعات الخصم في ظل اللعب بدون مهاجم صريح، أو الذي يعتمد الرسم نفسه في معظم المباريات، لكنه يختار مع إدارة النادي صفقاتهم بعناية، بشكل يلائم رسمهم، كما هو الحال مع ريال مدريد الوفي لرسم 4-3-3، فيبحث عن اللاعبين الملائمين لهذا الرسم، وبايرن ميونيخ الذي اعتاد خطة 4-2-3-1 في السنوات الأخيرة، بتواجد توماس مولر خلف ليفاندوفسكي، وعلى جانبيه أجنحة مهارية وسريعة من طينة غنابري، ساني وكومان.

 

اقرأ/ي أيضًا:

من كرويف إلى كلوب.. أبرز تطوّرات خطّة 4-3-3

خطة 4-4-2.. مُنقذة الإنجليز ومُلهمة السوفييت