راتكليف ينتهج سياسة "الصبر الاستراتيجي" مانحًا أموريم ثلاث سنوات للعودة إلى القمة
9 أكتوبر 2025
أكد المالك الشريك لنادي مانشستر يونايتد، جيم راتكليف، أن المدرب البرتغالي روبن أموريم سيحصل على كامل مدة عقده الممتدة لثلاث سنوات لإثبات جدارته، رغم النتائج المتواضعة التي حققها حتى الآن، مشددًا على أن النادي يسير نحو أن يصبح "الأكثر ربحية في العالم".
صبر استراتيجي
منذ توليه تدريب الفريق في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي خلفًا لإريك تين هاغ، لم يتمكن أموريم من قلب مسار النادي، إذ فاز فقط في 10 مباريات من أصل 34 في الدوري الإنجليزي الممتاز. وجاءت نهاية الموسم كارثية، حيث احتل يونايتد المركز الخامس عشر، وهو الأسوأ منذ موسم الهبوط في 1973–74، كما خسر نهائي الدوري الأوروبي أمام توتنهام، ليغيب عن المنافسات الأوروبية.
ورغم هذه الإخفاقات، رفض راتكليف، الذي يمتلك 30% من أسهم النادي ويتولى إدارة الجانب الرياضي، الانجرار وراء دعوات الإقالة، مستحضرًا بدايات السير أليكس فيرغسون الصعبة قبل أن يتحول إلى أسطورة تدريبية. وقال في بودكاست "ذا بيزنس" التابع لصحيفة "ذا تايمز":
"أتذكر المطالبات بإقالة فيرغسون في أول عامين. انظروا إلى أرتيتا في أرسنال، لقد عانى أيضًا في البداية. نحن نركز على النتائج، لكننا بحاجة إلى الصبر. لدينا خطة طويلة الأمد، والأمر ليس كبسة زر".
علاقة متوازنة مع عائلة غليزر
ورغم احتفاظ عائلة غليزر الأميركية بالأغلبية في ملكية النادي، نفى راتكليف وجود أي تدخل من جانبهم في القرارات الفنية، مؤكدًا أن العلاقة بين الطرفين "جيدة وتشاركية"، وأنه لا يمكن أن يُجبر على إقالة أموريم. وأضاف: "ارتكبنا أخطاء، لا شك في ذلك، وناقشناها. لكن لا أحد مثالي".
وعند سؤاله عن مستقبل أموريم، أجاب بحزم: "نعم، سيكمل الثلاث سنوات. كرة القدم ليست مسألة تحدث بين ليلة وضحاها".
تصريحات راتكليف تمثل تحولًا في الخطاب الإداري داخل مانشستر يونايتد، من ردود الفعل السريعة إلى استراتيجية طويلة الأمد
أرباح قياسية رغم التراجع الفني
على الصعيد المالي، ووفق ما بيّنت وكالة "رويترز"، سجل مانشستر يونايتد إيرادات قياسية بلغت 666.5 مليون جنيه إسترليني (892.1 مليون دولار) حتى حزيران/يونيو 2025، رغم خسارة صافية قدرها 33 مليون جنيه. وقد أنفق النادي أكثر من 200 مليون جنيه على التعاقدات الصيفية، في محاولة لتعزيز التشكيلة.
راتكليف أشار إلى أن هذه الاستثمارات جزء من خطة لإعادة النادي إلى مسار مستدام ماليًا وفنيًا، وقال: "نتائجنا المالية هي الأعلى على الإطلاق من حيث الإيرادات، والثانية من حيث الربحية. لم نرَ بعد نتائج إعادة الهيكلة، ولم نكن في دوري الأبطال. لكن الأرقام ستتحسن، وسنصبح النادي الأكثر ربحية في العالم، وهذا سيقودنا إلى مستوى كروي مستدام وعالي الجودة".
حلم طويل الأمد
وفي خطوة تعكس اهتمامًا بالبنية التحتية، كشف راتكليف عن خطة لإعادة إحياء أكاديمية النادي التي كانت يومًا ما مصنعًا للنجوم أمثال ديفيد بيكهام، رايان غيغز، بول سكولز وغاري نيفيل. وقال: "الأكاديمية تراجعت كثيرًا في مانشستر يونايتد. لا يمكن حل المشكلة بين ليلة وضحاها. لقد قمنا بتعيين مدير جديد للأكاديمية".
تصريحات راتكليف تمثل تحولًا في الخطاب الإداري داخل مانشستر يونايتد، من ردود الفعل السريعة إلى استراتيجية طويلة الأمد. المقارنة مع فيرغسون وأرتيتا ليست مجرد تبرير، بل محاولة لتثبيت رؤية تتجاوز النتائج الآنية. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر في قدرة أموريم على ترجمة هذا الدعم إلى أداء ملموس، خصوصًا في ظل ضغط الجماهير وتاريخ النادي العريق.