23-سبتمبر-2022
 قصيدة رابعة العدوية

كتاب بدوي ورسم متخيل لرابعة العدوية

رابعة العدوية (717م - 796م) أو رابعة القيسية أم عمرو، امرأة من أتباع التابعين، اشتهرت بالعبادة والزهد والورع، ونسبها للصوفية والتصوف لا دليل عليه لأن التصوف في عصرها لم يكن معروفًا بمسمياته وميزاته التي عُرفت لاحقًا، وأثنى على رابعة جماعة من أئمة السلف منهم: سفيان الثوري وابن الجوزي الذي ألف في سيرتها جزءًا خاصًا.

ولدت رابعة في أسرة فقيرة مغمورة بعد ثلاث أخوات، فكانت هي الرابعة. مات والدها وهي لا تزال طفلة، وبعد وفاته لحق البصرة قحط شديد، فخرجت رابعة وأخواتها الثلاث، وهن في عمر الزهور، يبحثن عن الرزق. ويهمن على وجوههن، فتاهت رابعة في الطريق ولم تستطع أن تهتدي إلى أخواتها، فوقعت في أسر رجل ظالم أذاقها أنواع الذل والهوان، ثم باعها بثمن بخس إلى رجل آخر كانت في بيته أسوأ حالًا مما كانت عليه في البيت الأول، ولكنه أعتقها بعد مدة، فعملت برهة في الغناء والعزف على الناي وما يتصل بهما، ثم تابت بعد ذلك وحملها ندمها على ماضيها أن تمعن في الزهد والتصوف، وتصبح الزاهدة الشهيرة التي نعرفها.

سُميت بشهيدة العشق الإلهي وقديسة الإسلام. أُلفت حولها حكايات كثيرة حتى أصبحت أقرب إلى الأسطورة. كتب عنها الكثيرون من الأدباء والمؤرخين والفلاسفة والمهتمين بالدراسات الدينية. في كتابه "شهيدة العشق الإلهي.. رابعة العدوية" تناول المفكر عبد الرحمن بدوي حياتها وبعضًا من أخبارها، منذ نشأتها وفترة عبوديتها، مرورًا بلهوها، وصولًا إلى مرحلة بلغت فيها من العبادة مبلغًا عظيمًا، ومن هذا الكتاب اقتطفنا هذه القصيدة.


راحتي يا إخوتي في خلوتي

وحبيبي دائمًا في حضرتي

 

لم أجد لي عن هواه عوضًا

وهواه في البرايا محنتي

 

حيثما كنت أشاهد حسنه

فهو محرابي إليه قِبلتي

 

إن مت وجدًا وما تم رضى

وأعنائي في الورى واشقوتي

 

يا طبيب القلب يا كل المنى

جد بوصلٍ منك يشفي مهجتي

 

يا سروري يا حياتي دائمًا

نشأتي منك وأيضًا نشوتي

 

قد هجرت الخلق جمعًا أرتجي

منك وصلًا فهو أقصى منيتي