شهدت الأيام الأخيرة تزايدًا في التكهنات حول مستقبل مقعد تدريب ريال مدريد، بعد الخروج الصادم من دوري أبطال أوروبا على يد أرسنال، بالإضافة إلى الهزيمة المرة في نهائي كأس ملك إسبانيا أمام برشلونة. هذه النتائج السلبية ألقت بظلالها على مستقبل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وسط تساؤلات عن ما إذا كان سيستمر في منصبه أم سيغادر.
وبينما تظل القرارات الحاسمة بيد رئيس النادي فلورنتينو بيريز، فإن مشاعر التغيير بدأت تطغى على الأجواء داخل النادي، مما يعزز الشائعات حول تغييرات قادمة في الجهاز الفني، والذي ينتهي عقده في صيف عام 2026.
العديد من الأسماء برزت في هذه الفترة كمرشحين لخلافة أنشيلوتي في حال تم اتخاذ قرار برحيله. أبرز هذه الأسماء هو تشابي ألونسو، مدرب باير ليفركوزن الحالي، الذي يعتُبر المرشح الأوفر حظًا لقيادة مشروع ريال مدريد الجديد. كما تم طرح اسم يورغن كلوب، مدرب ليفربول السابق، كأحد البدائل الممكنة، وسط تكهنات بأن المدرب الألماني قد يكون في طريقه للانضمام إلى صفوف النادي الملكي.
يبدو أن راؤول غونزاليس، مدرب فريق ريال مدريد الرديف "كاستيا"، بعيد تمامًا عن دائرة الترشيحات الحالية لتولي القيادة الفنية للفريق الأول
ورغم هذه الأسماء اللامعة، لا يزال احتمال بقاء أنشيلوتي على رأس الفريق قائمًا، خصوصًا في ظل التصريحات التي أكد فيها المدرب الإيطالي أن أولويته تبقى الاستمرار في ريال مدريد، رغم الاهتمام الذي أبداه الاتحاد البرازيلي لكرة القدم للتعاقد معه لتدريب المنتخب الوطني.
وفي هذه الأثناء، يبدو أن راؤول غونزاليس، مدرب فريق ريال مدريد الرديف "كاستيا"، بعيد تمامًا عن دائرة الترشيحات الحالية لتولي القيادة الفنية للفريق الأول. وذلك حسب ما نقلته صحيفة "ماركا"، ففي تصريحاته الأخيرة بعد مباراة فريقه في الدوري الإسباني، عبّر راؤول عن سعادته ورضاه بموقعه الحالي، حيث قال: "أنا هنا في المكان الذي أريد أن أكون فيه. عندما يحين وقت التقييم وتُتخذ القرارات من قبل النادي، سنرى ما سيحدث. لكن في الوقت الراهن، أنا راضٍ تمامًا". هذه الكلمات تؤكد أن راؤول يركز على عمله الحالي ويضع مصلحة النادي أولًا.
وعلى الرغم من غيابه عن الساحة في النقاشات الحالية، لم يخفِ راؤول احترامه العميق للمدرب الحالي أنشيلوتي. حيث أشار إلى أهمية التزام الهدوء في هذه الفترة الحرجة من الموسم، مؤكدًا أن هناك العديد من الأمور التي لا تزال على المحك وأنه من المبكر اتخاذ أي قرارات حول مستقبل المدرب.
راؤول غونزاليس، الذي بدأ مسيرته التدريبية مع فرق الناشئين في ريال مدريد، يشغل منصب مدرب فريق كاستيا منذ موسم 2016-2017. مسيرته في عالم التدريب كانت صاروخية، حيث بدأ تدريب فريق تحت 16 عامًا (U16 B) في موسم 2018-2019، وحقق نتائج مذهلة في تلك الفترة، حيث فاز في 18 مباراة من أصل 19 في الدوري. كما استطاع فريقه تحت 19 عامًا (U19 B) بقيادته الفوز في 8 مباريات من أصل 9 في الفترة التي تلت رحيل المدرب ألفارو بينتو.

وتصاعدت مسيرته بشكل سريع، ففي موسم 2019-2020، تولى تدريب فريق ريال مدريد كاستيا (الفريق الثاني) وحقق معه العديد من الإنجازات، بما في ذلك الفوز بلقب دوري الشباب الأوروبي مع فريق تحت 19 عامًا، وهو إنجاز كبير يعكس قدراته التدريبية العالية. وعلى الرغم من عمله الكبير مع كاستيا، ورغبة النادي في تصعيده إلى الفريق الأول بعد رحيل زين الدين زيدان في صيف 2021، تم اختيار أنشيلوتي لتولي القيادة الفنية في تلك الفترة.
منذ ذلك الحين، ظل راؤول يترقب فرصته في القيادة الفنية للفريق الأول، ولكن الفرصة لم تأتِ بعد. ومع ذلك، تشير بعض التقارير إلى أن مستقبله مع كاستيا قد يقترب من نهايته، خاصة مع استعداد النادي لاتخاذ قرارات كبيرة بشأن الجهاز الفني في المستقبل القريب.

رغم أن الفرص المتاحة لراؤول لقيادة الفريق الأول في الموسم المقبل تبدو ضئيلة في الوقت الحالي، إلا أن هناك سيناريوهات قد تفتح له الباب في المستقبل. أحد هذه السيناريوهات هو تولي منصب مدرب مؤقت في حال احتاج النادي إلى قيادة فنية مؤقتة، مثلما حدث مع سلفه في التدريب زين الدين زيدان. هناك حديث عن إمكانية تولي راؤول المسؤولية مؤقتًا في حال قرر النادي منح أنشيلوتي فترة راحة، لا سيما في بطولة كأس العالم للأندية المقررة في حزيران/يونيو المقبل. ومع ذلك، تبدو هذه الاحتمالات معقدة نظرًا لوجود خيارات أخرى مثل المدرب الأرجنتيني سانتياجو سولاري.
لطالما عبّر راؤول عن ولائه الكبير للنادي، وهو ما جعله يحتفظ بمكانته في قلوب الجماهير على مر السنين. في تصريحات سابقة، قال راؤول: "راؤول هو ريال مدريد، وهنا أشعر بالسعادة وأعتقد أنني أسعد الآخرين أيضًا". هذه الكلمات تجسد تمامًا التفاني الذي يشعر به نحو النادي الملكي، مؤكدًا أنه لا يسعى وراء الأضواء بل يضع مصلحة الفريق فوق كل شيء.