25-يناير-2023
gettyimages

زيارة نتنياهو هي الأولى منذ عام 2018 (Getty)

زار رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، العاصمة الأردنية عمّان، للقاء ملك الأردن عبد الله الثاني، في أول زيارة خارجية لنتنياهو منذ عودته للحكم قبل حوالي شهر، كما أن الزيارة تضمنت اللقاء الأول مع ملك الأردن، منذ حزيران/ يونيو 2018.

تأتي الزيارة بعد أزمة منع دخول السفير الأردني غسان المجالي، للمسجد الأقصى قبل نحو عشرة أيام، بالإضافة إلى اقتحام وزير الأمن  القومي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى

وتأتي الزيارة بعد أزمة منع دخول السفير الأردني غسان المجالي، للمسجد الأقصى قبل نحو عشرة أيام، بالإضافة إلى اقتحام وزير الأمن  القومي إيتمار بن غفير للمسجد، مما أظهر التوتر بين عمّان وتل أبيب سريعًا، ودفعها لاستدعاء السفير الإسرائيلي للاحتجاج مرتين منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة قبل حوالي شهر.

أردنيًا، قالت وكالة الأنباء الأردنية، إن العاهل الأردني شدد على "ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وعدم المساس به". كما أكد على "الالتزام بالتهدئة ووقف أعمال العنف لفتح المجال أمام أفق سياسي لعملية السلام، مشددًا على ضرورة وقف أية إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام".

وأشار البيان الأردني إلى أن ملك الأردن "أعاد التأكيد على موقف الأردن الثابت الداعي إلى الالتزام بحل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل"، بحسب ما جاء في وكالة الأنباء الأردنية "بترا".

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت فقد استمر الاجتماع لفترة أطول مما كان مقررًا، حيث عقد لمدة تقارب الساعتين ونصف الساعة. وقال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي إن هذا الاجتماع من أفضل الاجتماعات التي حصلت في هذا السياق منذ سنوات. وقال مسؤول سياسي إسرائيلي إن الهدف الرئيسي هو إزالة الحواجز في المشاريع الاقتصادية الثنائية وتسريع العمل في المجالات الاقتصادية. 

وخلال اللقاء أكد نتنياهو للملك أن الوضع الراهن في الحرم المسجد الأقصى سيتم الحفاظ عليه. كما كشفت الصحيفة عن أن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت زار عمّان سرًا من أجل التهيئة للزيارة وتنسيق العلاقات الأمنية. وبحث اللقاء العلاقات الثنائية بين عمّان وتل أبيب وضرورة استفادة الجانب الفلسطيني من المشاريع الاقتصادية والإقليمية. وحضر اللقاء عن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب ملك الأردن جعفر حسان ومدير المخابرات العامة أحمد حسني.

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية معلومات عن سبب الزيارة، حيث أوضحت أن نتنياهو حاول احتواء الأزمة بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ورغبةً منه في التهدئة، خاصة مع اقتراب شهر رمضان الذي تخشى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من زيادة التصعيد خلاله.

وبحسب المصادر الإعلامية الإسرائيلية، وعد نتنياهو العاهل الأردني بأن "إسرائيل لن تنتهك الوضع الراهن في المسجد الأقصى، وستحافظ على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة والأوقاف، ومنع محاولة أطراف أخرى فرض وصايتها عليها بدلًا من الأردن".  كما تطرقت المباحثات إلى الوضع في جنوب سوريا على الحدود مع الأردن، التي تعاني من عمليات تهريب مستمرة للمخدرات يشرف عليها النظام السوري، عبر الفرقة الرابعة التي يشرف عليها ماهر الأسد. بالإضافة إلى التطرق للوضع الاقتصادي الصعب في الأردن.

 وحضر الاجتماع من دولة الاحتلال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار والمستشار الأمن القومي تساحي هنجبي والسكرتير العسكري لرئيس وزراء دولة الاحتلال آفي جيل، وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن مشاركة رئيس الشاباك في الاجتماع تعود لمحافظته على العلاقات مع الأردن باستمرار.

من جانبها، رحبت الخارجية الأمريكية بالاجتماع، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس إن الولايات المتحدة "تقف بحزم مع الحفاظ على الوضع الراهن التاريخي فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس". وأكد برايس على الدور الخاص للأردن كوصي على المقدسات الإسلامية في القدس. وقال وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، صباح اليوم، إنه سيستمر في اقتحام المسجد الأقصى رافضًا أي وصاية عليه، بحسب تصريحاته.

رحبت الخارجية الأمريكية بالاجتماع، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس إن الولايات المتحدة "تقف بحزم مع الحفاظ على الوضع الراهن التاريخي فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس"

وشهدت العلاقات بين عمان وتل أبيب، توترًا كبيرًا طوال سنوات حكم نتنياهو، وعملت الحكومة الإسرائيلية السابقة بقيادة نفتالي بينيت ويائير لبيد على محاولة تحسين العلاقات. وكانت أبرز معالم التوترات، هي منع الأردن مرور طائرة نتنياهو إلى الإمارات، مما تسبب في إلغاء الزيارة، وذلك بعد إلغاء زيارة ولي عهد الأردن للمسجد الأقصى، بعد خلافات على الترتيبات الأمنية. بالإضافة إلى قيام رجل أمن في السفارة الإسرائيلية بقتل مواطنين أردنيين في تموز/ يوليو 2017.