طلب رئيس النظام السوري ،بشار الأسد، من رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، دعمًا مباشرًا لمواجهة قوات المعارضة السورية، والتي تواصل تقدمها في عدة مناطق، أبرزها على مشارف مدينة حماة.
وجاء هذا الطلب خلال اتصال هاتفي بين الطرفين، بحسب مصادر مطلعة تحدثت لموقع "العربي الجديد". والتي بيّنت أن الطلب السوري أثار نقاشات حادة داخل الأوساط السياسية العراقية، وسط تباين الآراء بشأن التدخل في الأزمة السورية.
وأعلن المكتب الحكومي العراقي، السبت الماضي، عن مكالمة هاتفية بين السوداني والأسد تناولت تطورات الأوضاع في سوريا. وأشار البيان العراقي إلى أن المحادثة ركزت على التعاون في مواجهة الإرهاب، في حين أكد بيان الرئاسة السورية أن العراق أبدى استعداده لتقديم "كل الدعم اللازم" لسوريا.
طلب رئيس النظام السوري، بشار الأسد، من رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، دعمًا مباشرًا لمواجهة قوات المعارضة السورية
مصادر عراقية مطلعة، بينها مسؤول في وزارة الخارجية وعضو في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، أكدت لـ"العربي الجديد" أن الأسد طلب دعمًا عسكريًا مباشرًا، دون تحديد طبيعة الدعم، لكن من الواضح أنه يشمل أسلحة نوعية مثل الصواريخ الحرارية والأسلحة المضادة للأفراد.
وبحث التحالف الحاكم في العراق، المعروف باسم "الإطار التنسيقي"، الطلب السوري في اجتماع حضره السوداني. وتشير التقارير إلى وجود انقسام داخلي بين تيارين، الأول يدعم التدخل العسكري، ويتزعمه نوري المالكي وقيس الخزعلي وهادي العامري، ويرى ضرورة تقديم الدعم لنظام الأسد لحماية استقرار المنطقة وضمان بقاء النظام السوري، الذي يعتبر حليفًا استراتيجيًا. والثاني هو جناح متحفظ، يحذر من العواقب الدولية لأي دعم عسكري علني، خصوصًا من الولايات المتحدة ودول غربية، معتبرًا أن تزويد النظام السوري بأسلحة نوعية قد يعرض العراق لعقوبات.
وفي خضم النقاشات العراقية، كشفت مصادر لـ"العربي الجديد" عن زيارة مسؤول إيراني رفيع مرتبط بفيلق القدس إلى بغداد بين الأحد والثلاثاء، حيث عقد اجتماعات مع قادة فصائل مسلحة لبحث تطورات الملف السوري. ولم يُكشف عن اسم المسؤول الإيراني، لكن المصادر أشارت إلى أنه ناقش إمكانية نقل دعم ميداني للنظام السوري عبر الفصائل العراقية.
وعلى الأرض، أعلنت مليشيا "أبو الفضل العباس"، المعروفة بولائها للنظام السوري، عن فتح باب التطوع لدعم النظام السوري. وأكد زعيم المليشيا، أوس الخفاجي، أن قواته ستقتصر على الدفاع عن دمشق، مشيرًا إلى أن عدد العناصر الحالي يبلغ 7,000 عنصر، مع توقعات بانضمام متطوعين جدد.
أما في البرلمان العراقي، فقد عقدت جلسة مغلقة لمناقشة الأزمة السورية. وأوضح النائب يوسف الكلابي أن البرلمان خوّل رئيس الوزراء باتخاذ "كافة القرارات اللازمة لحماية الأمن الوطني"، دون التطرق بشكل واضح لدعم الأسد.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، في تصريحات إعلامية، إن دعم النظام السوري هو "جزء من حماية المنطقة بأكملها"، معتبرًا أن "الدفاع عن وحدة سوريا واستقرارها هو دفاع عن العراق والمنطقة".
وأثارت الدعوات العراقية لدعم الأسد جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية. فقد حذر الباحث السياسي غالب الدعمي من أن تدخل العراق في الأزمة السورية قد يُعتبر تدخلًا طائفيًا، ما قد يعرضه لعقوبات أميركية أو ضربات إسرائيلية، كما حدث سابقًا مع فصائل عراقية دعمت النظام السوري.
وأضاف الدعمي في حديثه لموقع "العربي الجديد" أن مصالح العراق مع تركيا والولايات المتحدة تجعل من التدخل في سوريا خيارًا محفوفًا بالمخاطر، داعيًا الحكومة العراقية للنأي بالنفس عن الأزمة السورية.