10-أبريل-2021

صورة تعبيرية (Getty)

تم تغريم رئيسة وزراء النرويج إرنا سولبيرغ بمبلغ 20 ألف كرون نرويجي، أي ما يعادل أكثر من 2.300 دولار أمريكي بسبب انتشار صور لها وهي تكسر قواعد التباعد الاجتماعي التي تنصّ عليها إجراءات الحجر الصحي في بلادها، وذلك خلال احتفالها بعيد ميلادها الـ60 مع 13 فردًا من أسرتها، في أحد المطاعم في النرويج، بحسب ما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية عن هيئة البث العامة في النرويج NRK. وقالت سولبرغ في حديث للقناة التلفزيونية الثانية النرويجية الرسمية إنها تعتذر عن الخطأ الذي وقعت به، وأكّدت بأنها ستدفع الغرامة كاملة. 

انضمت رئيسة وزراء النرويج إلى لائحة مطولة من السياسيين الذين خرقوا إجراءات التباعد الاجتماعي، لكن اللافت في حالتها سرعة محاسبتها والخضوع لإجراءات المحاسبة الذي أبدته 

بهذه الحادثة تكون سولبرغ قد انضمت إلى لائحة طويلة من السياسيين والمشاهير الذين كسروا قواعد الحجر الصحي وقوانين التباعد الاجتماعي حول العالم. إذ سبق ونشرت صحيفة شيكاغو تربيون مقالة في كانون الأول/ديسمبر 2020، للكاتبة جولييت ويليامز، تحت عنوان "غضب بسبب تجاهل بعض السياسيين لقواعد الفيروس التي وضعوها: الافتقار إلى الوعي الذاتي في السياسة الأمريكية هو مجرد شيء آخر". واستشهدت الكاتبة ببعض الأمثلة في هذا المجال، أبرزها ظهور حاكم كاليفورنيا جافين نيوسيوم، وهو يتناول العشاء مع أصدقائه خلال فترة الحظر، وتساءلت ما إذا يمكن لسكان كاليفورنيا أن يثقوا به لإدارة شؤونهم، فيما أطلق ناشطون حملة لجمع تواقيع لسحب الثقة منه.

اقرأ/ي أيضًا: لبنان بلا بنزين وخبز.. طوابير "الإذلال" تتصدر المشهد

أما في العاشر من كانون الثاني/يناير 2021، فقد نشرت شبكة سي إن إن  مقالة تحت عنوان "الكنديون يعترضون على خرق السياسيين لقواعد الحجر الصحي التي وضعوها بنفسهم"، وعدّدت المقالة الخروقات التي قام بها السياسيين منذ انتشار فيروس كورونا في البلاد، كالتجمعات، الاحتفالات، قوانين التباعد الاجتماعي وقوانين حظر السفر. 

ومن الأمثلة التي ذكرتها المقالة، قيام ثمانية سياسين من ولاية ألبرتا، الولاية التي شهدت تسجيل الأرقام الأعلى للإصابات بكوفيد 19 في البلاد،  بالاعتراف بخرقهم لقوانين السفر. وقد نظّم ناشطون كنديون من ألبرتا يومها تظاهرة أمام منزل العضو في حكومة ألبرتا، ألوها ألارد، وطالبوها بالاستقالة من منصبها، وكتبوا العبارات الغاضبة على جدران منزلها، لتعود بعدها وتعتذر عن فعلتها، وتقدّم استقالتها. وقد ذكرت في بيان استقالتها إن تهديدات وُجهت إلى أطفالها بهدف دفعها إلى الاستقالة. 

وضمن السياق نفسه، أشارت المقالة إلى أن وزير المالية في مقاطعة أونتاريو رود فيليبس، فقد وظيفته بعد تسريب فيديو له وهو يحتفل بعيد الميلاد في جزيرة سان باتريس في البحر الكاريبي. وقد قال فيليبس أمام الصحفيين لحظة وصوله إلى مطار بيرسون في تورنتو بعدما قطع إجازته، إنه يعلم أنه خيّب آمال الكثيرين من الناس، وتمنّى عليهم أن يتفهّموا خيبة الأمل التي يشعر بها من نفسه. 

كما نشرت الباحثة التي تقود الدراسة الاجتماعية بخصوص كوفيد 19 في جامعة كلية لندن، دايزي فرانكوت، مقالة مطلع سنة 2021 في صحيفة الغارديان تحت عنوان "الناس بدأوا بكسر قواعد الحجر عندما رأوا أصحاب النفوذ يفعلون ذلك" . وقالت فرانكوت في المقالة إن القيود الاجتماعية ضرورية لوقف انتشار الفيروس، وعلى الجميع القيام بدوره بدون أية اعذار أو استثناءات، لأنك إذا تمكنت من العثور على ثغرة من خلال الاستثناءات لذوي الامتيازات، سيصبح كسر القواعد مقبولًا لدى الجميع ويمكنهم الدفاع عنه. لقد تحوّل العدو من كونه الفيروس نفسه، ليصبح الإجراءات التي تهدف إلى كبحه، والتي يتمّ تجاوزها. 

أما في المنطقة العربية فقد انتشرت الكثير من مقاطع الفيديو التي تظهر السياسيين والفنانين وشخصيات عامة أثناء كسر قواعد الحجر الصحي، ومع ذلك لم يتم محاسبة أي منهم، الأمر الذي يعكس العقلية التي يُدار فيها الشأن العام في البلدان العربية. ولعلّ أبرز الأمثلة، في هذا المجال، هي الانتهاكات المتكررة لوزير الصحة اللبناني حمد حسن، من خلال مشاركته بحلقة دبكة، حفل عيد ميلاد في الشارع، ومأدبة غداء تضم عددًا كبيرًا من الأشخاص، بينهم مسؤولين في  الدولة اللبنانية، في الوقت الذي كان يلتزم فيه اللبنانيون منازلهم بسبب إجراءات الحجر الصحي التي كان قد أعلنها بنفسه. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

المرصد الأورومتوسطي: قرار الدنمارك بإعادة لاجئين إلى سوريا خطير وغير إنساني

انتقادات مصرية لتغيير أدوار الجيش ودعوات لثورة ضد سد النهضة