24-نوفمبر-2017

مقطع من لوحة لـ الفنان حنوش/ العراق

أن تتعبك القراءة، آخذةً إياك إلى عمق المواضع، أن تتساءل في أحشاء وحش اعتدت العيش فيها؛

"ما السؤال؟ ولم علينا أن نحلم؟".

متخيلةً السؤال حُلمًا أقول:

أنا أمارس الكوابيس وحسب، أستدرك بتلعثمٍ: كالعادة السرية فوق سريرٍ خشبي، يملأ أذنيّ صريره، مقطوعة الانفاس ولا لذة تحتوي جسدي،

-لست شبقةً-.

 

أن تتعبك قراءة لسعدي يوسف مثلًا، أن تحملك أمواج روايةٍ دأب على ترجمتها فصاغها؛

قصيدة طويلة عارية، مفعمة بالكآبة والخوف.

 

أنزوي في غرفةٍ مظلمةٍ، حيث لا يقطع سلسلة أفكاري رنين مكالمة

أو طرقًا على باب الغرفة،

إلا الضوء يتجاسر؛

 

-الضوء يطرق باب الغرفة،

الباب الموصد يتنحنح،

يولول. الغرفة تبكي.

لا شيء آخر هنا يشعر بالوحدة،

كتب الشِعر يعلوها الغبار

وعينا سعدي يوسف تطاردانني

يجلس أمامي،

أتكور

أدفع النظرة بعيدًا

فتلتصق بكفِ يدي،

متلطخةً بنظرته

خائفةً

يحتويني البلل، ولا أبكي.

وجهه الجاد يذوي

يغدو بلا ملامح.

 

لا يزال الضوء يطرق الباب،

أنا متعبة.

 

تعاود الاسئلة الاستمناء في رأسي، تأخذ وقتًا طويلًا قبل أن تصل الى ذروة الهيجان.

"لا حياء في الجسد" يرددها صوتًا أجهل صاحبه

يقول:

"لن يفهم الآخرون عُري الدقائق"

أسمع صداه:

"يجول الوقت أنحاء الفراغ"

بلا وعي أشاركهما:

"لا ملل هنا "

 

-نحن نكتب متجاوزين البكاء ونقرأ لنبكي؛

يعاود الضوء التجاسر

يطرق باب الغرفة

والصورةُ الوحيدةُ تبتسم بحزنٍ

صدى الغرفةِ الفارغةِ نائم

وعلى حافةِ النافذة مات عصفور.

 

يَتسلل الحزن، مجدداً، ومن بين ثنايا الصورة

يتَوسد العتمة ويغطُ في نومٍ عميق.

تُترك الذكرى باسمة

كهمسِ الصحنِ الفارغِ؛ روحًا وألمًا.

 

المرضُ لم يَبرأ من حقيقتهِ

وأنا!

تعبتُ من الكلام.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قمر كثيف

سيقولون لكِ