04-يونيو-2017

ميريك بيالي/ كندا

سبعُ قُبّراتِ فوق طمي أحمر 
سبع ظلالٍ للغروب.. خلف شمس الفرات 

هذي قباب الطين 
وهذا قطنٌ فوق أجراس النحاس 
تمرُّ الطيرُ متباطئة 
تمرُّ فوق السطح الأزرق للخابور 
كحلمٍ خفيف 
كحلمٍ تنتصرُ فيه الظُلمةُ 
في النهايات السعيدة.

فستانُكِ الأسودُ 
واللون الزاهي فوق يديكِ 
قفي كلوحة زيتية 
أرسمُ وجهكِ فوق الماء الجاري 
أغمس قدميكِ في الطمي الأحمر 
لعلّ الشجر يعودُ 
لعلّي أعود.

سبعُ قُبّرات 
لم يمنحهن الزمن زمنًا 
لم تمتد يد من علياء تمسح رائحة البارود 
لم يوقف زمنٌ لحيظات لتنجو 
سبعُ جثثٍ صغيرة.
*

لا تدري كيف تخفي شفتيها 
جهة الواجهة الخلفية 
فتكشفها 
أضواء السيارات.

المرأة لا تدري أين تلوذ بفمها الضاحك 
تنحسرُ الشفتان 
فيُخلق جيش أبيض في صفّين 
خلفهما 
لا اليدُ تحجبُ 
ولا الميل على كتف الرجل الحالم 
تحجبُ
الحياة خرجت عن حُرّاسها حيّة
وعاد الزمنُ.. زمانًا
وعاد المكان.

أفكّر أني ربما أحلم 
وهذا الذي يرى 
رجلٌ آخر 
يشبهني 
يحاول أن يُقصي عينيه عن المشهد 
يحاول أن لا يكون 
في الجوقة قنديلًا ورقيًا 
أن يترك إلى الآخر 
نصف وعي 
ونصفُ خيال 
لتكتمل اللوحة.. زيتية 
*

وجوه المسافرين 
في ليل المحطة البارد 
يخبرني الرجلُ أن المرأة ماتت 
في بلد بعيد 
أهرب من عينيه الدامعتين 
من قلبي رقّ حد الزجاج 
وتهشّم.

يُخبرني أنهُ يخشى الموت 
يخشى اللحظة التي ستواجهُ فيها عيناه 
عيني جثّة 
يبكي ويسألني 
هل ظلمة القبر 
باردة؟

المرأة تأكل وجبتها السريعة 
وتشرب من زجاجة حمراء 
تعبثُ في شعرها الطويل.. تجدلهُ 
ثم تحرره 
باسمةً في دفء الصالة 
لو أنني أخبرها 
أن رجلًا يبكي في الخارج 
وهي تلتهم وجبتها 
وانا أغادر مدينة كسرتني نصفين 
لو أنني أخبرها 
أني مملوء حُزنًا 
وأني رأيت هذا كثيرًا
في أحلام قديمة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

أيام ذابت على رؤوس أصابعنا كرغوة الصابون

ابن اللّيل