21-يونيو-2022
جريمة المنصورة

أثارت الجريمة صدمة واسعة في مصر

اهتزّ الرأي العام المصري، ودبّ الذعر والذهول في الأوساط التربوية، على إثر قيام أحد الطلبة في كلية الآداب بجامعة المنصورة شمالي العاصمة القاهرة، بذبح زميلة له في الشارع وعلى مرأى من المارة ما تسبّب بموتها على الفور، ليعود بعدها ويحاول قتل نفسه، لكن شهود العيان تمكّنوا من إيقافه قبل أن ينقل إلى المستشفى بعد تعرّضه للضرب من المحتشدين الغاضبين، الذين تجمعوا بسرعة فور سماع صرخات استغاثة الفتاة.

المعلومات الأولية أشارت إلى أن القاتل في جريمة المنصورة يدعى محمد عوض الله في الدفعة الثالثة بكلية الآداب في جامعة المنصورة، فيما تُدعى المجني عليها نيرة أشرف" في السنة الأولى بالكلية نفسها. وقد أدلى القاتل باعتراف أولي أمام المباحث، أقر فيه بارتكابه الجريمة لأسباب عاطفية، بعدما رفضت الارتباط به وحظرته على مواقع التواصل، وذلك بحسب ما نقلت وسائل إعلام مصرية. 

وفور شيوع الخبر، انتشر بشكل واسع وسما #جامعة_المنصورة و#حق_نيرة_اشرف، واحتلا المركز الأول في مصر، واستخدمهما الناشطون والحقوقيون من مؤيدي قضايا المرأة وحقوق الإنسان، للتعبير عن غضبهم الكبير بسبب ما اعتبروه جريمة مروّعة أخرى تدفع ثمنها المرأة المصرية، فيما أعاد عدد كبير من الفتيات المصريات استخدام عبارة " لا أشعر بالأمان في مصر " باللغتين العربية والإنجليزية، وهي العبارة التي تنتشر في كل مرة تحدث في مصر جرائم تصنّفها الناشطات النسويات على أنها جرائم كراهية ضد المرأة.

في أبرز التغريدات، نشرت الناشطة هيا إبراهيم صورة للضحية وكتبت معلّقة : " هذه الشابة طُعنت حتى الموت على يد زميلها قرب حرم جامعتها، فقط لأنها رفضته، ومع ذلك، تجد كثيرون يحاولون تبرير الجريمة، لقد قُتلت على مرأى من الجميع ولم يتدخل أحد. تبرير الجريمة هو جريمة أيضًا.

الممثلة سميّة الخشّاب طالبت بإعدام قاتل نيرة أشرف، حيث كتبت على صفحتها على تويتر : " ارجوكم لو لقيتو اي ست بتتضرب او بتتعرض لعنف في اي مكان اتدخلوا يمكن تنقذوا حياتها، حرام بنت في العمر ده لسه ماشافتش دنيا تروح عشان حقير مجرم قاتل زي ده، ربوا اولادكم بقي عشان قرفنا، متخلفوش لو انتوا مبتعرفوش تربوا كفايه!! واعدام ان شاء الله.

ورأى قسم من الناشطين أن الأعمال الفنية المصرية التي تصدر مؤخّرًا، تتحمل جزءًا لا بأس به من الجريمة، من خلال ترويجها لمنطق العنف والفتوة وعدم تقبّل الشبًان لفكرة رفض الفتيات لهم، وبالأخص أفلام ومسلسلات الممثل محمد رمضان الذي يقدّم نموذجًا سيئًا للشباب للمصري بحسب المتابعين، ويحمل في بعضها السواطير والسكاكين ويروّع الفتيات اللواتي يعرضن عنه، فاعتبر الإعلامي المصري المعارض أسامة جاويش أن مصر تجني ثمار مسلسلات محمد رمضان والسيوف والسلاح وانشغال النظام بمطاردة المعارضين والنخب وترك المجرمين الحقيقيين يفسدون في الأرض.

كذلك شنّت ناشطات نسويات في مصر حملة ضد ما اعتبروه تعليقات ذكورية من قبل معلّقين حاولوا تحميل نيرة أشرف مسؤولية مقتلها بسبب " لباسها غير المحتشم "، وقامت الناشطات بنشر قسم من هذه التعليقات، من بينهم المغرّدة هلا التي ردّت على تعليقات حول " لباس نيرة " بالقول : " يريدون منا أن نشعر بالامان في مصر ..... شاب قتل فتاة فقط لأنها رفضته، وهناك من يدافع عنه ".

تأتي اليوم جريمة ذبح الطالبة نيرة أشرف على مدخل جامعتها، لتشكّل حلقة جديدة ضمن سلسلة طويلة من الجرائم التي تطال النساء في مصر، من تحرش واغتصاب وعنف منزلي وصولًا إلى القتل لأتفه الأسباب، وهي الثانية خلال الأيام الأخيرة بعد إقدام رجل مصري على طعن زوجته 20 طعنة، وقضم أذنها بسبب خلافات على النفقات المنزلية، بحسب ما أوردت وسائل إعلام محلية.