22-أبريل-2020

تحظى كتب الأطفال بأهمية أكبر في ظروف جائحة كورونا (Helen Patuck/Worldreader)

يبقى الأطفال من بين الشرائح الاجتماعية الأقل امتيازًا، التي تضررت بفعل جائحة كورونا، خاصة من يعيشون في ظروف سيئة، يزيدها انتشار فيروس كورونا الجديد والحظر الاجتماعي سوءًا. في أوضاع مثل تلك، تحظى الكتب الموجهة للأطفال بأهمية أكبر. يسلط التقرير أدناه، المترجم عن صحيفة نيويورك تايمز، الضوء على تجارب لإتاحة وكتابة وتوزيع كتب للأطفال في زمن الجائحة.


"بطلتي أنتِ"، كتيب قصصي مصور للأطفال صدر حديثًا من تأليف هيلين باتوك. في هذا الكتاب، فتاة تدعى سارة مستلقية في سريرها ذات ليلة وهي تشعر بالخوف والعجز. تفتقد سارة رؤية الأصدقاء والذهاب إلى المدرسة. وعندما استغرقت سارة في النوم يظهر تنين ويطيران معًا في جميع أنحاء العالم في مهمة مشتركة: تعليم الأطفال كيفية الحفاظ على أنفسهم وأُسرهم في مأمن من فيروس كورونا الجديد.

يبقى الأطفال من بين الشرائح الاجتماعية الأقل امتيازًا، التي تضررت بفعل جائحة كورونا. في أوضاع مثل تلك، تحظى الكتب الموجهة للأطفال بأهمية أكبر

يقول التنين لمجموعة من الأطفال: "في بعض الأحيان يكون أهم شيء يمكننا القيام به كأصدقاء هو حماية بعضنا البعض حتى لو كان ذلك يعني الابتعاد عن بعضنا البعض لفترة".

اقرأ/ي أيضًا: هل يمكن للحيوانات أن تنقل عدوى فيروس كورونا الجديد؟

تم تطوير الكتاب، الموجه نحو الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إالى 11 عامًا، بالتعاون مع منظمات إنسانية متعددة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة إنقاذ الطفولة. استندت السيدة باتوك، مؤلفة ورسامة، إلى مسح شمل 1700 من الآباء والمعلمين والأطفال في 104 دولة لتأليف قصة تستكشف أسئلة الأطفال ومخاوفهم بشأن وباء كورونا الجديد.

"بطلتي أنتِ" هو واحد من كتب الأطفال الجديدة عن الفيروس التي تنشرها المنظمات غير الربحية مجانًا بهدف منح الأطفال وسائل تتناسب وأعمارهم للتعرف على الوباء.

يتوفر هذا الكتاب وغيره للتنزيل المجاني من العديد من منصات القراءة الإلكترونية المجانية مثل وورلدريدر (Worldreader) وهي منظمة غير ربحية توفر الكتب الإلكترونية للقراء المحرومين في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأمريكا الوسطى والجنوبية. تتضمن مجموعة العناوين المتنامية عن الفيروس التاجي كتبًا مصورة حول أهمية غسل اليدين وقصص توضيحية ورواية مصورة عن الأطفال الذين يحاولون التأقلم أثناء الوباء بالإضافة إلى مصادر مباشرة حول الفيروس.

تمتلك منصة وورلدريدر التكنولوجيا المطلوبة من قبل من خلال تطبيق القراءة عبر الهاتف المحمول لإيصال النصوص الرقمية إلى المجتمعات التي لا تتمكن من الولوج إلى الكتاب بصورة كافية. وفجأة وبسبب وباء فيروس كورونا الجديد أصبح هكذا مشروع أكثر إلحاحًا من ذي قبل. اليوم، هناك أكثر من مليار ونصف المليار طفل خارج المدرسة في جميع أنحاء العالم بسبب حالة الإغلاق التام للحياة ومعظم المؤسسات العامة، وكثير من هؤلاء الأطفال يعاني من الإهمال التعليمي وفقًا لوكالة تابعة للأمم المتحدة. لقد جعل هذا الوباء من الصعب على الأطفال في المجتمعات الفقيرة الوصول إلى الكتب وفي المقابل يتكيف الأطفال في الأسر الأكثر ثراء مع المدارس عبر الإنترنت. مع استمرار الأزمة، يخشى البعض من أن الفجوة التعليمية يمكن أن تتسع وتصبح دائمة لا يمكن ردمها.

يقول ديفيد ريشر المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة وورلدريدر والمدير التنفيذي السابق في أمازون: "لقد أصبحت أزمة تعليم جديدة أمام أعيننا ونحن نسأل، ماذا يمكننا أن نفعل لإبقاء الناس في أجواء القراءة على الدوام؟". وكردة فعل على الوباء الحالي، قامت وورلدريدر بتسريع إصدار تطبيقها الجديد للأطفال في سن المدرسة (BookSmart) والذي يضم أكثر من ألف كتاب مجاني للأطفال يتم تنظيمه حسب الفئة العمرية واللغة والمنطقة مع عناوين باللغات الإنجليزية والإسبانية والعربية والهندية. تسارع وورلدريدر الآن لإضافة المزيد من الكتب إلى منصة القراءة المحمولة الحالية للشباب، وتهدف إلى توسيع نطاقها من خلال تطوير شراكات مع منظمات مثل اليونسيف ووزارة التربية والتعليم في دولة بيروو غيرها.

في الهند وحدها مثلًا، تضرر أكثر من 250 مليون طفل من إغلاق المدارس. وهناك تعمل وورلدريدر مع الوكالات التعليمية وشركات الاتصالات لتنبيه الآباء إلى خدمة القراءة الإلكترونية المجانية من خلال تطبيق واتساب ورسائل نصية لمجموعة من المشتركين. ويقول السيد ريشر هنا أيضًا: "هنالك دليل ساحق للغاية وهو: بدون مجتمع قارئ ومطلع لا يمكن أن يكون لديك أناس يتمتعون بالصحة بالاعتماد على أنفسهم لمحاربة الفيروس".

كما فتحت منظمات محو الأمية الأخرى والمنظمات غير الربحية وخدمات الاشتراك مجموعات الكتب الإلكترونية الخاصة بها للأطفال خارج المدرسة. حيث قامت منصة القراءة الرقمية (Epic) والتي لديها أكثر من 40.000 كتاب إلكتروني للأطفال، بإتاحة مكتبتها مجانًا، مما يسمح لمعلمي المدارس بتمكين طلابهم للوصول إلى كتبها الإلكترونية حتى 30 يونيو/حزيران. ومنذ بداية الوباء، وزعت منظمة (FirstBook) غير الربحية أكثر من مليون نسخة مطبوعة من كتب الأطفال وجعلت الكتب الإلكترونية القابلة للتنزيل متاحة للمدرسين لتوزيعها على طلابهم. في الأسابيع الستة الماضية، استخدم المعلمون 724000 رمز تنزيل للوصول إلى الكتب الإلكترونية لطلابهم، وهو رقم تجاوز عدد التنزيلات لعام 2019 بالكامل وفقًا لمتحدثة باسم المنظمة.

ويقدم موقع (Scribd)، وهي خدمة اشتراك للكتب الإلكترونية والكتب الصوتية تضم 150000 عنوان للأطفال والشباب، إمكانية الوصول المجاني إلى مكتبتها الرقمية لمدة 30 يومًا. ويقول وصف ظريف لإحدى القوائم التي ينصح البدء بقراءتها: "لقد قمنا بتجميع قائمة من كتب الأطفال لمساعدة صبيانكم وفتياتكم على البقاء متعقلين وودودين بالإضافة للاستمتاع بالعمل الجماعي العائلي القسري في هكذا ظرف إستثنائي".

يقول السيد ريشر "إن وورلدريدر لا تزال تركز على الوصول إلى الأطفال في الدول النامية على الرغم من أنهم ناقشوا التوسع إلى أوروبا وأمريكا الشمالية في أعقاب إغلاق المدارس عبر تلك القارات".

كان المسؤولون التنفيذيون في وورلدريدر مترددين في البداية في نشر كتب حول الوباء، لأنهم يعتقدون أن المعلومات التي تنشرها المنظمات الصحية العالمية والحكومات يمكن أن تتغير بسرعة كبيرة. و في أواخر مارس/آذآر لاحظوا زيادة في عمليات البحث عن كتب الفيروسات التاجية بين مستخدميها. وفي هذ السياق قالت إليزابيث وود، مديرة النشر والابتكار في منظمة وورلدريدر: "لقد تلقينا العديد من عمليات البحث، لذا فكرنا بالفعل أنه حان الوقت لخدمة حاجة الناس هذه".

وفي غضون يومين، جمعت المنظمة بسرعة المعلومات من منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض وجعلتها متاحة على تطبيقها. وبعد فترة وجيزة، بدأوا في البحث عن روايات يمكن أن تساعد الأطفال على الاستكشاف والإجابة عن أسئلتهم ومخاوفهم بشأن الوباء. وعثروا بالفعل على مجموعة لا بأس بها من الكتب المصورة حول الفيروس التاجي وباشروا فورًا في تحويلها إلى ملفات رقمية يمكن قراءتها على الهواتف المحمولة بهدف بناء مكتبة صغيرة تضم حوالي 10 كتب للأطفال حول الفيروس. ستتضمن المجموعة كتاب السيدة باتوك، "بطلتي أنتِ"، بالإضافة إلى رواية مصورة عن مجموعة من الأطفال الذين يحاولون الحفاظ على أنفسهم ومن بقربهم بمأمن من الفيروس وكتاب آخر بعنوان "فيروس كورونا: كتاب للأطفال"، يحتوي على رسوم توضيحية للفنان أكسل شيفلر، الفنان الذي ابتكر صورًا لكتاب الأطفال (الغروفالو) الأكثر مبيعًا.

اقرأ/ي أيضًا: نصيحة الخبراء لكبار السنّ.. الزموا البيوت لتجنب عدوى كورونا

تقترن الرسوم التوضيحية المرحة للسيد شيفلر بنص بسيط حول كيفية انتشار الفيروس، وكيفية التعامل مع الملل والوحدة والإخوة المزعجين وكيفية مواجهة المجهول. صدر الكتاب، الذي تم إعداده بمساعدة أستاذ نمذجة الأمراض المعدية في مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الاستوائية في الأسبوع الماضي على شكل ملف PDF مجاني. تم تنزيله أكثر من 500000 مرة في غضون أيام قليلة.

تقترن الرسوم التوضيحية المرحة للسيد شيفلر بنص بسيط حول كيفية انتشار الفيروس، وكيفية التعامل مع الملل والوحدة والإخوة المزعجين وكيفية مواجهة المجهول

تقول الصفحات الأخيرة من كتاب (فيروس كورونا: كتاب للأطفال): "في أحد الأيام القادمة، وعلى الرغم من عدم معرفة أي شخص بالضبط متى، سوف تقومون بزيارة الأشخاص الذين تحبونهم واللعب مع أصدقائكم والذهاب إلى المدرسة مرة أخرى والقيام بالكثير من الأشياء الأخرى التي حرمتم منها في هذا الوقت. ذات يوم، سينتهي هذا الزمن الغريب".

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل هو أسوأ من الإنفلونزا؟.. تفنيد خرافات كورونا

نظريات المؤامرة تغذي انتشار فيروس كورونا.. السلاح البيولوجي المطور أبرزها