17-أكتوبر-2021

لوحة لـ كريم سعدون/ العراق

قيل أنّه كان سرابًا لا يراه إلّا العطشى!

حين أخذه المدى بعيدًا،

لعلّه يُؤتى السّكينة،

لعلّ قلبه المشّاء يجِدُ مُستقرًا!

فأين المستقرّ يا أهل البصيرة؟

أمْ إنّها كذبةٌ عمياءٌ مليئة بتخاريف الضّعفاء.

 

وتِلك النّزاعات الكونيّة في أحاديث يدوّنها اللّيل، والقمر والنّجوم فوق أكتافنا يشهدون بأنْ نُحِبّ قبل بزوغ الفجر،

بأنْ تبلُغ الحياة نشوتها عند أوّل خيطِ ضوءٍ يُبشّر بالوجود وتحيا أنفاسُنا من جديد،

أعِشْنا قبل ذلك؟

وكتبنا تاريخ الوجود بماء الحياة،

أمْ لم نعِش؟

وتركنا اللّيل يُحصي كمْ نجمةً ستغيب،

وكم قمرًا ظلّ وحيدًا.

 

عندما تدخُل خمّارات المدينة ترى "ديونيس" يعصُر آلام الثاملين، و"ملبومينا" تغازل أوجاعهم فوق طاولة تعجُّ قنانٍ، لتَصنع ضحكات مؤقّتة،

تتحرّرُ وتهرُبُ هي الأخرى من أفواه أصحابِها، وتختفي دون أنْ تُلاحظَ،

لأنّ النّادلَ أيضًا كان حزينًا.

 

ثمّ إنّك لستَ وحيدًا الآن،

ترافقُكَ ذكرياتٌ مُهترئةٌ،

ترافِقُكَ كلُّ الأشياء التي أردت نِسيانها،

تنتظر قطار السّنين، فيأتي هو الآخرُ محمّلًا بالتّعب، ويمُرُّ،

ولا تجِدُ لكَ مكانًا.

فقط أردْتَ الصعود لتلوّح بيدك من نافذة مكسُورة إلى شيءٍ منكَ لا يرِيدُ الرحيل..

 

اقرأ/ي أيضًا:

ريم بطل: أنا عبدة جسدي

الصدأ الذي أكلنا