13-يونيو-2019

افتتاح أول ديسكو "حلال" في جدة (مواقع التواصل الاجتماعي)

أعلنت سلسلة الملاهي الليلية العالمية الشهيرة "وايت" عن قرب افتتاح أول ديسكو أو ملهى ليلي في السعودية، خلال موسم مهرجان جدة. وهو الملهى الليلي الذي أعلن عنه كـ"أول ملهى ليلي حلال في العالم"!

أُعلن عن إنشاء أول ديسكو "حلال" في السعودية، من قبل سلسلة الملاهي الليلية العالمية "وايت" خلال مهرجان جدة

أثار ذلك الإعلان العديد من ردود الأفعال التي انعكست على مواقع التواصل الاجتماعي. إذ سخر قطاع واسع من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من فكرة ملهى ليلي "حلال"، ورأى آخرون أن في الأمر تناقضًا ربما يعبر عن مجمل السياسات السعودية، فيما اعتبر البعض أنها خطوة إيجابية في طريق التغيير الاجتماعي والانفتاح في السعودية.

اقرأ/ي أيضًا: "جزية" ابن سلمان وخدعة الانفتاح.. ثمن الصمت الأمريكي!

وتفاعل مستخدمو السوشيال ميديا مع الإعلان عن هذا الملهى الليلي، على وسم "#ديسكو_في_جدة"، خاصة بعد إعلان مدير مهرجان جدة، أن فاعليات المهرجان تلتزم بالآداب العامة وأعراف المجتمع السعودي، بما في ذلك "الديسكو"!

ديسكو حلال

وُضعت عدة شروط لدخول الملهى، وفقًا لموقع حجز التذاكر الخاص بفعاليات المهرجان، ومن أبرزها منع التصوير تمامًا، ومنع دخول من هم أقل من 18 عامًا، إضافة إلى اشتراط عدم الدخول لمن يرتدي سروالًا قصيرًا.

وبدأت الضجة حول الملهى الليلي في جدة بعد انتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر الاستعداد لافتتاح الملهى، ويشرح أحد الأشخاص تصميم الملهي، ووجود بار "حلال"، أي يقدم المشروبات الغازية والعصائر بدل المشروبات الكحولية.، إضافة إلى وصفه الملهى بـ"الديسكو المحترم". 

أثار الأمر عاصفة من السخرية والانتقادات، لما ارتآه كثيرون تناقضًا و"محاولة غير مفهومة" بوسم الملهلى بـ"المحترم" و"الحلال".

وكتبت رشا عبدالهادي: "إيه ديسكو حلال ده؟ يعني لما أروح ارقص أقول إني قد نويت أهز هزة يمين ونويت أهز هزة شمال، وبعد ما أخلص أقول اللهم تقبل رقصتنا.. والله قليل اللي بيحصل فيكي يا سعودية"

 

 

وتمتلك سلسلة "وايت - White" للنوادي الليلية فرعين في العالم العربي، أحدهما في بيروت والآخر في دبي، ليصبح فرع جدة الثالث في المنطقة. ومن المتوقع أن يترواح سعر التذكر الواحدة ما بين 500 وألف ريال سعودي (266 دولار أمريكي تقريبًا).

ووفقًا لسيرج طراد، مدير الاتصالات الإقليمية لشركة وايت، فإن الملهى الليلي في جدة لن يدوم طويلًا، إذ سيقتصر افتتاحه على تنظيم 28 فعالية تنتهي في 18 تموز/يوليو، أي خلال فترة فعاليات مهرجان جدة.

ورفض طراد وصف المكان الذي سيفتتح في جدة بـ"الملهى"، قائلًا إنه "مقهى" ستنظم فيه فعاليات احتفالية، و"سيتوافق مع جميع الضوابط الشرعية السعودية".

ولا يقتصر الأمر على ديسكو سلسلة وايت، فمن المتوقع افتتاح فرع لسلسلة "ميوزك هول - Music Hall" يوم السبت القادم في مدينة جدة أيضًا. لكن المُشرف العام على "موسم جدة"، رائد أبو زنادة، نفى وجود أي فعالية "مُخلة بالآداب والذوق العام أو مخالفة لأعراف المجتمع" واصفًا ما أثير حول فاعليات الموسم "محض كذب وافتراء"، رغم أنه لم يُتداول على السوشيال ميديا أي حديث عن فعاليات "مخلة بالآداب العامة"، وإنما تعرضت جميعها للسخرية من وجود ملهى ليلي "حلال".

قناع الترفيه

وكما يتضح تأتي خطوة افتتاح الديسكو في جدة ضمن مساعي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتصدير صورة التحديث عن إدارته للبلاد، في الوقت الذي تُوجه فيه انتقادات شديدة لسياسات ابن سلمان داخليًا وخارجيًا خاصة في الملفات الحقوقية.

واعتبر قطاع واسع من المتفاعلين مع قضية الديسكو الحلال، أن التناقض الذي أبدته الهيئة العامة للترفيه، المسؤولة الأولى عن ملف التحديث بالفعاليات الترفيهية؛ إنما هو انعكاس لحالة عامة من التناقض تعيشها الإدارة السعودية في عهد ابن سلمان، الذي يشار إليه باعتباره الحاكم الفعلي للبلاد.

وما لفت انتباه البعض أن أغلب ما يدخل السعودية من ماركات عالمية على كافة المستويات تقريبًا، له فرع في دبي، وكأن السعودية تسعى لاستنساخ تجربة دبي، وهو ما أشار له الإعلامي القطري جابر الحرمي قائلًا: "من بناء المساجد إلى بناء المراقص بإدارة مراقص دبي. هل يعقل هذا الأمر؟! ألا يوجد في السعودية رجل رشيد يوقف هذه المهزلة ويوقف هذا الانحدار، ويعيد للسعودية مكانتها؟ التبعية لأبوظبي إلى متى ستستمر؟".

 

 

 

 

السعودية التي بدأت في إجراءات اقتصادية تقشفية شديدة على المواطنين والوافدين، من بينها خفض الدعم على المحروقات وبعض السلع وفرض الضريبة المضافة؛ تحاول من خلال نسخ تجربة الإمارات، أن تصدر صورة عن الانفتاح، ربما لا تمثل إلا قناعًا يُخفي وراءه حقيقة أخرى، ويبرز ذلك بوضوح في قضية الملهى الليلي "الحلال"، ومن قبله الانتهاكات بالجملة بحق نساء لهم السبق في المطالبة بالسماح للمرأة بالقيادة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ابن سلمان يقود "الانفتاح" في السعودية بسوط القمع والتخويف

"الهيئة العامة للترفيه" وتغطية انتهاكات ابن سلمان