07-يناير-2025
دير الزور

المستشفى الوطني في المدينة (الترا صوت)

يعاني أهالي مدينة دير الزور من تردي الوضع الطبي في المدينة، حيث يشكو السكان من نقص حاد في الأطباء، وتدهور الخدمات الصحية المقدمة في المستشفيات العامة والخاصة.

هذا التدهور في القطاع الصحي يترافق مع ارتفاع كبير في أجور المعاينات الطبية، مما يزيد من أعباء الأهالي الذين يعانون أساسًا من ظروف معيشية قاسية.

نقص في الأطباء وارتفاع تكاليف العلاج

عبد الحميد النجم، أحد سكان حي الموظفين في المدينة، وصف الوضع الطبي في دير الزور بالـ"صعب"، حيث أشار إلى في حديثه لمراسل "الترا صوت" أن "العديد من الاختصاصات الطبية مفقودة"، وأن الخدمات التي تقدمها المستشفيات العامة والمراكز الصحية لا تتعدى الإسعافات الأولية.

ارتفاع أسعار المعاينات الطبية جعل الكثير من أهالي دير الزور يلجؤون إلى المسكنات لتخفيف الألم

وبيّن عبد الحميد نجم أن تكاليف المعاينات الطبية أصبحت عبئًا إضافيًا على المواطنين، حيث تصل تكلفة المعاينة إلى 50 ألف ليرة سورية، في حين يتجاوز سعر المعاينة لدى طبيب مختص بأمراض القلب 100 ألف ليرة، وهو ما يجعل الكثير من الأهالي يلجؤون إلى المسكنات لتخفيف الألم، بسبب عدم قدرتهم على تحمل التكاليف.

معاناة الريف الشرقي

أما في الريف الشرقي، فتتضاعف المعاناة، حيث يفتقر سكان البلدات إلى الأطباء، وفقًا لما ذكره حسان العويد من مدينة الميادين. وأضاف العويد في حديثه لـ"الترا صوت" أن الأهالي يضطرون إلى تحمل عناء السفر إلى المدينة، أو حتى إلى دمشق، لإجراء بعض العمليات الجراحية المعقدة، مثل عمليات القثطرة القلبية أو تركيب شبكات القلب، بسبب نقص الخدمات الصحية في مناطقهم.

تكاليف الولادة والمستشفيات الخاصة

وتحدثت السيدة علياء المحمد عن تجربتها الشخصية، حيث قالت لمراسل "الترا صوت" إنها بحاجة إلى عملية قيصرية خلال أقل من شهر، لكن المبلغ الذي طلبه أحد المستشفيات الخاصة وصل إلى 3 ملايين ليرة سورية، إضافة إلى تكاليف الأدوية والمستلزمات الأخرى. وقالت السيدة علياء إن غياب الخدمات المناسبة في المستشفيات العامة جعلها تضطر إلى اللجوء إلى المستشفيات الخاصة، متمنية تدخل وزارة الصحة والمنظمات الدولية لدعم القطاع الصحي في المحافظة.

الواقع الصحي في المستشفيات العامة

من جانبه، أكد مدير المستشفى الوطني في دير الزور، الدكتور أحمد مزان، أن نقص الكوادر الطبية والمعدات الطبية في المستشفيات العامة يزيد من تفاقم الوضع الصحي في المدينة. وأشار مزان في حديثه لـ"الترا صوت" إلى أن معظم المستشفيات والمراكز الصحية تعرضت للدمار بسبب العمليات العسكرية التي قام بها النظام السابق، وهو ما أضعف قدرة هذه المنشآت على تقديم الخدمات اللازمة للسكان.

لا تحتوي مدينة دير الزور إلا على ثلاث مستشفيات عامة واثنين خاصين، جميعها تعرضت للسرقة والدمار بفعل النظام السوري السابق. وأكد الدكتور مزان أن هذه المستشفيات بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل وترميم، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي وتوفير الأجهزة والمعدات الطبية الضرورية، وكذلك استعادة الكوادر الطبية التي أجبرها النظام السابق على الهجرة.

القطاع الصحي في دير الزور يعيش حالة من الفوضى والدمار، ويواجه سكان المدينة تحديات كبيرة في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة. ويتطلب هذا الوضع تدخلًا عاجلًا من وزارة الصحة والمنظمات الدولية، لتقديم الدعم في إعادة تأهيل المستشفيات وتوفير الأطباء والمعدات الطبية، مع التأكيد على ضرورة تخفيف الأعباء المالية على المواطنين الذين يعانون من سوء الأوضاع المعيشية.