15-فبراير-2022

استمرار الحملة المنظمة ضد الصحافيين العرب في ألمانيا (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

استمرارًا في حملتها ضد العاملين العرب، فصلت قناة "دويتشه فيله" موظفين جديدين من قسمها العربي وهما زاهي علاوي وياسر أبو معيلق. يأتي ذلك، بعد قرار فصل أربعة موظفين ومتعاون خارجي مع القناة الألمانية الأسبوع الماضي، وهم باسل العريضي، ومرهف محمود، وفرح مرقة، ومرام سالم، وداود إبراهيم، بتهمة نشر "آراء معادية للسامية" وإنكار المحرقة، عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مع الاستمرار في التحقيق مع موظفين آخرين.

استمرارًا في حملتها ضد العاملين العرب، فصلت قناة "دويتشه فيله" موظفين جديدين من قسمها العربي وهما زاهي علاوي وياسر أبو معيلق

هذه القرارات تأتي بعد تشكيل القناة لجنة تحقيق مستقلة عنها منذ شهرين، تضمنت وزيرة العدل الألمانية السابقة زابينه لويتهويزر شنارنبرغر، والأخصائي النفسي أحمد منصور.

 ومنصور بحسب ورقة تعريفية صادرة عن مشروع بحثي لجامعة جورج تاون الأمريكية حول رهاب الإسلام، هو عربي إسرائيلي كما يصف نفسه، انتقل إلى ألمانيا عام 2004، ويقدم نفسه كخبير في "تطرف المسلمين"، ويعتبر أن المسلمين معادين للسامية بشكل كبير مقارنةً بالمجتمع الألماني، ويخلط ما بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية. كما أن منصور بحسب الورقة ذاتها يمتلك تاريخًا من التصريحات المهينة التي تدعو إلى التمييز ضد الموظفات في مؤسسات الدولة الألمانية اللواتي يرتدين الحجاب.  وبحسب تصريحات سابقة للصحافية مرام سالم، فإن مجرد وجود أحمد منصور في لجنة التحقيق أظهر أن النتيجة محسومة منذ البداية، أي الفصل.

وبحسب تغريدات للصحافية فرح مرقة التي تسلمت قرارًا بفصلها من القناة، فإن القرار الذي تسلمته لم يتضمن أي أسباب، فيما اعتبرت لجنة التحقيق قرار إيقافها والصحفيين الآخرين مبررًا.

وجذور القضية تعود إلى تقرير نشرته صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، تتبع فيها مقالات ومنشورات للعاملين العرب في القناة، ليلتحق موقع "فايس" في نسخته الألمانية بالحملة، وينشر تقريرًا حول ذلك. وهذه القرارات لم تقتصر على العاملين في "دويتشه فيله". ففي تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي ألغت قناة (WDR) تعاقدها مع الصحفية الفلسطينية نعمة الحسن، بسبب مشاركتها في مسيرة يوم القدس عام 2014، بالإضافة إلى إعجابها بمنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وأخرى داعمة لحركة مقاطعة إسرائيل BDS، ومنشورات تحتفي بفرار 6 أسرى من سجن جلبوع.

واعتبر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيانٍ سابقٍ له أن التحقيق منحاز ومعيب وخطير، خاصةً أنه يفتح المجال أمام حملة تطهير العرب من المؤسسات الإعلامية الألمانية. وأشار المرصد الذي عمل فريقه على مراجعة تقرير لجنة التحقيق، إلى أن التقرير وإطار عمله وتوصياته تحتوي أدلة كثيرة على التحيز إلى إسرائيل ضد الفلسطينيين.

واعتمد تقرير لجنة تحقيق معاداة السامية على تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA). وكانت المحاضرة في جامعة بيرمنغاهم البريطانية ربيكا غولد، قد أشارت إلى أن هذا التعريف يستخدم لإسكات الناشطين الفلسطينيين والمناصرين لفلسطين واستخدم في إسكات والتشهير بيهود منتقدين للصهيونية، وتحول إلى أداة رقابية ناجعة في النقاشات حول السياسة الإسرائيلية.

اعتمد تقرير لجنة تحقيق معاداة السامية على تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) المثير للجدل 

 واعتبرت غولد أن هذا التعريف يعمل على محو الفلسطينيين ومطالبهم في تقرير المصير، ومحو حقهم في الاحتجاج ضد إسرائيل. وحتى أيار/ مايو 2020 اعتمد هذا التعريف في 25 دولة من بينها بريطانيا وألمانيا وبلجيكا والسويد وإيطاليا.