17-ديسمبر-2018

الشاعرة كوليت أبو حسين

  • إلى كوليت أبو حسين

 

مساء الخير يا كوليت، لا يمكن أن يحدث لي شيء اسوأ من هذا

أعني أن يعضني الجديّ من شفتي ولا أجد من أحادثه

ما كنت أطلب من الدنيا أكثر من ذلك. أن أجد من أحدثه وأقول له،

 يناديني وأناديه وأدع كلامي يتنفس معه إلى آخره، وأتركه على سجيته.

أجلس في المقهى وليس لدي من أحادثه يا كوليت. بعتُ واشتريتُ هذا النهار

وأنجبت طفلًا أسميته أمين، وفي جيبي مائة شيكل وعلبة سجائر، تكفي لمصروف الغد،

لكنَّ ظلي وحيد على الطاولة. طبعًا لست أنتظرك ولا انتظر أحدًا،

بالنسبة لرجل في الخامسة والثلاثين مضى ذلك الوقت الذي كنا ننتظر فيه أحدًا

بالنسبة لك، رغم أنك غاضبة من الساعات الأخيرة، ما زال الندى على الكروم

ما زال بإمكانك مد يدك وقطف التفاحة عن الشجرة واقتسامها مع الأصدقاء.

لا شيء في رام الله، ربما البارات المتناثرة هنا وهناك ما يجعلها مدينتنا

لا شيء في دمشق أيضًا، ربما أنوثة المدينة التي تجعل يتامى مثلنا يظنون أنها مدينتنا

كيف يصير المرء ترابًا، كيف يصير الصدى، غرفة لمدننا البعيدة؟

لو لم تموتي، لو نهضت هذا الصباح وبقيتي في البيت، وسألت المرأة الجالسة

على الأريكة وسط الصالة في جبل عمان، ماذا تريد؟

لا شيء أيضًا في هذه القصيدة، لا هي رثاء ولا هي ممرٌّ يفضي إلى ما كان لك معنا

كل ما أريده أن أدخل معرض الكتاب مرة أخرى وأراك هناك

تقبليني ثم تمسكين ذراعي ثم أذهب دون أن أعرف أمر الأدوية التي أخفيتيها في الحقيبة

ودون أن نقول وداعًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الصندوق الأسود

مشاهدات امرأة من تحت الأنقاض