18-نوفمبر-2018

هاري كين يسجّل هدف الفوز لإنجلترا على كرواتيا (Getty)

قلبت إنجلترا تأخّرها أمام كرواتيا إلى انتصار مثير باللحظات الأخيرة، فانتزعت من إسبانيا بطاقة العبور للدور نصف النهائي من دوري أمم أوروبا، وأجبرت كرواتيا على الهبوط للمستوى الثاني.

اقتنصت إنجلترا من إسبانيا بطاقة المجموعة المؤهلة للدور نصف النهائي وتسبّبت بهبوط كرواتيا للمستوى B

دخل الفريقان المواجهة على الطريقة الشيكسبيرية "أكون أو لا أكون"، فمن ينتصر سيصل للدور نصف النهائي، وأي نتيجة غير فوز أحد الطرفين ستعني تأهّل إسبانيا بدلاً عنهما، والتعادل السلبي إن تحقّق سيودي بكرواتيا إلى الدرجة الثانية، أما التعادل الإيجابي سيؤدي لهبوط إنجلترا بدلاً عنها.

بهذه الحسابات المتداخلة لعب الفريقان في ملعب ويمبلي، والذي كان شاهداً في مثل هذا الشهر قبل 11 عاماً على نكبة إنجليزية كبرى بطلها الكروات أنفسهم، حينها احتاج أصحاب لنقطة واحدة من أجل اللحاق بكرواتيا إلى نهائيّات أمم أوروبا 2008، لكنّ رفاق ملادان بيتريتش وعلى الرغم من تأهّلهم المسبق للنهائيات قدّموا خدمة لا تقدّر بثمن لمنتخب روسيا، وألحقوا خسارة تاريخية بحقّ ديفيد بيكهام وزملاءه في ملعب ويمبلي، وهنا تأهلت روسيا عوضاً عن إنجلترا إلى النهائيات، وهذا يعني أن المواجهة تحمل في طياتها طابعاً ثأرياً لا يمكن التغافل عنه، ناهيك عن انتصار كرواتيا على فريق الأسود الثلاثة في أهم لقاء جمعهما في تاريخهما، عندما أقصى رفاق لوكا مودريتش الفريق الإنجليزي من الدور نصف النهائي لمونديال روسيا، وحصدوا انتصاراً بعد التمديد أوصلهم للمباراة النهائية في كأس العالم.

اقرأ/ي أيضًا: دوري أمم أوروبا.. إنجلترا تكسب الرهان على حساب إسبانيا

عندما بدأت مباريات دوري أمم أوروبا في سبتمبر/أيلول الفائت، أبهرت إسبانيا الجميع بمستواها المتميّز، فانتصرت على إنجلترا في ويمبلي وسحقت كرواتيا بستة أهداف، وهنا اقترب الماتادور كثيراً من نيل بطاقة المجموعة المؤهلة للدور نصف النهائي، خصوصاً مع تعادل إنجلترا وكرواتيا السلبي على أرض الأخيرة، لكن الأمور انقلبت مع خسارة الماتادور أمام إنجلترا في إسبانيا بثلاثة أهداف لاثنين، فعلتها كرواتيا بعد ذلك وانتصرت على الإسبان بالنتيجة ذاتها، لينتظر الجميع مواجهة ويمبلي التي زادت لعبة الاحتمالات في إثارتها..

بدأت المباراة بسيطرة شبه تامّة للإنجليز على مجريات اللعب، وعلى الرغم من ذلك كاد الضيوف أن يفتتحوا التسجيل مبكّراً مستغلّين خطئاً مزدوجاً بين الحارس بيكفورد والدفاع، لكن ذلك لم يحدث، لأن ريبيتش سدّد الكرة عالياً فوق المرمى الخالي من بيكفورد، عندها شنّ هاري كين ورفاقه العديد من الهجمات الخطرة، وأهدر رحيم ستيرلينغ انفراد تام بحارس المرمى الكرواتي لوفري كالينيتش في الدقيقة 11، لكنّ الأخير أبدع في الذود عن مرماه.

أكمل لاعبو فريق الأسود الثلاثة مسلسل إهدار الفرص، عندما تقدّم الحارس الكرواتي لإحباط انفراد ستيرلينغ به، فارتدّت الكرة إلى هاري كين وصوّبها تجاه الشباك، لكن المدافع فيرساليكو أبعدها من على خط المرمى، فعادت الكرة إلى كين وصوّبها مجدّداً، بيد أن كالينيتش شتّتها إلى ركلة ركنيّة، وسط ضغط إنجليزي كبير وفشل واضح في التسجيل، انتهى الشوط الأول، والذي خرج منه أصحاب الأرض محبطين من فشل ذريع في التقدّم بالنتيجة، فالكروات لا يؤمن مكرهم..!

اقرأ/ي أيضًا: كرواتيا تستعيد ألقها المونديالي وتسرق الكرة من الإسبان!

مع بداية الشوط الثاني حرم الحارس الكرواتي ستيرلينغ مرة جديدة من افتتاح النتيجة، واستمرّ نسق المباراة الذي عُمل به في الشوط الأول، ضغط إنجليزي وإهدار للفرص، مع دفاع كرواتي مستميت، وبعكس مجريات اللقاء، اقتنصت كرواتيا هدفاً أسكت جماهير ويمبلي في الدقيقة 57، عندما استلم كراماريتش كرة داخل منطقة الجزاء، فحاصره 4 من لاعبي إنجلترا، وعلى الرغم من ذلك سدّد الكرة تجاه مرمى بيكفورد، فلامست قدم الإنجليزي إيريك داير، وتهادت نحو الشباك.

 هدفٌ قلب حسابات البطولة رأساً على عقب، فالفريق الذي خسر في أولى مبارياته بالستة، بات الآن هو بطل المجموعة، بينما سيكون مصير أصحاب الأرض في المستوى الثاني إن استمرّت النتيجة على حالها، وسيكون الأمر ذاته لو سجّلوا هدف التعادل، ولم ينقذهم من هذا الجحيم سوى تسجيل هدفين، ولكن بعد صفعة كراماريتش تشتّت خط الوسط الإنجليزي، وسيطر رفاق مودريتش  على منتصف الملعب، بل كادوا أن يجهزوا على الإنجليز بهدف آخر في عدّة مناسبات، لكن محاولاتهم افتقدت للتركيز، عندها رمى المدرّب ساوثغيت بكلّ ما تبقّى له من أوراق، فأشرك ديلي آلي ولينغارد وسانشو في الدقائق الأخيرة من المباراة، والتي شهدت أجمل لحظات ملعب ويمبلي في القرن الحالي..

حيث نجح البديل لينغارد في معانقة الشباك بعد أن استلم داخل منطقة الجزاء كرة جاهد هاري كين كثيراً حتى أوصلها له في الدقيقة 78، معلناً تسجيل هدف التعادل، وهنا أصبحت النتيجة تناسب إسبانيا ولا تنفع أي الفريقين، فتبادلا الهجمات "الانتحارية" بغية تسجيل هدف قاتل، ومن يهاجم سيترك خلفه دفاعات مهلهلة، لأن الجميع تخلّى عن مواقعه الدفاعية، وكادت كرواتيا أن تطعن إنجلترا بهذا الهدف، عندما صوّب المدافع الكرواتي فيدا برأسه كرة قويّة أبدع بيكفورد في إبعادها، وبعد هذه الهجمة بلحظات استطاع هاري كين أن يتوّج فريقه بالنقاط الثلاث، عندما استقبل بقدمه كرة شيلويل التي نفّذها من ركلة حرّة مباشرة، وأودعها أرضيّة في الشباك، وهنا استطاع هاري كين أن يكسر صياماً عن التهديف مع منتخب بلاده منذ مباراة كولومبيا في كأس العالم الفائت، وفيما تبقّى من وقت، حاولت كرواتيا أن تعدّل النتيجة دون جدوى، لتتأهّل إنجلترا إلى الدور نصف النهائي بعد تصدّرها المجموعة الرابعة برصيد 7 نقاط، مقابل 6 لإسبانيا و 4 لكرواتيا التي هبطت للمستوى الثاني.

 

اقرأ/ي أيضًا:

طواحين هولندا تلتهم بطل العالم.. وألمانيا تهبط للمستوى B

أطفال زيدان مع لويس انريكي.. بداية عصر جديد لصناعة أمجاد الماتادور