11-فبراير-2019

من استعدادات فريق باريس سان جيرمان على ملعب الأولد ترافورد (Getty)

تنطلق ليلة اليوم الثلاثاء مباريات الأدوار الإقصائية من دوري أبطال أوروبا لموسم 2018/2019، ويترقّب الجميع ما ستسفر عنه مواجهة مانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان من جهة، وروما مع بورتو من جهة أخرى. وتم توزيع مباريات ذهاب الفرق الستة عشر على 4 أيام تُلعب خلال أسبوعين، وتبدأ مواجهتا اليوم في الساعة 20:00 بتوقيت غرينتش.

يدخل باريس سان جيرمان مسرح الأولد ترافورد بغياب نيمار وكافاني، ويواجه أصحاب الأرض في أفضل حالاتهم

في أمسية السابع عشر من كانون الثاني/ديسمبر أواخر العام الماضي، وفور إعلان نتائج قرعة دور الستة عشر، ظنّ الجميع أن الأقدار خدمت باريس سان جيرمان هذه المرّة، وهو الذي عانى من عقدة الخروج في هذا الدور في 3 مواسم متتالية. إذ أقصي في الموسم السابق أمام ريال مدريد، وفي الموسم الذي سبقه أمام برشلونة في واقعة الريمونتادا التاريخية. وقبل ذلك بعام أمام تشيلسي، وجد بطل الدوري الفرنسي نفسه مؤهلّا فوق العادة لتخطّي هذا الدور أمام فريق متخبّط النتائج محلّيًا وأوروبيّا تحت قيادة المدرّب جوزيه مورينيو، إذ ذاق الفريق الإنجليزي مرارة الخروج المدوّي من كأس رابطة المحترفين الإنجليزية، وهُزم في العديد من المباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز. وحتى عندما كان الفوز يحالفهم لم ينجح الشياطين الحمر في إقناع جماهيرهم بالأداء المطلوب، كما تعذّب رفاق بول بوغبا كثيرًا حتى بلغوا دور الستة عشر رغم سهولة مجموعتهم، بعكس باريس سان جيرمان الذي تصدّر مجموعة الموت التي ضمّت ليفربول ونابولي والنجم الأحمر الصرب. كما اكتسح رفاق نيمار كافّة خصومهم بالدوري الفرنسي، وهم يملكون مشروعًا واضح النوايا منذ سنوات، ألا وهو الفوز بدوري أبطال أوروبا، ومواجهة فريق كمانشستر يونايتد في وضعه الحالي سيشكّل فرصة مثاليّة للمضي خطوة إلى الأمام نحو تحقيق الهدف المنشود، فكلّ دروب هذه المباراة كانت لحظة إجراء القرعة تؤدّي إلى باريس، ولكن بعد مضي أقل من شهرين على هذه التكهّنات، انقلبت الأمور رأسًا على عقب.

اقرأ/ي أيضًا: تفاصيل قرعة دوري أبطال أوروبا 2019

أُقيل المدرّب جوزيه مورينيو من تدريب اليونايتد بعد يوم واحد فقط من إجراء قرعة دوري الأبطال، كان السبب المباشر خسارة الفريق أمام ليفربول في الدوري الإنجليزي، وكانت الأسباب البعيدة تردّي أوضاع الفريق من كافّة النواحي، وربّما علمت الإدارة أن استمرار مورينيو مع اليونايتد سيكلّفها خسارة موجعة أمام النادي الفرنسي في دوري الأبطال، وربّما قد يحسمها الباريسيون من مباراة الذهاب في الأولد ترافورد، لذلك جلبت نجم خطّها الهجومي الأسبق أولي غونار سولشاير مدرّبًا مؤقّتًا للفريق إلى أن تعتمد على آخر قد ينتشل النادي من مستنقع النتائج الهزيلة.

شكّلت إقالة مورينيو تغيّرًا جذرية في مسيرة الشياطين الحمر، وفي المعادلة السابقة الخاصة بمواجهة باريس سان جيرمان، والتي مالت كفّتها بوضوح لصالح النادي الفرنسي، لأن اليونايتد منذ تولّي سولشاير زمام الفريق قدّم أفضل نتائجه على الإطلاق، ورسم لاعبوه أجمل لوحات كرة القدم دون أن يتعرّضوا لأي هزيمة، بل اكتسحوا جميع خصومهم كبارًا كانوا أو صغارًا ولم يوقفهم سوى تعادل في إحدى مباريات الدوري الإنجليزي مع بيرنلي، بالمقابل فاز الفريق في 10 مباريات 2 منها في كأس الاتحاد الإنجليزي، وحصيلة كهذه تعتبر الأفضل في القارّة العجوز خلال تلك الفترة، والتي عاد خلالها اليونايتد لأوج ألقه، بعكس باريس سان جيرمان الذي دخل نفقًا شديد الظلمة.

اقرأ/ي أيضًا: فيديو: محمد صلاح أول عربي يتوّج بجائزة بوشكاش

إذ خرج نادي العاصمة من كأس الرابطة الفرنسية بشكل صادم أمام جانجون المتواضع، كما مُني الفريق بهزيمة هي الأولى له في الدوري الفرنسي أمام ليون، وهذا يعني فشله في إحراز اللقب دون أي هزيمة، ما سيقلّل من بهجته في الفوز بالدوري الفرنسي التي احتكرها لنفسه، والتي اتّخذ مبارياتها كحصص تدريبية من أجل التحضير لخوض مباريات دوري أبطال أوروبا. لكنّ الضربة القاصمة كانت بإصابة نجمه الأوّل البرازيلي نيمار، والذي سيغيب عن مواجهتي اليونايتد، وهو من جلبته الإدارة من أجل بطولة كهذه لا غير، وزاد من الطين بلّة إصابة الأوروغوياني إيدينسون كافاني قبيل مواجهة اليونايتد بأيام قليلة، والتي قد تحرمه من خوض مباراتي الذهاب والإياب معًا. إذًا في أقلّ من شهرين انقلبت الأمور لصالح اليونايتد، بعدما مالت الكفّة للنادي الباريسي، فهل سيعوّض مبابي ورفاقه غياب كافاني ونيمار أم سيضيف سولشاير لفريقه مجدًا آخر؟  

 

اقرأ/ي أيضًا:

دوري أبطال أوروبا.. بطولة تُمنح للشجعان فقط

دي خيا يحبط توتنهام.. اليونايتد يعود لأمجاده