05-مارس-2018

لعب باريس سان جيرمان في ملعبه هذا الموسم 19 مباراة فاز بجميعها (Getty)

اقتربت ساعة الحسم في دوري أبطال أوروبا، حيث سيحتضن ملعب حديقة الأمراء بباريس مباراة إياب دور الـ16 بين أصحاب الأرض وريال مدريد حامل اللقب،  لقاءٌ استهلك انتظاره الكثير من طاقات مشجعي الفريقين وطموحاتهم، إضافة إلى آلاف المقالات الصحفية التي بيّنت مكامن القوة والضعف في صفوف الفريقين دون أن تبتعد عن التكهّنات التي تنبّأت بتفاصيل دقيقة ستحصل في أرضيّة الميدان.

من حسن حظ أوناي إيمري أن كارثة البرنابيو حدثت في لقاء الذهاب، على عكس الريمونتادا الشهيرة التي قهره بها البارسا في الموسم الماضي، عندما قلب تأخره ذهاباً 4-0 إلى فوز أسطوري 6-1

سيكون على مدرب باريس سان جيرمان أوناي إيمري أن يهب كل مسيرته التدريبية الحافلة كأضحية من أجل الظفر بالتأهل وقلب تأخره في لقاء الذهاب 3-1، إذ جلبه رئيس النادي ناصر الخليفي من أجل بطولة كهذه لا غير، وإلا فمقصلة الإقالة ستتبع صافرة نهاية اللقاء، وسيكون عندها هو الأضحية التي سيقدمها مدرب الريال زين الدين زيدان كعربونٍ لبطولة اعتاد فريقه أن يحظى بها.

بينما يتطلع مدرب ريال مدريد الذي رفع الكأس ذات الأذنين الطويلتين في آخر موسمين إلى إنقاذ موسمه الحالي الذي خرجه منه فريقه خالي الوفاض، وذلك بعد ابتعاد برشلونة في صدارة الدوري الإسباني واقترابه من حسم اللقب، وخروج الفريق الملكي المدوّي أمام ليجانيس في كأس إسبانيا، فلا بدّ من التأهل للأدوار المقبلة من البطولة والمحاربة بشرف في الأدوار المتقدّمة، بل والمنافسة على البطولة لإحرازها مرة ثالثة على التوالي، وغير ذلك قد يساعد في ظهور الكثير من الأصوات التي تنادي بإقالة زيدان إلى العلن، وذلك سيؤثر بشكل أو بآخر على مخطط النادي مع هذا المدرّب سواء تمّت الإقالة أو لم تتم.

 

اقرأ/ي أيضًا: السيتي في نزهة بسويسرا، وتوتنهام ينجو من فخ السيدة العجوز

شهدت مباراة الذهاب في ملعب سنتياغو بيرنابيو أحداثاً تاريخية جعلت ريال مدريد يتفوّق على ضيفه ويقلب تأخره بهدف إلى فوز 3-1، وذلك بفضل حنكة ودهاء زيدان، بالدرجة الثانية، وبسبب شجاعته وحبّه للمجازفة والمهام الانتحارية بالدرجة الأولى، وهو ما افتقده أوناي إيمري في ذاك اللقاء، عندما أتاحت له الأقدار أن يقتل أحلام أصحاب الأرض لكنّه تذكّر فجأة أنه يلاعب فريقاً اسمه ريال مدريد، فأصابته الرهبة وأراد أن يجري تبديلات تخفف من هجمات فريقه وتغذّي دفاعاته، قبل أن يستغل العبقري زيدان ذلك ويجري تبديلين اثنين في مهمة انتحارية كُللت بالنجاح التام واسفرت عن هدفين في دقائق مباراة الذهاب العشر الأخيرة، وهنا استشاطت إدارة باريس سان جيرمان غضباً من سيناريو المباراة التي وضع التحكيم فيها لمسته السلبية وفق الرواية الفرنسية.

عشر دقائق أنست متابعي كرة القدم في هذا الكوكب سجلاً كارثيّاً لكتيبة زيدان في الدوري المحلي وكأس إسبانيا، وقدّمت جرعة معنوية هائلة للنادي الملكي في المباريات اللاحقة التي خاضها في الدوري الإسباني، فانقلبت الأقلام التي نادت بإقالة زيدان إلى أشدّ المدافعين عنه، وشكّلت بالمقابل صفعة قاصمة لكبير فرنسا الذي نكّل بخصومه في الدوري الفرنسي، وهزّت كبرياءه بعد وقت ليس ببعيد تمنت به أندية أوروبا أن لا تخونها القرعة وتضعها معه.

اقرأ/ي أيضًا: دوري أبطال أوروبا.. بطولة تُمنح للشجعان فقط

من حسن حظ أوناي إيمري أن كارثة كهذه حدثت في لقاء الذهاب، على عكس كارثة الريمونتادا الشهيرة التي قهره بها البارسا في الموسم الماضي، عندما قلب تأخره ذهاباً 4-0 إلى فوز أسطوري 6-1، وهنا يجب على إيمري أن يدرك تماماً بقدرة فريقه على قلب المعطيات، وأن يثق أكثر بأحقية إدارته على إقالته إن لم يبلغ دور الثمانية بغضّ النظر عن الظروف المحيطة، فالتاريخ لن يذكرها لاحقاً بالطبع.

لعب سان جيرمان 19 مباراة على أرضه فاز بها كلّها، 18 نتيجة منها إن تحققت أمام الريال ستنجيه من الخروج المبكّر

وبالفعل حاولت الكتيبة الفرنسية نسيان كارثة البرنابيو وقدّمت أداءً رائعاً في الدوري الفرنسي والكأس المحلي، حيث تخطّت كافة خصومها بكل اللقاءات التي أتبعت مباراة الريال بنتائج عريضة، نتائج إن تحققت أمام ريال مدريد في مباراة الإياب ستكفل تأهل أصحاب الأرض بالتأكيد.

تسارع رهيب في الأحداث أسفر عن انتصارات كبيرة للفريقين في الليغا والليغ آن قبل أن تحدث مفاجأة عكّرت استعدادات الباريسيون للقاء العودة، حيث أصيب نجمهم الأول البرازيلي نيمار أمام مرسيليا إصابة بالغة، إصابةٌ أكدّت غيابه عن لقاء الإياب، وطرحت أرضاً الأموال الباهظة التي دفعتها إدارة النادي من أجل جلب هذا اللاعب والبالغة 222 مليون يورو في "صفقة القرن" وهنا رفضت إدارة النادي الاستسلام، وتضامنت معها المدينة بأكملها، فهل يستطيع النادي أن يفعل ذلك في حديقة الأمراء؟

 

لعب باريس سان جيرمان في ملعبه هذا الموسم 19 مباراة فاز بجميعها، حقق في 16 منها نتائج تكفل تأهله أمام ريال مدريد بعد خسارته ذهاباً 3-1، بينما فاز على جانجون 4-2 في كأس فرنسا وهي نتيجة تؤهل ريال مدريد، فيما حقق الفوز مرتين بنتيجة 3-1 بالدوري الفرنسي أمام ليل وكان، وهي نتيجة تؤدي لتمديد المباراة، سجلّ مرعب لباريس سان جيرمان على ملعبه أمام خصوم ليست شبيهة بريال مدريد.

في الأيام الأخيرة ظهر اسم أوناي إيمري كثيراً في وسائل الإعلام أكثر من أي مدرب آخر، وما هي إلا ساعات وسينشر خبر إقالة هذا المدرب أو صورة دموع فرحه، ساعات ويصبح هذا المدرّب أسعد إنسان أو أكثر البشر بؤساً في عالم المستديرة.

 

اقرأ/ي أيضًا:
 ثمار زيدان لم تنضج بعد.. لكن موسم الحصاد ليس ببعيد
خوسيه مورينيو وأنطونيو كونتي.. حرب داخل الملعب وخارجه.. ما القصة؟