25-أبريل-2018

هدف محمد صلاح الثاني في مرمى روما (Getty)

وضع ليفربول الإنجليزي إذًا قدماً في المباراة النهائيّة لدوري أبطال أوروبا بفوزه العريض على ضيفه روما الإيطالي 5-2، في ذهاب الدور نصف النهائي الذي جمع الفريقين على ملعب الأنفيلد، فبات الفريق الإيطالي بحاجة لأن يكرر ما فعله أمام برشلونة الإسباني وأن يفوز إياباً بفارق 3 أهداف على الفريق الإنجليزي كي يقتنص بطاقة التأهل للنهائي الذي سيقام بالعاصمة الأوكرانية كييف في الـ26 من أيار- مايو القادم.

محمد صلاح هو أول لاعب أفريقي وأول لاعب من ليفربول يسجّل 10 أهداف في دوري أبطال أوروبا بموسم واحد

شهدت مدينة ليفربول اشتباكات بين أنصار الفريق الإيطالي والشرطة الإنجليزية، واستعدّ مدرّب الريدز يورغن غلوب جيّداً لمواجهة ذئاب روما، فهو أراد أن يحتفل بمباراته الـ150 مع ليفربول، حيث بلغ المدرب الألماني هذا الدور بعد فوزه على مواطنه الإنجليزي مانشستر سيتي ذهاباً وإياباً 3-0 و 2-1، بينما حقق روما عودة تاريخية في الجولة السابقة عندما قهر برشلونة الإسباني وقلب تأخره ذهابًا 4-1، إلى فوز أهله لدور نصف النهائي بنتيجة 3-0.

مع بداية المباراة كبح روما جماح أصحاب الأرض، ففرض الفريق الإيطالي إيقاعه على وسط الملعب في لقاء اضطر به حكم المباراة أن يوقف اللعب للحظات بعدما انكسرت راية الحكم المساعد، وزاد الطين بلّة إصابة نجم ليفربول تشامبرلاين ما اضطر يورغن كلوب لاستبداله في الدقيقة التاسعة من عمر اللقاء، فأشرك مكانه الهولندي جورجينيو فينالدوم، وكاد الصربي كولاروف أن يفتتح النتيجة للضيوف بتسديدة رائعة ارتدّت من القائم، وبعد هذه الصدمة حاول أصحاب الأرض مباغتة دفاعات روما دون نتيجة، وكاد أن يتحقق ذلك مع انتصاف الشوط الأول لكنّ السنغالي ساديو ماني أهدر فرصتين محققتين بغرابة، قبل أن تبدأ الحكاية مع النجم المصري محمد صلاح.

اقرأ/ي أيضًا: محمد صلاح.. طريق المجد فينا

صلاح يرفض الاحتفال بأهدافه ضد فريقه السابق روما

بعد يومين من تتويجه بجائزة أفضل لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز، دخل محمد صلاح ذهاب لقاء الدور نصف النهائي بمواجهة فريقه السابق، وفي الدقيقة 35 سدد النجم المصري بيسراه كرة مقوّسة رائعة ارتدّت من العارضة تجاه المرمى، معلناً افتتاح نتيجة المباراة. وقبل نهاية الشوط الأول عزز صلاح تقدّم فريقه بركلة جميلة نفذها "لوب" فوق حارس روما لتتهادى في الشباك بالدقيقة 45، وهو الهدف الـ43 له بكافة المسابقات. هدفان رفض لاعب ابن مصر الاحتفال بهما لأنهما جاءا على حساب فريقه السابق، وبذلك بات محمد صلاح أول لاعب أفريقي يسجّل 10 أهداف في دوري أبطال أوروبا بموسم واحد، وهو أوّل لاعب بتاريخ ليفربول فعل ذلك، وأصبح أكثر اللاعبين العرب تسجيلاً للأهداف في هذه البطولة برصيد 13 هدف متخطّياً الأسطورة الجزائرية رابح ماجر الذي فعل ذلك مع بورتو البرتغالي في القرن الماضي.

ليفربول هو ثاني نادٍ في تاريخ المسابقة يسجّل له لاعبان 10 أهداف في بطولة واحدة بعد برشلونة 

عانى روما كثيراً مع بداية الشوط الثاني، فلقّن لاعبو ليفربول ضيوفهم درساً في كرة القدم عندما سيطروا على  أرضيّة الملعب من بابها لمحرابها، فتوغّل نجم اللقاء محمد صلاح في الخاصرة اليسرى من دفاعات روما وأنجز تمريرة على طبق من ذهب للسنغالي ساديو ماني الذي لم يهدر الفرصة هذه المرّة، فسجّل لفريقه الهدف الثالث بشباك روما، وهو الهدف السابع للاعب السنغالي في المسابقة. وفي نسخة مكرّرة عن الهدف الثالث اقتحم محمد صلاح الجهة اليسرى من دفاعات الفريق الإيطالي وصنع هدف فريقه الرابع الذي دوّنه البرازيلي فيرمينيو في الدقيقة 61، قبل أن يختم المهاجم البرازيلي أهداف ليفربول عندما ترجم ركنية نفذها جيمس ميلنر وسجّل هدفه الثاني والخامس لفريقه.

ومع تسجيل فيرمينيو لهدفه الثاني في المباراة والعاشر له في البطولة، بات ليفربول الإنجليزي ثاني نادٍ في تاريخ دوري أبطال أوروبا يملك لاعبَين سجّلا 10 أهداف في بطولة واحدة، فسبقه بذلك برشلونة عندما سجّل الأرجنتيني ميسّي والبرازيلي نيمار 10 أهداف له في المسابقة موسم 2014-2015 .   

وجد روما نفسه بعد ساعة من بدء المباراة متأخّراً بخمسة أهداف نظيفة، فحاول جاهداً أن يستعيد ما تبقّى له من أمل دون جدوى حتى أتت اللحظة المفصلية في اللقاء بالدقيقة 75، حيث رأى مدرّب الريدز أن نتيجة اللقاء حُسمت نسبيّاً لصالح فريقه، وفضّل إراحة نجم المباراة الأول محمد صلاح الذي سجّل هدفين وصنع مثلهما خوفاً من تعرّضه للإصابة.

اقرأ/ي أيضًا: محمد صلاح.. العقلية التي أنتجت نجمًا

تأثّر ليفربول كثيراً بخروج صلاح من أرضيّة الملعب، فتغيّر شكل المباراة تماماً وتحرّر روما بعد تبديل اللاعب الذي أرهب دفاعاته، وظهر الفريق الإيطالي بحلّة مختلفة عن الدقائق السابقة، وفي الدقيقة 81 استغلّ البوسني إيدين دجيكو خطأ دفاعيّاً فاستقبل كرة مرفوعة على صدره وسددها في زاوية حارس ليفربول. ومع انهيار أصحاب الأرض بدنيّاً واصل ذئاب روما قتالهم في لحظات اللقاء الأخيرة، فاحتسب حكم المباراة ركلة جزاء لصالحهم بسبب مخالفة لمسة يد ارتكبها جيمس ميلنر داخل المنطقة المحرّمة، ترجمها دييغو بيروتي بنجاح في الدقيقة 85 معلنًا تسجيل هدف فريقه الثاني، والهدف السابع في اللقاء الذي انتهى بفوز أصحاب الأرض 5-2.

رغم اقتراب ليفربول كثيراً من بلوغ المباراة النهائيّة لأول مرّة منذ 11 عاماً عندما خسر النهائي أمام ميلان الإيطالي، ستتجه الأنظار نحو ملعب الأولمبيكو في روما في الثاني من أيار-مايو القادم لمعرفة الفريق المتأهّل، لأن الفريق الإيطالي ما زال منتشياً بعودته التاريخية أمام برشلونة في دور الثمانية عندما قلب تأخره ذهاباً 4-1 إلى فوز في الإياب 3-0، وهي نتيجة إن تكررت أمام ليفربول ستمنحه بطاقة العبور، لكنّ الفريق الإنجليزي اتّعظ كثيراً من الأحداث الدراميّة التي حصلت في الدور السابق، فكيف ستستقبل جماهير ملعب الأولمبيكو نجم فريقها السابق محمّد صلاح؟
هذا ما ستبيّنه لنا أحداث مباراة الإياب المنتظرة مطلع الشهر القادم..

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الأخطاء التحكيمية.. سمة دوري أبطال أوروبا في السنوات الأخيرة

أبرز 4 ليالٍ لم تنم فيها جماهير دوري الأبطال.. إنها "الريمونتادا"