الترا صوت - فريق التحرير

تستمر الجهود التي يبذلها ناشطون وحقوقيون، من أجل فرض مقاطعة ثقافية على دولة الإمارات العربية، احتجاجًا على الانتهاكات الحقوقية والاعتقالات المستمرة في البلاد، بالإضافة إلى الجرائم الممنهجة التي تدعمها أبوظبي في اليمن ومناطق أخرى.

يدعي مهرجان طيران الإمارات للآداب الاحتفال بحرية التعبير، ومع ذلك فقد تم احتجاز الكثيرين في الإمارات بسبب ممارستهم لهذا الحق

في هذا السياق، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، رسالة وقعت عليها مجموعة من الفنانين والكتاب والأكاديميين من بريطانيا والعالم، تطالب السلطات الإماراتية بالإفراج الفوري عن الناشط المعتقل أحمد منصور، وهو ما حقق نتائج مباشرة، بعد إعلان أسماء جديدة الانسحاب من مناسبات ثقافية تساهم في تبييض جرائم الإمارات. وتضمنت قائمة الأسماء الموقعة، المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، والفنان البريطاني الشهير ستيفن فراي، بالإضافة إلى سياسيين بريطانيين معروفين.

اقرأ/ي أيضًا: الأسوشيتد برس: اغتصاب وابتزاز جنسي في سجون الإمارات في اليمن

تتزامن هذه الخطوة، كما توضح الصحيفة، مع اقتراب موعد مهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي يحظى بكثير من الاهتمام الصحفي والترويج، فيما تتزايد المطالبات بمقاطعته. ويقوم على المهرجان كل من شركة الطيران التابعة للدولة، بالإضافة إلى مؤسسات أجنبية، وتحت رعاية أمير دبي، ورئيس الوزراء، محمد بن راشد آل مكتوم، صاحب السجل الأسود من ناحية انتهاك حقوق الإنسان، كما أنه الأمير الإماراتي الذي يتم التحقيق معه بشأن اختطاف ابنته، لطيفة آل مكتوم، من يخت كانت تحاول الفرار فيه في شهر آذار/مارس من العام الماضي.

وبعد نشر الغارديان للرسالة، انسحبت الرئيسة الإيرلندية السابقة، ومفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ماري روبنسون، من مهرجان طيران الإمارات للآداب، فيما وضحت مؤسسة تمثلها أنها أعلمت المنظمين بعدم حضورها. وقد اعتبرت الرسالة التي نٌشرت سابقًا أن "اعتقال منصور والتهم الموجهة إليه تتعلق فقط بممارسة سلمية لحقه في حرية التعبير وتأسيس الجمعيات. لذلك، نعتبره سجين رأي". وبالإضافة إلى روبنسون، فإن الإعلامي فرانك غاردنر والمؤرخ أنتوني بييور والروائية سابينا دورانت انسحبوا من المشاركة، وقالوا إنهم لن يحضروا.

ويضم مهرجان طيران الإمارات للآداب الذي من المزمع عقده في الفترة ما بين الأول إلى التاسع من آذار/مارس، عددًا من الكتاب والفنانين العرب والعالميين، وهو ما يعتبره ناشطون فرصة تستغلها السلطات الإماراتية، لتبييض انتهاكاتها الحقوقية الواسعة، التي لا تنفك منظمات مثل هيومن رايتس ووتش و"أمنستي" تدينها.

في السياق عينه، رحب مدير الحملة الدولية للحريات في الإمارات جو أوديل بقرار روبنسون، وقال في تصريحات لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، "إننا ندعو المشاركين الآخرين أن يفعلوا ما فعلته. يدّعي منظمو مهرجان طيران الإمارات للآداب الاحتفال بحرية التعبير، ومع ذلك فقد تم احتجاز الكثيرين في الإمارات بسبب ممارستهم لهذا الحق".

فيما تابع أوديل: "بصفته شاعرًا ومدافعًا عن حقوق الإنسان، كان أحمد منصور تجسيدًا لحرية التعبير في دولة الإمارات: يتحدث بلا خوف عن الظلم عندما كان الآخرون خائفين جدًا من فعل ذلك. ولهذا، جازاه النظام بأن حكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات". معتبرًا أنه "ما دام أحمد منصور سجينًا، فإنه من الهزلي أن يذهب الكتاب البريطانيون إلى دبي ويحتفلون بحرية التعبير هناك. إذا كانوا يرغبون حقا في الدعوة لحرية التعبير، فيجب عليهم مقاطعة مهرجان طيران الإمارات للآداب. لأنهم وعلى العكس، من خلال الحضور، يساعدون على تغطية قمع هذا الحق الأساسي".

كما حظي مهرجان طيران الإمارات للآداب بحملات مقاطعة شبيهة، في النسخة السابقة التي أقيمت في شهر آذار/مارس من العام الماضي أيضًا، احتجاجًا على اعتقال أكاديمي بريطاني، والحكم عليه بالسجن مدة الحياة. كما أن عددًا آخر من المثقفين دعا إلى مقاطعة المهرجان في نسخ أخرى سابقة، منها نسخة عام 2017.

ودعت الرسالة التي نشرتها الغارديان "حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الإفراج فورًا ودون قيد أو شرط عن سجين الرأي أحمد منصور". مبينة أن "السيد منصور هو أحد نشطاء حقوق الإنسان المشهود لهم دوليًا، وقد حاز على جائزة مارتن إينالز للمدافعين عن حقوق الإنسان لعام 2015، وهو عضو في كل من اللجنة الاستشارية لهيومن رايتس ووتش والمركز الخليجي لحقوق الإنسان".

وتابعت الرسالة: "في أيار/مايو 2018، حكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة التشهير بالإمارات على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي 31 كانون الأول/ديسمبر 2018، رفض استئناف لإلغاء هذه العقوبة". موضحة أنه "تم احتجاز منصور بدون تهمة لأكثر من عام قبل المحاكمة، وتم إنكار حقه في تعيين محامٍ مستقل. وأكدت مصادر مقربة منه أنه احتجز في الحبس الانفرادي خلال الأشهر الستة الأولى من اعتقاله على الأقل، وهو ما يعتبره خبراء حقوق الإنسان معاملة قاسية وغير إنسانية".

اقرأ/ي أيضًا: مترجم: "مافيات" الثورة المضادة بقيادة أبوظبي من واشنطن (2/2)

بينما دعا برلمان الاتحاد الأوروبي والعديد من منظمات حقوق الإنسان، بما فيها هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، عدة مرات إلى إطلاق سراح منصور، ووصف خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قضيته بأنها هجوم مباشر على العمل المشروع للمدافعين عن حقوق الإنسان في الإمارات.

 حظي مهرجان طيران الإمارات للآداب بحملات مقاطعة شبيهة، في النسخة السابقة التي أقيمت في شهر آذار/مارس من العام الماضي، على خلفية حقوقية أيضًا

واختتم القائمون على الرسالة، بالقول إنه و"بصفتها عضوًا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تلتزم دولة الإمارات بالحفاظ على أعلى المعايير في تعزيز وحماية حقوق الإنسان لجميع مواطنيها. ندعو حكومة الإمارات إلى تنفيذ هذا الالتزام فيما يتعلق بالسيد منصور من خلال ضمان الإفراج الفوري وغير المشروط عنه".

 

اقرأ/ي أيضًا:

#أخرجوا_الإمارات_من_اليمن.. كفى تعذيبًا لشباب "اليمن الحزين"

كيف تستقدم حكومة أبوظبي من يتجسس على مواطنيها؟