02-يوليو-2018

كان يوم الأحد مأساويًا على المدنيين المحاصرين في درعا (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

كان يوم أمس الأحد، الأول من تموز/ يوليو الجاري، عصيبًا على آلاف المدنيين السوريين المحاصرين في مدينة درعا، حيث قُتل عشرات منهم خلال 24 ساعة فقط في هجمات منفصلة قام بها النظام السوري وحلفاؤه استكمالًا للعملية العسكرية في جنوب البلاد.

لاقى أكثر من 15 نازحًا سوريًا، معظمهم من الأطفال، حتفهم بسبب الظروف القاسية على الحدود الأردنية

وقد وثق نشطاء بالأسماء، ما لا يقل عن 75 مدنيًا قتلوا خلال غارات القوات الروسية وميليشيات النظام يوم الأحد على درعا، فيما قالوا إن العدد مرجح للزيادة. ومن بين عشرات الآلاف من النازحين عند الحدود الأردنية، الذين يعيشون في ظروف إنسانية تقول منظمات حقوقية إنها من الأقسى، لاقى أكثر من 15 مدنيًا، معظمهم من الأطفال، حتفهم.

وقال إبراهيم الجبواي، وهو متحدث باسم المعارضة، "إن 15 شخصًا على الأقل ممن نزحوا من درعا باتجاه الحدود الأردنية، ماتوا نتيجة لدغات الحشرات والعطش والأمراض المنقولة عبر المياه الملوثة".

وأضاف في تصريحات لوكالة الأناضول التركية، إن النزوح من مناطق سيطرة المعارضة باتجاه الحدود مع الأردن استمر منذ بدء العملية العسكرية في درعا.

وفي وقت متأخر من مساء الأحد، أكدت الحكومة الأردنية أنها قدمت مساعدات طبية للنازحين الذين أصيبوا في المنطقة بين الحدود الأردنية السورية، لكن ناشطين عديدين ومنظمات حقوقية، أدانوا موقف الأردن، الذي يرفض فتح الحدود أمام الفارين من بطش قوات النظام، مدعومة بالقوات الروسية.

اقرآ/ي أيضًا: موسكو تقود التنسيق بين بشار الأسد وتل أبيب.. ترتيبات ما قبل درعا

ولا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد النازحين منذ بداية عملية النظام السوري قبل أيام، إلا أن منظمات على الأرض تقول إن العدد قد يزيد عن مئتي ألف مدني، خاصة أولئك الفارين من ريف درعا الشرقي، الذي يشهد هجومًا عنيفًا من القوات الروسية وجيش النظام.

المعارضة ترفض الإملاءات الروسية

وقبيل ظهر اليوم الإثنين، أعلن فريق إدارة الأزمة في درعا، الانسحاب من المفاوضات مع القوات الروسية، وطالب في بيان نشر على وسائل الإعلام، بـ"النفير العام"، لمواجهة عدوان النظام وروسيا.

وصرح الفريق المكون من شخصيات معارضة عسكرية ومدنية: "لقد انسحبنا من وفد التفاوض لأننا رأينا تنازعًا على فتات الأمور بما لا يليق بمهد الثورة، ولم نحضر المفاوضات اليوم ولم نكن طرفًا في أي اتفاق حصل ولن نكون أبدًا".

وأضاف البيان: "نهيبُ بكل قادرٍ على حمل السلاح التوجّه إلى أقرب نقطة قتال ومواجهة، ريثما تصدر البيانات اللاحقة التي تحدد القيادة العسكرية لحرب الاستقلال والتحرير الشعبية".

وكانت المعارضة قد رفصت مرارًا المطالب الروسية، التي تضمنت تسليم كافة الأسلحة الثقيلة وترتيب إجراءات إعادة دخول النظام والقوات الروسية للمنطقة، ووصفت المعارضة هذه الشروط بالمذلة.

الإمارات حاضرة

وفي حين أعلنت المعارضة انسحابها الكامل من المفاوضات، ونفت توقيع أي اتفاق خلال محادثات أمس الأحد، وقع فصيل يوالي السلطات الإماراتية، يدعى "شباب السنة"، اتفاقًا أحاديًا مع روسيا، شرقي درعا.

وقع فصيل يوالي السلطات الإماراتية، يدعى "شباب السنة"، اتفاقًا أحاديًا مع روسيا، شرقي درعا

ومع إدراك التحالف المشترك للمعارضة، الذي تمثله غرفة العمليات المركزية في الجنوب، أن المفاوض الروسي يريد فرض شروط مذلة، فإن الفصيل الذي تقوده شخصيات محسوبة على الإمارات، على غرار أحمد العودة، المقرب من رجل أبوظبي في هيئة التفاوض خالد المحاميد، قام بتوقيع اتفاق بنفس الشروط. وهو ما رأى مراقبون أنه يهدف إلى تقويض موقف المعارضة وشق صفها.

وعرف عن هذه الشخصيات مواقفها المثيرة للجدل، خاصة فيما يتعلق بملف درعا، حيث أيدت عودة النظام إلى المدينة، وهو ما رفضته المعارضة السورية رفضًا قاطعًا. فيما كان هناك دور لشخصيات مقربة من منصة موسكو في عقد الاتفاق الأحادي، مثل هيثم مناع، وهو ما عزز ما يقوله مراقبون عن وجود توافق روسي مع بعض الدول العربية "المعتدلة"، بخصوص تصفية آخر جبهات المعارضة في الجنوب،  وترتيب إعادة سيطرة النظام المشروطة بمصالح إسرائيل.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ما هي فرص استمرار التحالف الروسي الإيراني بعد انتهاء الحرب السورية؟

في دمشق.. شبيحة النظام تنهب بيوت السوريين وتبيعها على الرصيف