04-أغسطس-2021

نزوح مستمر لأهالي درعا البلد (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

شهدت الساعات الماضية تجدد الاشتباكات في محيط درعا البلد، على إثر محاولة عناصر من الفرقة الرابعة الموالية لإيران التوغل من محوري "الكازية" و"القبة"، حيث أحدث قصف المليشيات دمارًا واسعًا في ممتلكات المدنيين  المحاصرين في "درعا البلد" ومنطقتي "طريق السد" و"المخيم".

شهدت الساعات الماضية تجدد الاشتباكات في محيط درعا البلد، على إثر محاولة عناصر من الفرقة الرابعة الموالية لإيران التوغل من محوري "الكازية" و"القبة"

وتسعى المليشيات الطائفية من خلال تكثيف قصفها إلى التقدم عبر محاور عدة، إلا أن محاولاتها المتكررة للتقدم أُفشلت من طرف  أبناء المنطقة، وذكرت مصادر، بينها تلفزيون سوريا، أن عددًا من عناصر  الفرقة الرابعة "سقطوا بين قتيل وجريح، باشتباكات عنيفة تصدّى خلالها مقاتلو درعا البلد لمحاولة "النظام"  التقدّم نحو الأحياء المُحاصرة من محور "جمرك درعا".

اقرأ/ي أيضًا: النظام السوري يخرق اتفاق التهدئة ويحاول التقدم داخل أحياء درعا البلد

تتواصل هذه التطورات الميدانية في الوقت الذي دخل فيه الحصار المفروض على "درعا البلد" والمناطق المجاورة مثل "المخيم" و"طريق السد" يومه الأربعين، وهو ما قاد إلى تفاقم تدهور  الأوضاع الإنسانية، بسبب نقص المواد الغذائية والدوائية وإغلاق آخر المراكز الطبية في المنطقة لوقوعه في دائرة استهداف عناصر الأسد وإيران.

إصرار النظام على القوة يواجَه بتضامن أهالي الريف مع مدينتهم

يوم أمس الثلاثاء زار وزير الدفاع في حكومة النظام السوري العماد علي أيوب بشكل مفاحئ مدينة درعا رفقة عدد كبير من ضباط النظام، وقال أيوب في اجتماع مع اللجنة المركزية و"اللواء الثامن"، التابع لـ"الفيلق الخامس"، أن النظام "لن يقبل ببقاء الوضع على ما كان عليه خلال الفترة الماضية"، مضيفًا  أن "من لا يقبل ولا يريد تسوية وضعه فسيتحتم عليه مغادرة المنطقة"، ومؤكدًا في ختام حديثه أن نظامه "مصرٌّ على قرار حاسم لا رجعة فيه، وهو إعادة الأمن والأمان إلى كامل المنطقة الجنوبية".

في المقابل  واصل أهالي الريف محاولاتهم تخفيف الضغط عن "درعا البلد"، حيث قام شبان في الريف الشرقي بتفجير حاجز "السرو" الواقع بين بلدتي "أم المياذن والنعيمة"، وذلك بعد ساعات من تدمير مبنى حزب "البعث" في مدينة "داعل" والذي كان مقرًا للشبيحة وعناصر أمن النظام. كما خرج أهالي مدينة "طفس" غربي درعا بمظاهرة مسائية، أكدوا فيها تضامنهم مع المحاصرين، ومنددين بسياسات النظام الإجرامية وبالصمت الدولي تجاه هذه الجرائم.

وأصدر أهالي منطقة "الجيدور" بالريف الغربي بيانا جاء فيه: "نحن ثوار جيدور حوران نحمد الله عز و جل على أنه قد كشف لنا في الأيام القليلة الماضية حقيقة ضعف نظام أسد المجرم وعجزه عن فرض سيطرته على درعا البلد خاصة وعلى حوارن عامة ونقول لثوار درعا البلد أن بوركت سواعدكم أيها الأبطال وحماكم الله وثبتكم على ما أنتم عليه و أيدينا و أيديكم بنصره".

حركة النزوح تتزايد ومخاوف من كارثة إنسانية

تزايدت منذ فجر يوم الثلاثاء حركة النزوح من أحياء درعا البلد وطريق السد والشياح ومخيم درعا والمنشية ومزارع حي درعا البلد وذلك باتجاه حي درعا المحطة، بالتزامن مع تعثر المفاوضات الجارية بين اللجنة المركزية في محافظة درعا والنظام.

وأفادت مصادر محلية من أهالي حي درعا البلد أن "معظم أهالي الحي قد نزحوا بالفعل باتجاه حي المحطة وبقيت القلة فقط"، وأضافت ذات المصادر، أن "شوارع ومنازل حي درعا البلد شبه فارغة". وتتحدث نفس المصادر أن 80% من أهالي الحي أصبحوا خارجه أي مايقارب الـ35 ألف نسمة، فيما لا تزال أكثر من 300 عائلة محتجزة لدى قوات النظام التي تتخذ منها دروعًا بشرية. في الأثناء حذّر الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" من كارثة إنسانية وشيكة، نتيجة النزوح المستمر، في ظل غياب مختلف الخدمات وتواصل العمليات القتالية.

لجنة التفاوض في درعا تدعو روسيا للوفاء بالتزاماتها

وفجر اليوم الأربعاء، أصدرت لجنة التفاوض في محافظة درعا، بيانًا دعت فيه روسيا إلى الالتزام بوعودها، وحذّرت مما وصفتها "الهيمنة الإيرانية" على جنوبي سوريا. وطالبت "اللجنة المركزية" في درعا البلد روسيا باحترام التزاماتها بصفتها الدولة الضامنة لاتفاق التسوية الذي جرى عام 2018، وفق البيان الذي حمل دعوة للأمم المتحدة للتدخل الفوري لإنهاء الحصار ومنع الميليشيات الإيرانية من اقتحام أحياء درعا البلد المحاصرة، "ولاسيما أن النوايا الانتقامية واضحة لدى هذه الميليشيات".

وأضاف البيان أن مشروع "الهيمنة الإيرانية" على الجنوب السوري سيؤدي، في حال عدم الوقوف ضدها، إلى "كارثة إنسانية وانتهاكات جسيمة غير متوقعة، وموجة نزوح ولجوء للأهالي تجاه الأردن والمناطق الحدودية الأخرى".

تنديد في الولايات المتحدة ودعوة لمساءلة النظام

تفاعلًا مع تدهور الأوضاع الانسانية في درعا المحاصرة دان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور بوب مينيندز، الهجمات على المدنيين في درعا، ودعا في بيان أصدره بهذا الشأن إلى "مساءلة نظام الأسد وداعميه".

تفاعلًا مع تدهور الأوضاع الانسانية في درعا المحاصرة دان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور بوب مينيندز، الهجمات على المدنيين 

وقال السيناتور الأمريكي في بيانه "إنني أدين بشدة تفاقم الأزمة في درعا، التي تهدد حياة عشرات الآلاف من المدنيين السوريين الأبرياء"، مضيفًا "منذ أواخر حزيران فرض نظام الأسد، بمساعدة الميليشيات الموالية لإيران، حصارًا إنسانيًا على ما يقرب من 50 ألف مدني في درعا، وحرم مواطنيه من الطعام والدواء وحرية التنقل، في محاولة لتأمين الأمن السياسي والخضوع". موضحًا أنه "ليست هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام هذه التكتيكات الفظيعة لتجويع الناس وإجبارهم على الخضوع".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

آلاف الأهالي ينزحون من أحياء في درعا ودعوات دولية لعدم الإفلات من الحساب