31-يوليو-2017
Mid Adult Couple Watching TV In Living Room

معرفة درجات الحب تفيد في بناء العلاقة الناجحة وتجنب الصدمات العاطفية (Getty)

الحب من أسمى المشاعر الإنسانية التي يمكن أن يشعر بها الإنسان وأكثرها ارتباطًا بجودة حياته وتعريفه لذاته وشعوره بكيانه ونظرته لمستقبله. ونظرًا لأهمية الحب في حياتنا، وأوجه الخلل العديدة التي لحقت بالمفهوم ومظاهره في حياتنا الحديثة، صار من المهم إعادة النظر فيه ودراسته والبحث الجيد عنه، إضافة إلى معرفة درجات الحب ومراحله وعلاماته. 

التمني هي واحدة من أجمل درجات الحب ومراحله، وفيها يتمنى كل طرف أن يكمل الباقي من حياته مع الطرف الأخر

فلا يوجد ما هو أجمل من الإمعان في الحب، ولا يوجد ما هو أصفى وأرقى وأنقى من دراسة هذه المشاعر الإنسانية النبيلة والجميلة والتي يجب احترامها إلى أقصى درجة.

France, Paris, couple holding hands at river Seine

 

لكن قبل تفصيل درجات الحب ومراحله، يجب أن نسأل: ما أهمية معرفة درجات الحب؟ ولم علينا أن نتذكر هذه الدرجات قبل الشروع في أي علاقة؟ 

معرفة درجات الحبّ وأهميّته للعلاقة الناجحة

هذا السؤال أساسي جدًا، ويطرحه الكثير من الشباب والفتيات. لماذا تنتهي علاقة بين طرفين، رغم أنهما شعرا بالحب معًا؟ هل هذا يعني التشكيك بالحب نفسه، أم أنّه دافع لنا لتوضيح نوع العلاقة التي كانت بينهما ومعرفة درجتها وشكلها؟ إن معرفة درجات الحب أمر بالغ الأهمية من أجل تجنّب الصدمات في العلاقات، سواء كان ذلك في فترة المواعدة أو الخطوبة أو حتى الزواج.  

ما هي درجات الحب؟

1) الإعجاب

الإعجاب، أو باللغة الإنجليزية (Liking)، هو مرحلة مبكرة وربما ضرورية للحب، ويمكن في حال تطوّر أن نعتبره درجة أولى للحب. 
 لكن على الرغم من قلة قوتها، إلا أنها واحدة من أهم وأفضل مراحل الحب، حيث يحدد الإعجاب باقي المراحل الخاصة بالعلاقة بين الطرفين، على الرغم من أن البعض يرى أن مرحلة الإعجاب قد لا تعبر عن الحب الحقيقي أو قد لا تعكسه بشكل صحيح، إلا أننا نرى أن الإعجاب هو الذي يمهد الطريق أولًا وأخيرًا لباقي وأهم مراحل الحب المتبقية وهي التمني والمصارحة والتماهي.

Aerial View Of Couple Holding Hands At Restaurant Table

هذا المستوى من الحب يسهل تحقيقه والحفاظ عليه، إذ نجد في كثير من الأحيان روابط مشتركة مع الآخرين الذين لديهم يشتركون معنا في أمور مختلفة، مثل نمط التفكير والطباع، ونشعر بجاذبية أساسية تجاههم. وبحسب علم النفس الاجتماعي، فإن القرب الجسدي والتشابه في الطباع والتعرض المتكرر لشخص ما والاشتراك معه في وضع اجتماعي معين، هي مقدمة للإعجاب، والذي يعدّ خطوة أولى  على طريق الحب. 

2) المودة والعاطفة 

بعد قضاء وقت طويل وكاف مع شخص ما والاستمرار في الارتباط به بأنشطة يومية والتواصل معه بأمور عامة وخاصة، ستتطور المودة والولع بشكل طبيعي، وتتجاوز درجة الإعجاب. يمكن في هذه المرحلة، خاصة بين اليافعين والشباب، أن تتصاعد المشاعر بسرعة، وتدفع إلى الاستعجال في الانتقال إلى مراحل أخرى من العلاقة، بسبب ما لدى الطرفين من فضول، وبسبب التقارب الجسدي المتزايد بينهما، وهو ما قد يزيد من حماسة التعبير عن الحب والإعجاب والرغبة. لكن لا بدّ من التأنّي قليلًا في هذه المرحلة، لأنها مرحلة قد تؤدي إلى تعمية الأسئلة المهمّة في العلاقة والتغاضي عن نواحي الاختلاف والتباين التي قد تدمّر العلاقة في أية لحظة لاحقًا. 

love words on two hands

3) التعبير عن الالتزام 

في هذه الدرجة من درجات الحب، يقرر كل طرف من الأطراف فيها أن يعلن للآخر، ضمنًا أو قولًا، بأنه ملتزم تجاه العلاقة وحصريّتها. هذا المستوى هو بالضبط ما نفكّر به حين نبدأ بالتفكير الواعي بالعلاقة ومستقبلها، ومعاييرها التي تضمن لها النجاح طويل المدى. فهذا المستوى في الواقع يصدّق أو يكذّب ما قبله، لأن الرغبة بالالتزام هي دلالة على الثقة بالطرف الآخر والثقة بمشاعرنا تجاهه، وهو تطوّر إيجابي ومثالي في العلاقة، وينمّ عن جدّية في عهد الحبّ والالتزام بمقتضياته. 

4)  المصارحة بالارتباط غير المشروط 

وهي درجة التماهي مع المحبوب، والرغبة في البقاء معه بلا شروط إضافية بعد تجاوز مرحلة الثقة المتبادلة، وهي الدرجة الأقوى في العلاقة الغرامية. فهذه المرحلة هي مرحلة التشافي من عذابات الشوق والقلق والخجل من الحبيب، ودخول درجة القناعة بأنه نصيبك وأنك على استعداد كامل للتضحية من أجله وقضاء بقية حياتك معه فقط. في حال وصلت هذه الدرجة من درجات الحب، فقد أصبت خيرًا عظيمًا، فأنت على استعداد للوعد بالارتباط والزواج بكل ثقة، والتعهد بأنك ستعيش الحياة بحلوها ومرّها مع شريكك. لكن، ثمة درجة أخرى، ستثبت صحّة ذلك، وهي هذه الدرجة الأخيرة من الحب. 

A Young Couple Work Together To Improve Their Love Relationship

5) الحب المؤدي للتضحية 

إذا التزمت بالارتباط غير المشروط مع الحبيب، وخضت في هذه التجربة، ستكون حياتك أمام العديد من المنعطفات والتحديات التي ستثبت مدى صدقيّة التزامك وصحّة قراراتك مع الشريك. حين تصل إلى هذه الدرجة من الرغبة بالتضحية الحقيقية من أجل المحبوب، فأنت قد وصلت إلى درجة العشق الحقيقي والصادق. 

نصائح للحفاظ على العلاقة 

  1. تأكد من خلق فرصة لقضاء وقت ممتع 
  2. كن منفتحًا على التجارب الجديدة مع المحبوب
  3. أظهر حبك ومودتك باستمرار 
  4. حافظ على كيانك ولا تتنكّر لذاتك 
  5. لا تكن دفاعيًا على الدوام في الحديث 
  6. تذكر أن تكون كريمًا