دراسة علمية: تصادم المجرتين الأشهر ليس حتميًا كما كنا نعتقد
5 يونيو 2025
قال علماء فلك إن احتمالية حدوث تصادم بين مجرة درب التبانة وجارتها أندروميدا خلال العشرة مليارات سنة المقبلة تبلغ 50% فقط، خلافًا لما كانت تشير إليه الدراسات السابقة التي رجّحت وقوع التصادم بشكل شبه حتمي.
الدراسة الجديدة، التي نُقلت عن مجلة Nature Astronomy، قادها فريق بحثي دولي من جامعة هلسنكي في فنلندا، واعتمدت على بيانات حديثة من تلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة "ناسا"، ومسبار غايا الأوروبي المتخصص في رصد مواقع وحركة النجوم.
انت النظريات السابقة تتوقع أن يحدث التصادم خلال نحو 5 مليارات سنة، مؤديًا إلى اندماج المجرتين وتكوين مجرة جديدة تُعرف افتراضًا باسم "ميلكوميدا"
وكانت النظريات السابقة تتوقع أن يحدث التصادم خلال نحو 5 مليارات سنة، مؤديًا إلى اندماج المجرتين وتكوين مجرة جديدة تُعرف افتراضًا باسم "ميلكوميدا".
لكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن الوضع أكثر تعقيدًا، حيث أظهرت النماذج الحاسوبية أن هناك تأثيرات لمجرات قريبة مثل مثلث المسلسلة (Triangulum) وسحابة ماجلان الكبرى قد تعيد رسم احتمالات الاصطدام.

فبينما تزيد مجرة "مثلث المسلسلة" من فرص التصادم، تقلل "سحابة ماجلان الكبرى" من تلك الفرص، لتستقر التوقعات عند نسبة 50%.
ورغم أن هذا السيناريو قد يبدو مطمئنًا، فإنه لا يغيّر كثيرًا في مستقبل البشرية. فبحسب العلماء، ستنتهي دورة حياة الشمس قبل وقوع أي تصادم محتمل، إذ يتوقع أن تنفد طاقتها خلال نحو 5 مليارات سنة، بعد أن تمر بمرحلة عملاق أحمر قد تبتلع خلالها الكواكب القريبة، بما فيها الأرض.
وقال الدكتور تيل ساوالا، الباحث الرئيسي في الدراسة: "التنبؤ بمصير مجرتنا مهم علميًّا، لكنه لا يحمل بالضرورة تأثيرًا مباشرًا على مصير البشرية، التي قد تواجه تحديات أخرى أقرب زمنيًّا وأكثر واقعية". ومن المعروف في الأوساط المتخصصة أن درب التبانة وأندروميدا قد تعرضتا لاندماجات مجرية في الماضي البعيد، ما يجعل دراسة هذه التفاعلات ضروريًا لفهم تطور المجرات في عمق الكون.