دراسة حديثة تميط اللثام عن كيفية اختيار المصريين القدماء لموقع معبد الكرنك
11 أكتوبر 2025
أكدت دراسة حديثة تؤكد أن معبد الكرنك بالأقصر أُقيم على جزيرة ناتجة عن تغيّر مجرى النيل، فيما يرجّح الباحثون أن أول استيطان للموقع كان بين 2305 و1980 قبل الميلاد.
فقد أظهرت دراسة حديثة قام بها فريق دولي من علماء الآثار أن معبد "الكرنك"، بُني في موقع يرتبط بشكل مباشر بتغيرات نهر النيل وأساطير الخلق المصرية.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة Antiquity، كان موقع معبد الكرنك يغمره نهر النيل قبل عام 2520 قبل الميلاد، ما جعله غير صالح للسكن أو البناء. ومع مرور الزمن، انقسم النهر إلى مجارٍ عدة، مكوّنًا جزيرة طبيعية شكلت أساسًا للبناء الآمن وتوسيع المعبد لاحقًا.
وقال بن بينينغتون، المؤلف الرئيسي للدراسة وزميل في علم الآثار الجيولوجي بجامعة ساوثهامبتون: "توفر هذه الدراسة صورة دقيقة لتطور معبد الكرنك، من جزيرة صغيرة إلى أحد أبرز الصروح الدينية في مصر القديمة".
وبحسب يورونيوز عربية، فقد حلّل الباحثون 61 عينة رسوبية من الموقع وحوله، بالإضافة إلى دراسة عشرات الآلاف من شظايا الفخار، لتحديد كيف تغير المشهد الطبيعي عبر القرون. وأظهرت النتائج أن أولى الاستيطانات البشرية على الموقع تعود إلى الفترة بين عامي 2305 و1980 قبل الميلاد.
وأوضح دومينيك باركر، أحد المشاركين في الدراسة: "شكلت مجاري النهر المحيطة طريقة تطور البناء في الموقع. كما ساهم المصريون القدماء في تعديل مجرى النهر عن طريق رمي الرمال الصحراوية لتوفير أرض جديدة للبناء".
توفر هذه الدراسة صورة دقيقة لتطور معبد الكرنك، من جزيرة صغيرة إلى أحد أبرز الصروح الدينية في مصر القديمة
وأشار بينينغتون:"النصوص المصرية في المملكة الوسطى تصف التل الأولي وهو يرتفع من "مياه الفوضى". ومع انحسار الفيضان السنوي، بدا التل وكأنه ينهض من المياه، وهو المشهد الذي اختار المصريون القدماء تجسيده في الكرنك".
وقال كريستيان سترات، المؤلف المشارك: "لقد كان عمر الكرنك موضوع جدل طويل، لكن أدلتنا الجديدة توفر إطارًا زمنيًا واضحًا لبداية الاستيطان والبناء، ما يساعد في فهم تاريخ هذا الصرح العظيم".
ويعتقد الباحثون أن النخبة في طيبة اختارت موقع الكرنك لمعبد رع آمون، لأنه يجسد مشهدًا كونيًا يدمج الأرض المرتفعة والمياه المحيطة، تمامًا كما تصفه الأسطورة.