دراسة حديثة تكشف انحياز منشورات الإعلام الغربي على "إنستغرام" للإسرائيليين
1 ديسمبر 2024
كشفت دراسة حديثة أُجريت على أكثر من 400 منشور على منصة "إنستغرام" عن تباين كبير في التغطية الإعلامية الغربية للعدوان الإسرائيلي على غزة، حيث أظهرت نتائج الدراسة ميلًا واضحًا لوسائل الإعلام الغربية لإظهار تعاطف أكبر مع الإسرائيليين مقارنة بالضحايا الفلسطينيين، حيثُ تركز في تحليلها على تفاوت تغطية الإعلام الغربي للجوانب الشخصية والعاطفية، والآلية التي تُقدم بها للجمهور.
وبحسب موقع "العربي الجديد"، فإن الدراسة التي نشرها أستاذ الدراسات الإعلامية في معهد الدوحة للدراسات العليا، محمد المصري، في "مجلة الصحافة والاتصال الجماهيري الفصلية"، حللت مئات المنشورات على "إنستغرام" لكل من: "CCN، BBC News، Fox News، MSNBC، Sky News"، حيث شملت المنشورات التي جرى إدراجها ضمن الدراسة، الصور الثابتة والتعليقات التوضيحية ومقاطع الفيديو.
وخلصت الدراسة إلى أن وسائل الإعلام التي شملها التحليل أظهرت المزيد من التفاصيل الشخصية عن الإسرائيليين مقارنة بالضحايا الفلسطينيين، حيث ذكر كل منشور التفاصيل الشخصية عن الإسرائيليين بنسبة 0.47 بالمئة، مقارنة بـ0.14 بالمئة في كل منشور يتحدث عن الضحايا الفلسطينيين.
خلصت الدراسة إلى أن وسائل الإعلام التي شملها التحليل أظهرت المزيد من التفاصيل الشخصية عن الإسرائيليين مقارنة بالضحايا الفلسطينيين
لكن اللافت في هذه الدراسة هو نسبة التفاصيل الشخصية التي تتحدث عن الإسرائليين في منشورات شبكة "MSNBC"، والتي وجدت أنها تصل 1.14 بالمئة، في مقابل 0.9 عن الضحايا الفلسطينيين، وهو ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 13 بالألف لدى الإسرائيليين. فيما كان متوسط ذكر التفاصيل الشخصية للإسرائيليين في منشورات "CNN" بنسبة 1.33 بالمئة مقارنة بـ0.37 بالمئة للضحايا الفلسطينيين.
ويوضح المصري في الدراسة أن "أبحاث دراسات وسائل الإعلام تشير إلى أن هذا النوع من التخصيص يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الإنسانية، لأنه يساعد الجماهير على التواصل بشكل أعمق مع الضحايا"، لافتًا إلى أنه "بالتالي، فمن المعقول أن نفترض أن جماهير الأخبار قد تتعاطف أكثر مع الضحايا الإسرائيليين لمجرد أنهم يتلقون المزيد من المعلومات عنهم أفرادًا".
ووفقًا لـ"العربي الجديد"، فإن الدراسة وجدت أن نحو 30 بالمئة من المنشورات تصف العدوان الإسرائيلي على غزة بأنه "دفاعًا عن النفس"، في حين 0.5 بالمئة من المنشورات تتعاطى مع الفلسطينيين بالوصف ذاته، وهو ما يسجل فارقًا كبيرًا يصل إلى 60 ضعفًا. وعلى العكس بلغ وسم عمليات فصائل المقاومة الفلسطينية بـ"العدوان" نحو 10 أضعاف عند المقارنة مع الإسرائيليين.
ووجدت الدراسة أن وسائل الإعلام التي شملها التحليل تعاطت مع الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي على اعتبار أنه بدأ في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، دون الإشارة إلى انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة للفترة التي سبقت عملية "طوفان الأقصى" منذ بداية العام ذاته، موضحة أن 19.5 بالمئة من من مقاطع الفيديو قدمت مضمونًا ناقدًا للإسرائيليين، في مقابل 50 بالمئة من المقاطع كان مضمونها ناقدًا للفلسطينيين، وفقًا لـ"العربي الجديد".
وتأتي هذه الدراسة، بعد مرور أقل من أسبوعين على المواجهات التي شهدتها أمستردام بين مهاجرين من الجالية العربية ومشجعي فريق "مكابي تل أبيب" الإسرائيلي، بعدما عمد مشجعو الفريق الإسرائيلي إلى مهاجمة أحد المنازل، وقيامهم بإنزال العلم الفلسطيني الذي كان على نافذته، فضلًا عن مهاجمتهم لسائقي سيارات الأجرة من أصل عربي، وترديدهم شعارات عنصرية تحرض على قتل العرب.
وكان الأستاذ المتخصص في مجالات التضليل الإعلامي والاستبداد الرقمي، مارك أوين جونز، قد تطرق في سلسلة تدوينات نشرها على منصة "إكس" للطريقة التي تناول بها الإعلام الغربي الأحداث التي شهدتها أمستردام، والتي وجد أنها منحازة لمشجعي الفريق الإسرائيلي بوصفهم "ضحايا"، دون الإشارة إلى أفعالهم الاستفزازية.
وأوضح جونز هذا الانحياز من خلال أحد المقالات التي نشرها موقع "BBC"، مشرًا إلى أنه "إذا قمت بتحليل التغطية الحية التي قدمتها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) لما حدث في أمستردام، فسترى الاهتمام غير المتناسب الذي توليه لمشجعي مكابي والإسرائيليين باعتبارهم ضحايا، مع إيلاء اهتمام أقل بكثير لأفعال مشجعي مكابي".
1/ If you break down the BBC's live reporting of what happened in Amsterdam, you can see the disproportionate attention it pays to Maccabi fans and Israelis as victims, with far less attention paid to the actions of Maccabi fans. Here are the sources interviewed. pic.twitter.com/7b2DR1ezJ4
— Marc Owen Jones (@marcowenjones) November 8, 2024
وبيّن جونز أنه "فيما يتعلق بالإشارة إلى مشجعي العرب أو الهولنديين أو غيرهم من مشجعي أياكس، فإن هناك القليل جدًا من التركيز على سلامة العرب، مع تركيز غالبية التغطية على مشجعي مكابي باعتبارهم ضحايا"، لافتًا إلى أن "هناك محادثات صوتية مع المشجعين، لكن القليل جدًا من التفاعل مع أشخاص من غير مكابي".
وتابع جونز موضحًا أن اللغة التي استخدمتها الهيئة البريطانية لـ"وصف الهجمات على مشجعي فريق مكابي كانت أقوى بكثير"، لافتًا إلى أنها "تتراوح بين أعمال الشغب والوحشية"، وفي المقابل "لا يتم استخدام مصطلحات مماثلة لوصف العنصرية العادية للعرب".
ويختم جونز سلسلة تدويناته بالقول إنه على الرغم من أن تقرير الهيئة البريطانية "يوضح الكير من التفاصيل، إلا أنها وضعتها بطريقة تؤكد على معاناة الإسرائيليين من خلال الطريقة التي حصلت بها على المقالة ووضعتها"، مضيفًا أنه "من المذهل بالنسبة لي أن الكراهية المعادية للعرب والمعادية للسامية لا يتم التعامل معها على قدم المساواة".