دراسة: تجاهل الذكاء الاصطناعي يهدد الشركات بخسائر مالية كبيرة
24 يوليو 2025
كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة "Couchbase" أن تأخر الشركات البريطانية في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة، تصل إلى 5% من الإيرادات الشهرية.
هذه النسبة التي استعرضها موقع "تيك رادار"، وإن بدت صغيرة، تمثل ملايين الجنيهات شهريًا على مستوى الاقتصاد الوطني، وتُعد مؤشرًا خطيرًا على فجوة رقمية متنامية بين الشركات المتقدمة رقميًا، وتلك التي لا تزال تتردد في اعتماد الحلول الذكية.
أن تصل متأخرًا..
بحسب الدراسة، فإن 79% من الشركات البريطانية ترى أن أدوات الذكاء الاصطناعي تمنحها ميزة تنافسية واضحة، سواء في تحسين تجربة العملاء أو في تعزيز الكفاءة التشغيلية. ومع ذلك، فإن 30% من هذه الشركات تعترف بأنها تأخرت في تبني هذه التقنيات، وتخشى أن تكون قد فقدت نافذة الفرصة للانضمام إلى السباق العالمي نحو الذكاء الاصطناعي.
كشفت دراسة حديثة أن تأخر الشركات البريطانية في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة، تصل إلى 5% من الإيرادات الشهرية
ويقول كريس بريدجلاند، مدير استراتيجية التكنولوجيا العالمية في Couchbase، إن "سباق الذكاء الاصطناعي قد بدأ بالفعل، لكن التعقيد والتشظي في البنية التقنية يتركان العديد من المؤسسات في حالة من التردد والارتباك، مما يعيق قدرتها على مواكبة التطورات".
تحديات ومخاوف
تشير نتائج الدراسة إلى أن الخوف من فشل المشاريع يُعد من أبرز العوامل التي تعيق تبني الذكاء الاصطناعي، حيث عبّرت 51% من الشركات عن قلقها من عدم نجاح مشاريع الذكاء الاصطناعي. كما تواجه الشركات صعوبات في الوصول إلى البيانات وإدارتها، إلى جانب الحاجة إلى توفير بيئات آمنة لتجربة هذه التقنيات، ومخاوف أمنية متعلقة باستخدام حلول من جهات خارجية.
الخوف من فشل المشاريع يُعد من أبرز العوامل التي تعيق تبني الذكاء الاصطناعي
ورغم أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي تحظى بأعلى مستويات الجاهزية بنسبة 56%، إلا أن الاستعداد لتطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل عام لا يتجاوز 40%. أما الذكاء الاصطناعي الوكيل (Agentic AI)، الذي من المتوقع أن يحدث ثورة في الأتمتة واتخاذ القرار، فلا تزال نسبة الاستعداد له منخفضة عند 32%.
ورغم هذه التحديات، أظهرت الدراسة أن الشركات البريطانية أكثر تفاؤلًا من نظيراتها في دول أخرى. فقد عبّر 50% من المشاركين في المملكة المتحدة عن اعتقادهم بأن الذكاء الاصطناعي سيُحسن تجربة العملاء، مقارنة بـ35% في الهند و32% في ألمانيا. كما يرى 52% أن الذكاء الاصطناعي الوكيل سيساعدهم في اكتشاف اتجاهات جديدة في السوق، مما يعكس رغبة قوية في الاستفادة من هذه التقنيات رغم العقبات.
مع تعقيد البنى التقنية للذكاء الاصطناعي، يرى 68% من المشاركين أن تقليل عدد التقنيات المستخدمة قد يسهل التحكم في هذه الأنظمة ويزيد من فعاليتها. ويؤكد بريدجلاند أن "البساطة لم تعد تُعتبر تنازلًا، بل أصبحت ميزة تنافسية حقيقية، خاصة في ظل تعقيد البنى المعمارية للذكاء الاصطناعي".
وبينما تبرز تحديات حقيقية في طريق التحول الرقمي، فإن التفاؤل والرغبة في التطوير لا تزالان حاضرتين، ما يمنح الأمل بإمكانية تجاوز العقبات وتحقيق قفزة نوعية في الأداء المؤسسي.