01-ديسمبر-2017

الكاتب البريطاني جوليان بارنز

"وجد الباحثان أماندا شاركي، وبالاش كوفاكس أن الفوز بجائزةٍ مرموقةٍ في العالم الأدبي المعاصر بات يؤدي إلى انخفاض حاد بشكلٍ خاص في تصنيفات الجودة المتصورة للكتاب. المقال المترجم عن "الغارديان" يوضح هذه المسألة.


يجب على جاين غاردام، وآن كارسون، والكُتّاب الستة الآخرين، الذين تم ترشيحهم لجائزة فوليو -والتي تبلغ قيمتها 40 ألف جنيه إسترليني- أن يُجهزوا أنفسهم للمفاجأة: فقد وجدت أبحاث جديدة أنه إذا تم الإعلان عن فوزهم في حفل توزيع الجوائز في الشهر المقبل، فسيواجهون سيلًا من التعليقات السلبية من القُراء.

يقال إن الجوائز الأدبية المرموقة تجرّ على صاحبها سيلًا من التعليقات القرّاء السلبية

ففي ورقةٍ، نُشرت في عدد آذار/مارس، من مجلة العلوم الإدارية الفصلية، أوردت الورقة مقارنة، شملت على 38،817 من تعليقات القراء، على موقع "غود ريدز" لـ 32 زوجًا من الكتب للأكاديميين أماندا شاركي، وبالاش كوفاكس. وكان كتاب واحد في كل زوج حصل على جائزة، مثل "جائزة مان بوكر"، أو "جائزة الكتاب الوطني الأمريكية". وقد تم اختيار القائمة الأخرى لنفس الجائزة في نفس العام، والتي لم تفُز بالجائزة.

اقرأ/ي أيضًا: أحلام فلاديمير نابوكوف تكشف عن تجارب العودة بالزمن

وجد الباحثون أن "الفوز بجائزةٍ مرموقةٍ في العالم الأدبي يبدو أنه يصاحبه انخفاض حاد بشكلٍ خاص في تصنيفات الجودة المتصورة".

وقد ذكر البحث أن جوليان بارنز حصل على جائزة بوكر في عام 2011 لـ روايته "معنى النهاية"، وهي رواية تم استعراضها في صحيفة "نيويورك تايمز" على أنها "قصة هزيلة مليئة بالإحباط والأسف والموت".

يكتب شاركي، من جامعة شيكاغو بوث مدرسة الأعمال، وكوفاس، من جامعة لوغانو، في ورقتهما: "ورغم أن المبيعات قد ارتفعت بعد الإعلان، إلا أن شيئًا مثيرًا للدهشة قد حدث أيضًا: فقد دخلت تقييمات القراء للكتاب فترةً من الانخفاض المطول على الرغم من أن وضع الكتاب قد زاد بعد الفوز بالجائزة"، وجاء أيضًا في البحث: "علقَ ما حدث لكتاب بارنز في أذهان الكثير من الباحثين، وأخذت الأبحاث تنظر حول آثار الوضع الاجتماعي على الكتب".

وعلى سبيل المثال، في شهر كانون الثاني/يناير لعام 2012، بعد شهرين من فوز بارنز بجائزة البوكر، كتبت إحدى مرتادات موقع "غود ريدرز": "أن الرواية التي تعطيها نجمتين هي قصة البلوغ، وهو نوع فني من الأدب والأفلام التي تركز على نضوج بطل القصة من سن الصغر وحتى سن البلوغ، التي لا يوجد فيها أي شخص قد بلغ في سنٍ صغيرة بغض النظر عن العمر الي بلغوه"، وتابعت: "نادرًا ما أغضب من مطالعة كتابٍ ما، ولكني غاضبة الآن، لقد حملتني مطالعة الكتاب حتى منتصفه على الغضب وبقيت غاضبة حتى النهاية". وبعد بضعة أشهر، كتب أحد القراء: "يجب أن أقول إن هذا الكتاب مكتوب بشكلٍ جيد، ولكنه لا يصل بأي حال من الأحوال إلى كل هذا الضجيج، ويرجى التنبه إلى أن هذا الكتاب يُعَد بمثابة رواية عميقة".

ويعتقد شركي وكوفاكس، أن هذه الظاهرة تحدث لأن جمهور الكتاب -وبالتالي الأذواق الشخصية لقُرائه- يزداد بشكلٍ كبير بعد الفوز بإحدى الجوائز، لذلك "يتم انجذاب عينةٍ أكبر من القراء إلى كتاب حائز على جائزةٍ ما، ليس بسبب اهتمام هؤلاء القراء بالكتاب أو بنوعية ذلك الأدب بصورةٍ مباشرة، ولكن لأنه قد حصل على إحدى الجوائز".

ويضيفان في البحث أيضًا: "الكتاب الحائز على جائزةٍ فقط يحتاج إلى حد أدنى من المستوى المناسب للوصول إلى العتبة التي يعتبره الشخص أنه كتاب يستحق القراءة، في حين أن الكتاب الذي لم يفُز بالجائزة يميز نفسه بأنه كتابٌ قيّم بطريقةٍ أخرى، مثل وجود الصفات الأساسية التي تشير إلى جاذبية بعض القراء نحوه".

تعريف كتاب ما بأنه جيد مسألة ذوق فردية للقارئ، وذوق القارئ قد لا يتطابق مع ذوق النقاد، ولا مع لجان تحكيم الجوائز الأدبية

"المسألة هنا هي أن القراء يفترضون أن الكتاب (جيد)؛ لأنه حصل على جائزة، ولكن تعريف (جيد) هو في حد ذاته مسألة ذوق فردية للقارئ، وذوق القارئ قد لا يتطابق مع ذوق النقاد، وكذا البعض الآخر في لجان التحكيم الذين اختاروا الفائز بالجائزة"، وقال شاركي: "ونتيجةً لذلك، فإن القراء الذين يقرأون الكتب الحائزة على الجوائز يُصابون في الكثير من الأوقات بنوعٍ من خيبة الأمل -ليس لأن الكتب الحائزة على الجائزة سيئة ولا حتى لأنه كان لديهم توقعات أكبر لتلك الكتب الحائزة على الجائزة -ولكن ببساطة لأن العديد من أولئك القراء الذين انجذبوا إلى تلك الرواية فقط لفوزها بالجائزة يملكون أذواقًا مختلفة ليست مهيأة لتروق لتلك الأنواع من الكتب التي تفوز بالجوائز".

اقرأ/ي أيضًا: الترجمة والأدب.. ممارسة تأويلية وإبداعية

ومن هنا تنصح شاركي المؤلفين، لا سيما أولئك الذين تم ترشيحهم للفوز بالجوائز الكبرى، بعدم الذعر، وتضيف: "لا أعرف ما إذا كان هناك أي شيء أنصح به المؤلفين، إلا أنني على يقين من أن غالبية المؤلفين يسعدون بالفوز بجائزةٍ ما نتيجة كتابتهم، وأنا متأكدة أيضًا من أن جميع وكالات النشر التي تنشر تلك الروايات سعداء جدًا أيضًا بارتفاع المبيعات التي تتبع فوز الكتاب بإحدى الجوائز".

 

اقرأ/ي أيضًا:

كيف يرى كتاب الخيال العلمي مستقبل العراق؟

مختارات نثرية.. ثرثرة الحياة تفصيلًا بعد تفصيل