16-يونيو-2021

صلاة الجمعة في المركز الثقافي الإسلامي في رينيه (Getty)

نشرت وكالة رويترز بيانات إحصائية تشير إلى أن معدل الوفيات بسبب فيروس كورونا بين المسلمين الفرنسيين أعلى بكثير من إجمالي معدل الوفيات بين باقي السكان. ووفقًا للدراسة المستندة إلى بيانات رسمية، كانت الوفيات الزائدة في عام 2020 بين السكان الفرنسيين المولودين في شمال أفريقيا، ضعف ما كانت عليه بين الأشخاص المولودين في فرنسا. بينما تشير التقديرات إلى أن فرنسا تضم ​​أكبر عدد من المسلمين في الاتحاد الأوروبي، إلا أن الأرقام تبقى غير معلومة حول تأثيرات كورونا على المسلمين بشكل خاص. في حين تشكل مقابر المسلمين المكان الملائم لاستقاء البيانات عن أعداد الوفيات، لكن القانون الفرنسي يحظر جمع البيانات على أساس الانتماءات العرقية أو الدينية، رغم أن الأدلة والبيانات التي جمعتها رويترز تؤكد صحة الفرضية بخصوص ارتفاع معدل وفيات كورونا بين المسلمين بشكل خاص.

ترجح بعض الآراء عودة ارتفاع معدل الوفيات بسبب كوفيد - 19 بين المسلمين في فرنسا إلى طبيعة الوضع الاجتماعي والاقتصادي الأقل من المتوسط (ما دون الطبقة المتوسطة) الذي يعيش ضمنه قطاع واسع منهم

ويشير قادة المجتمع والباحثون في فرنسا إلى أن السبب في ارتفاع معدل الوفيات بسبب كوفيد - 19 يعود إلى طبيعة الوضع الاجتماعي والاقتصادي الأقل من المتوسط (ما دون الطبقة المتوسطة) الذي يعيش ضمنه قطاع واسع من الفرنسيين المسلمين، وهم أكثر عرضة لتأدية وظائف مثل سائقي الحافلات أو عاملين على صناديق الدفع في المحلات المتنوعة، وكذلك بفعل طبيعة عيشهم في وحدات سكنية مكتظة متعددة الأجيال.

اقرأ/ي أيضًا: تفاعل واسع في الكويت مع خبر استدعاء نيابة الإعلام لعباس الشعبي

ووفقًا للأرقام التي جمعتها وكالة رويترز من جميع المقابر الـ 14 في منطقة فال دي مارن، في عام 2020، كان هناك 1411 حالة دفن للمسلمين، بينما كان العدد 626 عام 2019، أي قبل انتشار جائحة كوفيد- 19، أي بفارق 785 مقبرة إضافية. ويمثل ذلك زيادة بنسبة 125% مقارنة بزيادة قدرها 34% في مدافن جميع الطوائف في تلك المنطقة، وتفسر هذه الزيادة المضطردة من الوفيات، ولو بشكل جزئي، ارتفاع أعداد الوفيات في مدافن المسلمين بفعل فيروس كورونا.

كما ارتفعت نسبة الوفيات بين المقيمين الفرنسيين المولودين خارج فرنسا بنسبة 17% في عام 2020، مقابل 8% للمقيمين المولودين في فرنسا. وشكل المسلمون المولودون في شمال أفريقيا زيادة أعلى في معدل الوفيات بنسبة 2.6 مرة، أي أكثر من الضعف، أما الذين ينتمون إلى جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا وهم من المسلمين أيضًا، شكلت نسبة الوفيات لديهم 4.5 أضعاف، مقارنة بالأشخاص المولودين في فرنسا.

ومما يدعم صحة الفرضية أيضًا الحديث في أوساط العاملين في قطاع الدفن عن أن ثلاثة أرباع من المتوفين المسلمين كانوا يدفنون خارج فرنسا، حيث يقوم ذويهم بإعادتهم إلى بلدانهم لدفنهم، إلا أنه ومع دخول الإجراءات المشددة على السفر وإغلاق الحدود، أصبح من المتعذر نقل الجثامين خارج فرنسا مما أجبر الكثيرين على دفن موتاهم في فرنسا. وقال متعهدو دفن الموتى والأئمة والجماعات غير الحكومية العاملة في مجال دفن المسلمين، إنه لم تكن هناك أماكن كافية لتلبية الطلب في بداية الوباء العام الماضي، مما أجبر العديد من العائلات على البحث المكثف لإيجاد مكان لدفن موتاهم، بحسب ما نقل موقع شبكة euronews.

رئيس جمعية الطهارة الخيرية التي توفر خدمة دفن للمسلمين المعدمين، صمد أكرش، قال إن جمعيته دفنت 764 جثة في عام 2020، بينما دفن في عام 2019 ما مجموعه 382 جثة من المسلمين. وأشار إلى أن نصف هؤلاء لقوا حتفهم بعد إصابتهم بفيروس كورونا، وأردف "لقد تأثر المجتمع المسلم في فرنسا بشكل كبير في الفترة التي تلت انتشار فيروس كورونا".

في ذات السياق، علق رئيس اتحاد الجمعيات المسلمة، محمد حنيش بالقول "معدل الوفيات مرتفع ليس لأنهم مسلمون، بل لأنهم ينتمون إلى الطبقات الاجتماعية ما دون المتوسطة والفقيرة". ورأى حنيش أن بإمكان ميسوري الحال العمل من المنزل، ولكن "إذا كان شخص ما جامعًا للنفايات، أو عامل تنظيف، أو عامل صندوق، فلا يمكنه العمل من المنزل"، وتابع بالقول "هؤلاء الناس مضطرين لأن يخرجوا ويستخدموا وسائل النقل العام".

أحد المسلمين الفرنسيين الذي فقد والده بسبب فيروس كورونا، ويدعى مامادو دياجوراغا، قال في تصريحات نقلها موقع ناشونال بوست "في كل أسبوع أتي لأقف لحظات عند قبر والدي"، وأضاف "كان والدي أول شخص في هذا الصف ضمن المقبرة، وفي عام واحد، امتلأت المقبرة"، وتابع بالقول "إنه أمر لا يصدق". بينما أفاد رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية، محمد حنيش، بالقول "المهاجرون المسلمون كانوا أول من دفع ثمنًا باهظًا". في حين علق ممثل حكومي حول المسألة بالقول "ليس لدينا بيانات مرتبطة بدين الناس".

 

اقرأ/ي أيضًا:  

انتشار عربي واسع لوسم "لن تمر" رفضًا لمسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس

تثبيت أحكام إعدام في قضية "فض رابعة" يثير موجة غضب عبر السوشيال ميديا في مصر