01-ديسمبر-2021

قد تؤدي الإصابة بعدوى شديدة من كوفيد-19 إلى تزايد فرص الوفاة ولو بعد مضيّ فترة من التعافي (Getty)

ألتراصوت- فريق الترجمة 

حتى لو نجا أحد وتعافى بعد إصابته بأعراض شديدة جرّاء عدوى فيروس كورونا الجديد، فإن فرصه بالوفاة خلال عام ستتضاعف، مقارنة بالأشخاص الذين لم يصابوا بالمرض، أو الذين أصيبوا به ولم يعانوا من أعراض أو عانوا من مجرّد أعراض طفيفة، وذلك وفق دراسة نشرت نتائجها الغارديان البريطانية.

الإصابة بمضاعفات شديدة جراء عدوى كوفيد-19 تضاعف احتمالات الوفاة بعد تدهور صحّي يحصل على مدى أشهر 

نشر البحث في مجلة "فرونتيرز إن ميديسن" (Frontiers in Medicine)، والتي ترى أن الإصابات بعدوى كوفيد-19 والمعاناة من آثار المرض تؤدي إلى ضرر كبير على الصحة العامة للمصاب على المدى البعيد، وأن ذلك يعني ضرورة التحصّن ضد العدوى، بالمبادرة بتلقي اللقاحات واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

وكشفت الدراسة أن زيادة فرص الوفاة بعد التدهور الصحي بسبب كوفيد-19 كانت أعلى لدى المرضى تحت 65 عامًا، حيث بلغت نسبة من توفي بسبب مباشر من مضاعفات كوفيد-19 حوالي 20 بالمئة فقط، كالوفاة بسبب الفشل الرئوي المرتبط بكوفيد-19. وقد أوضح الباحث بروفارك ماينوس، من جامعة فلوريدا الأمريكية، والمساهم الأساسي في الدراسة، أن مرضى كوفيد-19 الذين تعافوا من المرض، كانوا معرضين لخطر أكبر للتدهور الصحي والإدخال إلى المستشفى بعد فترة تبلغ ستة أشهر من التعافي الأولي من المرض، إلا أن الدراسة الجديدة تثبت أن ذلك الأثر قد يمتد ويظهر حتى بعد 12 شهرًا من الفحص السلبي بعد الإصابة بالعدوى.

وقد تتبعت الدراسة السجلات الطبية لحوالي 14،000 مريض ومريضة أصيبوا بعدوى فيروس كورونا الجديد، بحسب سجلات النظام الصحي في جامعة فلوريدا الأمريكية، وتم تحديد 178 حالة ممن عانوا من مضاعفات شديدة بسبب كوفيد-19، و246 حالة بمضاعفات متوسطة أو معتدلة. كل المرضى المشمولين في الدراسة تعافوا من المرض، بعد تسجيلهم لنتيجة فحص سلبية بعد فترة من المراقبة، ثم تتبّع الباحثون وضعهم الصحّي خلال الأشهر التالية.

وقد تبين للباحثين أن المرضى الذين عانوا من توعكات شديدة بسبب المرض، قد تضاعفت فرص تعرضهم للوفاة خلال عام من إصابتهم، وهو نمط تمت ملاحظته بشكل واضح من قبل الباحثين لدى المرضى الذين كانت أعمارهم تقل عن 65 عامًا. وبما أن هذه الوفيات قد حصلت بعد فترة طويلة من الإصابة بكوفيد-19، فإنها كانت تسجلّ دون اعتبار علاقتها بالإصابة بكوفيد-19، سواء من قبل الأطباء أو ذوي المتوفّى.

والسبب هو أن معظم الوفيات في عينة الدراسة من الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد-19 بعد أعراض شديدة، لم يتعرضوا للوفاة بسبب مضاعفات مباشرة مرتبطة بالمرض، كتلك المتعلقة بالجهاز التنفسي مثلًا، وإنما وقعت 80 بالمئة من الوفيات لأسباب أخرى غير مرتبطة عادة بكوفيد-19.

 كوفيد-19 يؤدي إلى تدهور عام في صحة الإنسان وعافيته على المدى البعيد وتجعله أكثر ضعفًا أمام الأمراض الأخرى

إلا أن الباحثين استنتجوا من ذلك أن كوفيد-19 يؤدي إلى تدهور عام في صحة الإنسان وعافيته على المدى البعيد وتجعله أكثر ضعفًا أمام الأمراض الأخرى، وبشكل قد يؤدي إلى زيادة الفرص بالوفاة. وهذا ما يزيد من ضرورة بذل الجهود الفردية والحكومية من أجل وقاية الناس من التعرض لعدوى كوفيد-19 والإصابة بأعراض شديدة بسبب المرض، ويكون ذلك بشكل أساسي بتوفير لقاحات كورونا ومواجهة الحملات التي تشكّك بفعاليتها أو أهميتها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مترجَم: كل ما تريد معرفته عن متحوّر أوميكرون الجديد وكيفية الوقاية منه

الصين تتعهد بتقديم مليار جرعة من لقاحات كورونا لدول أفريقية

أوميكرون: عشرات الحالات في أوروبا والصين تدعو للتريّث قبل الإغلاقات الحدودية