08-ديسمبر-2018

يمثل تعيين نوايرت سعيًا من ترامب لتعزيز إدارة أكثر انعزالية (Getty)

ستكون هيذر نوايرت، التي اتخذت الصحافة مسيرة مهنية لعدة سنوات، المرشحة التالية المفضلة لدى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لمقعد سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، خلفًا للسفيرة السابقة المثيرة للجدل نيكي هايلي، بعد أن عملت كمتحدثة باسم وزارة الخارجية ومذيعة سابقة في شبكة فوكس نيوز اليمينية المعروفة بولائها لترامب، لسبع سنوات منذ 1998 و حتى 2005.

تتفق نوايرت مع مجمل آراء ترامب وسياساته الخارجية، إزاء روسيا والسعودية والهجرة واللاجئين

بين هيذر وهايلي.. سياسيات ترامب المتخبطة

تم تعيين نوايرت كمتحدثة لوزارة الخارجية العام الماضي، كما تمت تسميتها هذا العام وكيلة وزارة الخارجية للدبلوماسية العامة والشؤون العامة. وكان ترامب قد التقى نوايرت في تشرين الثاني/أكتوبر، أي في نفس الوقت الذي أعلنت فيه هايلي استقالتها مما أثار تكهنات بأنها المرشحة القادمة. وقال عنها ترامب في وقت سابق "إن نوايرت ممتازة. لقد كانت معنا منذ وقت طويل. لقد كانت مؤيدة لفترة طويلة". كما ينظر إليها على أنها قريبة من ابنة ترامب ايفانكا وزوجها المستشار الكبير في البيت الأبيض جاريد كوشنر.

اقرأ/ي أيضًا: ما الطريق لتغيير هيكلية مجلس الأمن؟

وحسب ما أوردت صحيفة ذي غارديان البريطانية، فإن الرئيس الأمريكي قد سعى إلى شخص يظهر الولاء التام. في بعض الأحيان كان المسؤولون في البيت الأبيض ينظرون إلى هايلي بريبة وشك، بسبب رغبتها في الاختلاف علنًا مع الرئيس، على الرغم من دعمها العلني لمجمل سياساته. لكن الخلاف بين ترامب وهايلي بدا واضحًا عندما هاجمت هايلي روسيا وانتقدت الكرملين ودعمه لبشار الأسد، بينما ظل ترامب مترددٍا حيال انتقاد بوتين.

كانت استقالة هايلي منذ البداية مفاجئة للجميع، خاصة وأنها جاءت قبيل انتخابات التجديد النصفية للكونغرس، مما أعطى انطباعًا بالفوضى التي تمضي بها إدراة ترامب داخليًا، وعاملًا مفسرًا لسياسيات ترامب الخارجية المتناقضة، خاصة أن هايلي أصبحت خلال فترة عملها التي استمرت عامين، محبوبة بخصوص دفاعها الصاخب عن إسرائيل في الأمم المتحدة، سواء من اللوبيات المناصرة لتل أبيب أو من إدارة ترامب نفسها.

هيذر نويرات ومواقف سابقة على المنصب

في نيسان/ إبريل من هذا العام، أعربت نوايرت عن دعمها لتدخل المملكة العربية السعودية في اليمن، كما أدانت "التأثير الإيراني في اليمن" وكانت صوتًا معبرًا عن "حق الرياض" في الدفاع عن أراضيها في تلك الحرب، وهو ما بدا مريحًا بالنسبة لمواقف رجل مثل ترامب.

أما بعد ذلك بشهر، في أيار/ مايو، فقد قالت نوايرت ردًا على مسيرات العودة في غزة، "نحن نعارض الإجراءات ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية لأنها لا تساعد في قضية السلام".

وعلى جانب آخر، فقد ردت في آب/ أغسطس من هذا العام أيضًا، على الأزمة التي حدثت بين كندا والسعودية على خلفية احتجاز الناشطين الشقيقين رائف وسمر بدوي، بقولها: "الأمر متروك لحكومة المملكة العربية السعودية والكنديين للعمل على هذا. يحتاج الطرفان إلى حل هذه المسألة دبلوماسيًا معًا. لا يمكننا أن نفعل ذلك من أجلهم".

اقرأ/ي أيضًا: كيف مولت "الأمم المتحدة" بشار الأسد

من الجدير بالذكر أن التقارير الإخبارية تفيد أن نويرات ليس لديها خبرة دبلوماسية كافية، وعلى الرغم من ذلك فإنه يجب الحصول على عدد معين من الأصوات لتعيينها في مجلس الشيوخ، وكما توضح ذي غارديان في هذا الشأن، فإنه سيتم التركيز على مؤهلات نويرات السابقة، حيث من المتوقع أن تكون جلسة "تعيينها" في مجلس الشيوخ صاخبة.

كانت استقالة هايلي منذ البداية مفاجئة للجميع، خاصة وأنها جاءت قبيل انتخابات التجديد النصفية للكونغرس، مما أعطى انطباعًا بالفوضى التي تمضي بها إدراة ترامب داخليًا

تأتي خطوة تعيين نويرات، استمرارًا لسياسة ترامب في اختيار إدارييه على أساس مواقفهم فقط، خاصة من القضايا المصيرية بالنسبة له، على غرار الموقف من إسرائيل والملف الروسي وإيران والهجرة، ففي هذه البيئة، لا يوجد مسؤول أمريكي أكثر من كونه لاعبًا في فريق ترامب. وهو ما سبق وأغضب وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي السابق هربرت ماكماستر، ولم يكن باستطاعتهما الاستمرار. أما وزير الخارجية الحالي بومبيو، فقد وضع نفسه في مقعد جميل في الملعب، وأثبت أنه قادر على التحول إلى أي دور يريده الرئيس.

 قد يكون ذلك مدفوعًا بانعزالية ترامب أيضًا، فأمريكا بالنسبة له ليس لديها أصدقاء، بل مصالح فقط، وهو ما قد يفسر أيضًا ميله للديكتاتوريين وازدراء حلفاء الولايات المتحدة التقليديين. وهو أيضًا ما يتفق مع خطواته السابقة في تمزيق الاتفاقيات الدولية والحد من الهجرة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تقدير موقف: قرار ترامب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل: الدوافع والمعاني والآفاق

المركز العربي يضع قرار ترامب بشأن القدس تحت مجهر التشريح الأكاديمي