01-أغسطس-2019

تُنظر الأزمة بين الأميرة هيا وحاكم دبي محمد بن راشد، أمام القضاء البريطاني (Getty)

في أول دعم عائلي معلن للأميرة هيا بنت الحسين، نشر شقيقها الأمير علي بن الحسين صورة تجمعه بها، معلقًا عليها في تغريدة قائلًا: "اليوم، مع أختي وقرة عيني هيا بنت الحسين".

 نشر الأمير علي بن الحسين صورة تجمعه بشقيقته الأميرة هيا، فيما اعتبر أول دعم عائلي معلن للأميرة الأردنية بعد فرارها من زوجها حاكم دبي

نشرت التغريدة مساء أمس الأربعاء، 31 تمو/يوليو 2019، واعتبرها المتابعون أول دعم معلن من عائلة الأميرة الأردنية، بعد فرارها من زوجها حاكم إمارة دبي، محمد بن راشد آل مكتوم قبل نحو شهر.

وكانت الأميرة هيا قد فرت من دبي إلى إلمانيا، ومنها إلى لندن، حيث تقدمت بطلب للقضاء البريطاني لحمايتها من الزواج القسري، وحماية حضانتها للأطفال، فيما جاءت تغريدة شقيقها علي بن الحسين، بعد الجلسة الثانية للاستماع في القضية، والتي جرت أمس الأربعاء.

اقرأ/ي أيضًا: فرار الأميرة هيا.. لماذا تهرب النساء من قصور حاكم دبي؟

وأعلن القاضي بعد جلسة أمس، تحديد جلسة استماع كاملة في القضية، يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر القادم، في وقت يسود فيه الصمت الرسمي من الجانب الأردني، في حين أجرى العاهل الأردني، الملك عبدالله بن الحسين، زيارة خاطفة لأبوظبي قبل عدة أيام. 

جديد الأزمة

خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، 30 و31 تموز/يوليو المنصرم، جرت جلستا استماع في القضية التي ينظرها القضاء البريطاني، والتي طلبت فيها الأميرة هيا (45 عامًا) من قسم الأسرة في محكمة العدل العليا بلندن، الحصول على أمر حماية من الزواج القسري وعدم التعرض لها بالإساءة، وكذلك الوصاية على طفليها، في المقابل طلب ابن راشد عودة أبنائه لدبي.

 للأميرة ابنة ملك الأردن الراحل، طفلان من ابن راشد، فتاة تبلغ من العمر نحو 11 سنة وصبي يبلغ من العمر سبع سنوات، فيما تشير بعض التقارير إلى أن حاكم دبي محمد بن راشد (70 عامًا) تزوج من ست سيدات وأنجب نحو 23 ابنًا وابنة.

واستمعت المحكمة العليا في بريطانيا إلى أقوال الأميرة هيا بنت الحسين، ومن المقرر أن تكون الجلسة القادمة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، للنظر في طلبها للوصاية على طفليهما، وقد يتغير الموعد وفقًا للقاضي الذي ينظر القضية، والذي رفض طلب لممثل بن راشد بفرض قيود على النشر، بسبب اهتمام الرأي العام بالقضية.

وكانت مصادر إعلامية قد أشارت إلى أن الزوجين أصدرا بيانًا حول طبيعة القضية، جاء فيه أن هذه الاجراءات تتعلق بمصلحة الطفلين، ولا تتعلق بالطلاق أو الأمور المالية.

يُذكر أن كلا طرفي النزاع، هيا وابن راشد، يمثلهما محاميتان عريقتان في لندن، فابن راشد تمثله هيلي وارد، وهي نفسها محامية المخرج غاي ريتشي في قضية طلاقه من المغنية مادونا، فيما تمثل هيا، المحامية فيونا شاكلتون، وهي محامية مقربة من العائلة الملكية، وقد مثلت الأمير تشارلز في قضية طلاقه من الأميرة الراحلة ديانا.

العلاقات بين البلدين

تأييد الأمير علي بن الحسين شقيق الأميرة هيا لها، يبدو منطقيًا، وقد لا يعبر بالضرورة عن الموقف الرسمي الأردني، علمًا بأن الأمير علي بن الحسين شقيق هيا المباشر من الأب الملك الراحل حسين والأم الملكة علياء، لكن هل يمكن لهذا التأييد أو تلك الأزمة بشكل عام، أن تؤثر على العلاقات بين الأردن والإمارات؟

لا يمكن لأحد أن يتوقع الإجابة في الوقت الراهن، فالعلاقة بين الأردن والإمارات والتي يسيطر عليها محمد بن زايد، علاقة مصالح، يديرها العاهل الأردني حتى الآن بدبلوماسية تضمن له على الأقل إتمام اتفاق المنح، الذي وقع في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والذي يقضي أن تمنح كل من السعودية والإمارات والكويت، مبلغ 2.5 مليار دولار أمريكي، كمساعدات للأردن، للمساهمة في الحد من آثار سياسات التقشف، التي تسببت في احتجاجات في عدة مدن أردنية.

وبدت دبلوماسية التعامل الأردني مع بداية الأزمة بين هيا وابن راشد، إذ لم يصدر أي تعليق رسمي من الأردن، ولا تلميحات حول النزاع. لكن البعض اعتبر أن إعلان العاهل الأردني، منتصف الشهر المنصرم، وبشكل مفاجئ تعيين سفير أردني لدى الدوحة بعد عامين من تخفيض الأردن مستوى التمثيل الدبلوماسي مع قطر منذ حزيران/يونيو 2017؛ خطوة من الأردن للرد على الخلافات مع العائلة الحاكمة في دبي، وهو التوقع الذي لم يستمر طويلًا!

فقد أجرى العاهل الأردني في 27 حزيران/يونيو المنصرم زيارة خاطفة ومفاجئة لأبوظبي، فيما بدا أنها تأكيد على حسن العلاقات بين البلدين، حتى أنه غرد قائلًا: "شعرت اليوم أنني بين أهلي وأسرتي عند لقائي بأخي العزيز سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأبنائه وأحفاده الأحباء. أدعو الله أن يديم الود والمحبة بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، كما أدامه بين أسرتينا على مر السنوات".

وبين تغريدة عبدالله بن الحسين، وصورة علي بن الحسين مع شقيقته هيا، تبدو الأمور متوازنةً حتى الآن، وإن كانت بعض التعليقات قد تُعقدها.

غرد عبدالخالق عبدالله، المستشار السابق لمحمد بن زايد، تغريدة بدت أنها انتقاد مبطن للأميرة هيا، إذ قال: "الأميرة العاقلة والمحترمة بنت الأصل والأصول، لا تهرب ولا تخطف ولا تختفي ولا تنكر الجميل، وحتما لا تكسر خاطر من أكرمها وأعزها وأحبّها وأمنها وائتمنها على أبنائه ورفع قدرها ونصّبها أميرة الأميرات".

وقد أثارت هذه التغريدة العديد من التساؤلات حول من يقف وراءها على الحقيقة، خاصة وأن هيا لا تزال على ذمة ابن راشد، أي أنها من العائلة الحاكمة في دبي، والتعرض لأحد أفراد العائلة بهذا الأسلوب قد يودي إلى السجن، إن لم يكن مدفوعًا بأمر مباشر!

يُذكر أن لحاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، تاريخًا طويلًا من الأزمات مع نساء عائلته، فمن قبل سبق أن تحدثت وسائل إعلامية عن محاولة فرار ابنته شمسة، عام 2001، قبل أن تعرقل محاولتها وتعاد قسرًا لدبي، وتختفي تمامًا بعدها.

حتى الآن، يتعامل العاهل الأردني عبدالله بن الحسين، رسميًا بدبلوماسية متوازنة مع قضية النزاع بين الأميرة هيا ومحمد بن راشد

وفي 2018، حاولت أختها لطيفة الفرار من دبي، لكنها أعيدت قسرًا أيضًا. وبُث مقطع فيديو لها، تتحدث فيه عن انتهاكات تتعرض لها في قصر الحكم بإمارة دبي. وبهذا تعد الأميرة هيا، ثالث حالة فرار من ابن راشد، الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات الشاكة حول معاملته للنساء.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الأميرة الهاربة.. لطيفة محمد آل مكتوم تفر من القمع الإماراتي مع جاسوس فرنسي

المرأة في مستنقع الاستبداد الإماراتي.. إغراق بالقمع