18-فبراير-2016

هل هي بوادر الحرب في ليبيا؟ (عبد الله دوما/أ.ف.ب)

ينبئ تسارع الأحداث في الأيام القليلة الماضية بقرب تدخل عسكري أجنبي ضد ما يُعرف بـ"تنظيم الدولة" في ليبيا، فما تشهده المنطقة من تطورات على كل الأصعدة العسكرية والسياسية والتحركات في دول الجوار الليبي تشير إلى أن هذا التدخل وشيك جدًا.

تؤكد عديد التحركات المشبوهة في مصراتة وسرت، المعقل الرئيس لـ"تنظيم الدولة" في ليبيا، أن التدخل الأجنبي ضد التنظيم وشيك جدًا 

على الصعيد الميداني، يفيد شهود عيان أن كتائب من مصراتة تتمركز عند المناطق المتاخمة لمدينة سرت وتمت إقامة بوابة في منطقة متقدمة بين مصراتة وسرت، المعقل الرئيس لـ"تنظيم الدولة" في ليبيا، تحديدًا عند منطقة الوشكة، ومن غير المستبعد أن تقوم هذه الكتائب بمساندة القوات الجوية في حال حدوث أي قصف، إذ يقدر عددها بإحدى وعشرين كتيبة من مختلف التشكيلات المسلحة بالمدينة وكانت الاستخبارات العسكرية قد أعلنت يوم الجمعة الماضي عن استنفار أمني واستدعاء لكل القوات العسكرية.

في السياق ذاته، أفادت مصادر محلية من داخل مدينة سرت اختفاء عناصر التنظيم من الشوارع عند تحليق الطائرات فوق سماء المدينة، وأكدت تحركات غريبة لسيارات فاخرة تُقل أشخاصًا بِلحى حمراء، يعتقد أنهم قيادات بارزة للتنظيم وصلت مؤخرًا للمدينة وباتت تجوبها مصحوبة بحراسة مشددة، فيما ذكر أحد المواقع المحلية أنه "تحصل على قائمة بما يسمى "سريّة المهاجرين"، تضمنت ثلاثة وعشرين اسمًا، بينهم جنسيات نيجيرية ومصرية وتونسية وكينية".

كل هذه التطورات كانت بالتزامن مع قيام عناصر التنظيم بنقل أسلحة وتخزينها في فنادق مجاورة للمناطق السكنية بمدينة سرت، وفق شهادات لبعض السكان المحليين، فيما أعلن المجلس العسكري بمصراتة، على لسان رئيسه إبراهيم بيت المال، أن "المنطقة الفاصلة بين سرت ومصراتة تعتبر منطقة عسكرية". كما أن المدينة أغلقت الجهة الشرقية التي تفصلها عن سرت أمام عبور السيارات باستثناء الحالات الطارئة.

وعلى الصعيد الدولي، أعلنت الحكومة التونسية أخذها احتياطاتها في المحافظات الحدودية بين البلدين. ودعا الرئيس المصري السيسي إلى "ضرورة تسليح الجيش الليبي ورفع الحظر المفروض عن استيراد الأسلحة"، إثر مكالمة بينه وبين عقيلة صالح، رئيس البرلمان الليبي.

ومع إعلان التشكيلة الحكومية الجديدة لحكومة الوفاق، التي يقود مجلسها الرئاسي فايز السراج، والتي قُلصت حقائبها لتكون ثلاث عشرة حقيبة وزارية وخمسة وزراء دولة، فإن التحديات أمامها كبيرة خاصة مع فرضية التدخل العسكري الأجنبي. كل هذه التطورات السريعة توحي بقرب الحرب على قوات داعش في ليبيا، حرب قد ينجم عنها نزوح أعداد كبيرة أخرى من الليبيين، ودمار في ليبيا لا يمكن تحديد زمان انتهائه.

اقرأ/ي أيضًا:

الحرب في ليبيا أم في الإعلام التونسي؟

التدخل العسكري في ليبيا.. هل بدأ قرع الطبول؟