15-سبتمبر-2021

لوحة لـ علي عمر أرميص/ ليبيا

أصابَ الحجَرُ جبيني أمسِ

وسالَ دمي

فوق قميصٍ أبيضَ،

أقطعتُ على صوفيٍّ خلوتَهُ؟

أم علَّقتُ فتاةً بيْ؟

هل غنَّيتُ وحيدًا لصدًى أنشدُهُ

لا خوفًا من نسيانِ الكلماتِ

وغدرِ الوحي؟

أمِ اندفعتْ، آمنةً، نفسي

نحو فضاءٍ رحبٍ

ثانيةً؟

لا

هذا عملُ الساحرةِ؟

لقد قلتُ لها: لن أؤمنَ بالأُسطورةِ

وبصقتُ على خُصُلاتِ الشَّعرِ

وأوراقِ الأشجار،

ولكنَّ السَّيِّدَ، إن كان الأمرُ كذلك، غيرُ بعيدٍ

عن أن يُلحِقَ بيْ لعنتَهُ

؛ إذ دستُ على العقربِ

ومضيتُ إلى شأني،

آ

الآنَ تذكَّرتُ:

مساءَ الأحدِ الفائتِ

بلغَ الشكُّ بـ"أنَّ رصاصةَ بدويٍّ طائشةً ستهشِّمُ رأسي" ذروتَهُ

فطرقتُ، بقلَّةِ صبرٍ، بابَ الدار

وأفزعتُ قلوبَ الأطفال

وأفسدتُ صلاةَ الأمِّ

وخيَّبتُ، بلا وعيٍ، أملَ القتَّال.

*

 

صامتةٌ، هذا اليومَ، الدارُ،

سوى نَفَسِ الأُمِّ النائمةِ

وحبَّاتِ الماءِ المتقطِّرةِ من الحنفيَّةِ 

عدمٌ،

لا مِروحةٌ في سقف الغرفةِ

أو في كُتُبِ القصَّةِ

لأُحاربَها،

صمْتُ الكونِ، لِآخُذْ دورَ الصانعِ: صمتٌ فنِّيٌّ

مُتأتٍّ من تِقْنيَّةِ حذفٍ 

هذا جزءٌ من أجزاء النصِّ

وأُسلوبٌ في التدوين،

"هدوءٌ يسبقُ عاصفةً" عند الرابعةِ من الفجر

يُجوِّزُ للسُكَّانِ قراءةَ تلك الكلماتِ 

من الجهةِ اليسرى نحو اليمنى،

أسمعُ؛ لفناءِ الكائنِ، نقرَ غُرابٍ

في المطبخِ

وقشورَ فواكهَ تتمزَّقُ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لا أصدقاء لنا سوى المقابر

كائن شوهت ملامحه العائلة