23-أغسطس-2016

من لم يجد أي بديل عن المتاجر الضخمة الرأسمالية في بيروت، عليه أن يتجه تلقائيًا إلى منطقة الأوزاعي لأي قطعة أثاث يحتاج إليها في تأثيث المنزل (Getty)

ربما لا أميل ككاتب لعناوين مثل هذه، لكن بعد تنقل متواصل في مناطق بيروت والسكن في شققها بمختلف نوعيتها، والتعب في التعبير عن الأسى السكني في بيروت، أعتقد أنه لا عنوان أفضل من هذا العنوان لهذه المقالة. هذا الموضوع يحتاج لتبسيط، ومقالةً تختصر المأساة التي يعاني منها من يسكن في بيروت بدون دخلٍ "آمِن"، في مدينة لم تُقدم لسكانها سوى الغلاء المتواصل، والمؤسسات التجارية ذات الأسعار الخيالية.

من لم يجد أي بديل عن المتاجر الضخمة الرأسمالية في بيروت، عليه أن يتجه تلقائيًا إلى منطقة الأوزاعي لأي قطعة أثاث يحتاج إليها في تأثيث المنزل

1- الطبالي وبقايا الخشب

يتراوح سعر "الطبلية" بين الـ ٣.٣٣ دولار و٤.٥ دولار. ما هي الطبلية؟..هي قطع ومجسمات خشبية تستعمل عادةً في مناطق التجارة الدولية كالمرفأ والمطار. توضع تحت المستوعبات أو العلب التي تنقل من البواخر أو الطائرات، وتستعمل أيضًا كوسيلة لحماية نقل المفروشات عبر البحار.

تشتهر "الطبلية" في أيام كهذه بأنها الوسيلة الأرخص والأسرع والأكثر عملية لصناعة سريرٍ يتحمل ثلاثة أشخاص على الأقل وزنًا. بكل بساطة فالعملية تتطلب نقل الطبالي فقط إلى غرفة النوم الجديدة. ولكن بتكلفة الـ ٨ طبالي التي تحتاج لشاحنة صغيرة الحجم للنقل يصبح السعر النهائي مضاعفًا لسعر الطبالي. لكن السعر النهائي بالطبع سيكون أرخص بأضعاف الأضعاف من سعر سريرٍ بسيط خشبي في بيروت.

اقرأ/ي أيضًا: صيدا لن ترقص

2- فيسبوك

تشتهر مجموعةً على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحت عنوان "Second Hand Beirut" أي"مبيعات المرة الثانية في بيروت" وهي مجموعة عامة يدخلها من يبحث عن أثاثٍ منزلي من أشخاص يبحثون عن زبائن تشتري أثاثهم المستعمل. مجموعةٌ تذكرنا دائمًا كلبنانيين بأننا في دوامةِ العمل للإنفاق ثم البيع للإنفاق أكثر. وبغض النظر أن بعضًا من الذين يبيعون أثاثهم أو أغراضهم يعرضون حيواناتهم، أزواجهم/هن، وأغراضًا لا تستحق السينت الواحد، أثبتت هذه المجموعة أن التأثيث في بيروت يكون الحل دائمًا للسكن في منزل بلا صدى.

3- الأوزاعي، سوق الأحد، مخيم صبرا وشاتيلا

من لم يجد أي بديل عن المتاجر الضخمة الرأسمالية ومعارض المفروشات الباهظة في بيروت، عليه أن يتجه تلقائيًا إلى منطقة الأوزاعي لأي قطعة أثاث تحتاجون لها في تأثيث منازلكم. كل شيء بربع سعره والنماذج والموديلات كثيرة والجودة بأعلاها وأدناها تتواجد في هذه المنطقة.

أما فـ "سوق الأحد" فهو معرضٌ يتجمع به التجار الصغار والعاطلون عن العمل لبيع المفروشات والأثاث والأكسيسوارات وجميع ما يحتاجه المواطن من إلكترونيات أو تجهيزاتٍ للمطبخ أو رفوف خشبية، فالمتوجب عليكم التوجه كل سبت أو أحد إلى معرض "سوق الأحد" شرق بيروت.

وأيضًا كون المخيمات الفلسطينية في لبنان تعتمد على الحياة التجارية البسيطة فكل ما ينقصكم من جلدٍ وصوفٍ وقطنٍ متواجد في سوق مخيم صبرا وشاتيلا في بيروت.

اقرأ/ي أيضًا: من أحلام جنوب لبنان.. دراجة نارية

4- صناعة الأثاث المنزلي

هو الحل الأرخص من كل الحلول المطروحة والحل الذي يحتاج لصبرٍ ومتابعة يومية. صناعة الأثاث المنزلي ليست عملية معقدة بل هي عملية تحتاج لخمسة أيام من العطاء في تقطيع الخشب والتلميع والتنظيف والتجميع. لكن بمساعدة أي نجارٍ أو عامل أخشاب في لبنان يمكنكم تأثيث شقةٍ بأكملها بأقل من خمسمائة دولار أمريكي.

5- الحل غير القانوني

السرقة العامة في الشوارع أصبحت أيضًا ظاهرة تفشت بين الشباب اللبناني في تأثيث الشقق في بيروت. لكن بغض النظر عن الجنحة التي يرتكبها الشاب أو الشابة بسرقة إطارٍ كبير من الشارع مع لوحٌ خشبي وصناعة مائدةٍ مذهلة، فهذا الحل يبقى الحل الأكثر يأسًا. نيتي تبقى صافية في حديثي عن السرقة.

اقرأ/ي أيضًا: 

صيدا.. "هدوء نسبي" في بوابة الجنوب

مافيا النقل في لبنان.. طُرُق ارتزاق ملتوية