15-يوليو-2019

دجوكوفيتش بطلًا لويمبلدون 2019 (Getty)

توّج الصربي نوفاك دجوكوفيتش المصنّف الأوّل عالميًّا بلقب بطولة ويمبلدون للتنس، بعد فوزه في المباراة النهائيّة على السويسري روجر فيدرير بثلاث مجموعات لاثنتين، في مباراة دخلت التاريخ من أوسع أبوابه كأطول نهائي للبطولة التي يزيد عمرها عن قرن من الزمان، حيث استمرّ الصراع بين البطلين قرابة 5 ساعات.

بعمر يناهز الثامنة والثلاثين، أراد روجر فيدرير أن يصبح أكبر لاعب في التاريخ يتوّج بلقب ويمبلدون، هذه البطولة التي رفع كأسها ثماني مرّات من قبل، وسيلعب مباراتها النهائيّة للمرّة الثانية عشر في تاريخه، وهو أكثر من لعب النهائي وحاز اللقب تاريخيًا، المهمّة صعبة وليست مستحيلة على الرغم من وجود خصم احتلّ صدارة التصنيف العالمي منذ سنوات، لأن المايسترو فيدرير أعاد للأذهان الأيام الخوالي بأدائه الممتع والقوي الذي قدّمه أمام نادال في نصف النهائي، عندما تفوّق عليه بثلاث مجموعات لواحدة، وقبله هزم الياباني كي نيشيكوري في الدور ربع النهائي، جاعلًا من نفسه الوحيد في التاريخ الذي يحقّق 100 انتصار في بطولة واحدة من بطولات الغراند سلام، هو ملك ويمبلدون ويستحقّ أن يتوّج بها من جديد في مشاركته رقم 21 بالبطولة، إذ لعب فيها منذ سنة عام 1999 من القرن الماضي، ولم يزل حتى الآن يصنع تاريخه بها.

المجموعة الأخيرة تم تمديدها للحدّ الأقصى، خاض فيها اللاعبان 25 شوطًا

من جهته طمح دجوكوفيتش لأن يكون أوّل لاعب في التاريخ يحافظ على لقبه في بطولة ويمبلدون بعد تجاوزه سنّ الثلاثين، كما ودّ النجم صاحب الـ32 عامًا أن يحقّق بطولته الخامسة في ويمبلدون ويصبح ثالث الترتيب عالميًّا في قائمة أكثر اللاعبين إحرازًا لها، إذ يلي فيدرير صاحب الـ8 بطولات بيت سامبراس 7 ألقاب، وبيون بورغ 5 ألقاب، وباللقب الخامس في ويمبلدون يستطيع دجوكوفيتش أن يقلّص الفارق مع المتصدّر فيدرير ووصيفه نادال كأكثر اللاعبين فوزًا ببطولات الغراند سلام، يملك فيدرير 20 لقبًا ونادال 18، ودجوكوفيتش 15، الفوز سيجعل الفارق مع فيدرير 4 بطولات فقط.

اقرأ/ي أيضًا: انفوجرافيك: معلومات عن رولان غاروس

خاض اللاعبان 47 مواجهة فيما بينهما، ومالت الكفّة لصالح الصربي الذي انتصر في 25 مرّة مقابل 22 لفيدرير، وفي بطولة ويمبلدون التقى اللاعبان 3 مرّات كان نصيب دجوكوفيتش منها 2، لذلك أغلب المؤشّرات مالت نحو الصربي حامل اللقب كون فيدرير بعمر الـ38 ولن يقوَ على مجاراته، إلا أن المباراة كشفت عن بطلان تلك النظريّة، وقدّم اللاعبان أجمل مباريات البطولة، والتي ستحتفظ بها الذاكرة كأجمل المواجهات في تاريخ اللعبة.

بدأت المباراة برغبة شديدة من اللاعبَين على عدم خسارة الإرسال، ولم ينجح أحد في كسر إرسال الآخر، وتميّز دجوكوفيتش بقوّة ضرباته مع بداية الإرسال، إضافة إلى ندرة الأخطاء بسبب الابتعاد عن المجازفة، وهو أمر لم يفعله فيدرير الذي تقدّم للأمام في أكثر من مرّة، ومع ذلك وصل اللاعبان لنتيجة التعادل في المجموعة الأولى بستة أشواط لكلّ منهما، فاحتكما لشوط كسر التعادل وفيه لم تقلّ الأحداث دراميّة عمّا سبق، إذ تقدّم دجوكوفيتش بنقطتين على فيدرير الذي عاد من بعيد وتقدّم هو الآخر، لكنّ الكلمة الأخيرة كانت للاعب الصربي الذي أنهى المجموعة الأولى لصالحه، واستمرّت لمدّة 58 دقيقة.

ومع بداية المجموعة الثانية استطاع روجر فيدرير أن يكون أوّل من يكسر الإرسال في المباراة، ومع مضي 3 أشواط بتقدّم فيدرير بدا على دجوكوفيتش نيّته الاستسلام في هذه المجموعة، من أجل عدم استنزاف قواه فيها كون المباراة ستستمر لوقت طويل وفق رؤيته، وبالفعل أنهاها فيدرير  بتفوّقه بستة أشواط لواحد، ولم تستمر سوى 25 دقيقة.

اقرأ/ي أيضًا: فيدرير يصل للرقم 20 في البطولات الأربع الكبرى.. سيرة نجاح المايسترو كاملة

كانت المجموعة الثالثة بالغة الأهمّية بالنسبة للاعبَين، فالفائز بها سيحتاج لمجموعة ثالثة فقط كي يضمن البطولة، لذلك جاهد اللاعبان كي لا يتعرّضا لأي من كسر الإرسال، ومع استعادة دجوكوفيتش توازنه تكرّر سيناريو المجموعة الأولى، كلّ انتصر في الشوط الذي يملك فيه الإرسالات إلى أن حلّ الشوط العاشر، وحينها كاد فيدرير أن ينال المجموعة وأتيحت له فرصة كسر الإرسال والفوز بها بنتيجة 6-4، لكنّ دجوكوفيتش أنقذ نفسه بإرسالات قويّة وقريبة من فيدرير، ليلجأ الطرفان لشوط كسر الإرسال الذي تفوّق فيه دجوكوفيتش، وأخذت المجموعة الثالثة 52 دقيقة من وقت المباراة.

استعاد فيدرير الأفضليّة وعدّل النتيجة عندما نال المجموعة الرابعة لصالحه، حيث استطاع أن يكسر إرسال دجوكوفيتش مرّتين، فيما نجح الصربي بكسر إرسال فيدرير للمرّة الأولى في المباراة، ومع ذلك لم يشفع له هذا في خسارة المجموعة بنتيجة 6-4، ليتعادل الطرفان بمجموعتين لكلّ منهما، ويدخلا المجموعة الفاصلة، والتي ستبقى خالدة في أذهان متابعي التنس لأعوام كثيرة قادمة.

حيث بدأ اللاعبان المجموعة الأخيرة والإرهاق بادٍ عليهما، مع مضي أكثر من 3 ساعات على بداية اللعبة، ومع ذلك كانت المنافسة على أشدّها، كلّ لاعب متشبّث في الفوز بإرسالاته، وكاد دجوكوفيتش أن يفعلها في مناسبتين لولا تألّق فيدرير في اللحظات المناسبة، لكنّ الأخير لم يصمد في المجموعة السادسة، فكسر دجوكوفيتش إرساله ليتأخّر بنتيجة 4-2، ومع ذلك ردّ النجم السويسري كان سريعًا فكسر إرسال نوفاك بالشوط التالي، ومنذ تلك اللحظة تعادل اللاعبان وكلّ فاز بإرسالاته، واستمرّ تمديد الأشواط إلى أن بلغت الحد الأعلى المسموح به حسب القوانين الجديدة، فالحدّ الأعلى للتعادل هو بنتيجة 12 شوط لكلّ لاعب، وإن حدثت هذه النتيجة سيكون المطلوب خوض شوط فاصل، ومع وصول اللاعبين للشوط 23 من المجموعة الخامسة، وحينها كانت النتيجة تفيد بتقدّم فيدرير بـ12 شوطًا مقابل 11، كاد المايسترو أن ينال اللقب بعد حصوله على فرصتين لكسر الإرسال، لكنّ التسرّع حال دون تحقيق ذلك، ليعود دجوكوفيتش للقاء، ويلجأ الطرفان لشوط فاصل أنهاه دجوكوفيتش لصالحه، بذلك فاز الصربي نوفاك دجوكوفيتش في المباراة التي استغرقت 4 ساعات و58 دقيقة، بثلاثة مجموعات لاثنتين بواقع 7/6، 1/6، 7/6، 4/6، 13/12.

خيبة عائلة فيدرير

 

اقرأ/ي أيضًا:

سيرينا ويليامز.. خسارة مؤلمة وتتويج بالدموع!

نادال يلاحق فيدرير ويصل إلى الـ "غراند سلام" رقم 16