20-يوليو-2022
ميمو بالادینو

لوحة لـ ميمو بالادینو/ إيطاليا

قِفْ أمام آلة التصوير

لتتذكّر ذلك ذات يوم

كُن لامعًا وذكيًا

كُن مسترخيًا

دَعْ يديكَ على طبيعتهما

باعِدْ بين قدميكَ

لمَ ترتعشُ شفتكَ السّفلى؟

أين ابتسامة الأبطال يا بنيّ؟

سألتقطُ لكَ الصورة خطفًا

بينما تنظر باتجاه عينيّ

لا تفكّر مطوّلًا بما تسمعه بل بما يمرُّ

ستعتقد أنّني ساذج

لكنّك ستدير رأسك

فقط لأنَّ الناس يهرمون تلقائيًا

بعد التقاط الصّورة الأولى!

*

 

دقيقةُ صمتٍ

لا تهزّوا الكؤوس

لا تفخروا بأصوات أساوركم

لا تدندنوا بأغانٍ لا تحفظونها

لا تدّعوا أنكم وقورون

وأنّ أفواهكم بليغة إلى حد ما.

دقيقةُ صمتٍ

إنّني سعيدٌ لكنّي لستُ سعيدًا

إلّا لأنّ الداخل إلى حياتي

على عجلٍ

والمغادرَ دون بصيرةٍ

قد اصطدما بالباب!

*

 

لقد اشتدّ عودي فأحببتُ.

أحببتُ الرّاحلين بإصرار

كما أحببتُ العائدين بخداعٍ كالشّجر العالي.

أحببتُ الّذين لا أسماء لهم

والّذين لهم أكثر من اسم.

الأسماء تختلط عليّ ولا تقولوا تلك

دلالةُ كبر السّن.

لقد دهشتُ الآن حقًا

لأنّ الأحياء الذين يغادرون قلبي

مدعوون بأسماء الموتى!

*

 

عبرتُ فبدت حياتي هادئة كعمارة مضاءة

ثمة أبواب عادية

وثمّة مَخارج للطّوارئ.

لكنني أفضّل أن أبصر كل شيء كأني أستخدمه.

أنني أريد أن أكون كذلك فعلًا

أن أحبَّ من كلِّ أرضٍ حبّة قمح

من كلّ سماءٍ قمرًا يختفي بدماثة

من كلّ وجهٍ بشريّ

ملمحه الّذي لا يُصبح قلبًا!

*

 

هؤلاء الذين يحبونني الآن

لم لا يكون لهم عملٌ آخر؟

لم لا يصطادون

أو يؤلّفون ألغازًا

أو يجرّبون حراسة شجرة من ضربات فأس لعين؟

هؤلاء الذين يتصرفون كالسحرة

من أجل أن تكون محبتهم لائقة

الأمر أبسط مما يظنّون حقًا

إن شئتم أن تنالوا رضايَ ومباركتي

حاولوا أن تبدوا أمواتًا!