28-أكتوبر-2018

جعل سواريز من نفسه نجماً للكلاسيكو بتسجيله الهاتريك في مرمى ريال مدريد (Getty)

أنهى برشلونة آمال مدرّب ريال مدريد جوليان لوبيتيجي في إتمام مسيرته مع الميرينغي، عندما أذاقه خسارة قاسية في الكلاسيكو على ملعب الكامب نو بخمسة أهداف لهدف، ضمن المرحلة العاشرة من الدوري الإسباني، ليحافظ البارسا على مقعده في صدارة الليغا، بينما تعرّض الريال للخسارة الثالثة على التوالي في البطولة، الأمر الذي وضعه في المركز التاسع.

استطاع سواريز أن يكون اللاعب رقم 12 الذي يسجّل هاتريك في مرمى ريال مدريد

شكّلت مواجهة ريال مدريد مع برشلونة نقطة تحوّل في مسيرة النادي الملكي هذا الموسم، وربّما في تاريخ جيل بأكمله من اللاعبين، فإمّا أن يُنهي برشلونة آخر حبال الودّ المتبقّية بين إدارة الريال ومدرّبه لوبيتيغي، ويقضي على ما تبقّى من كبرياء للنادي الذي حاز على آخر ثلاث بطولات أوروبيّة، أو يرضخ لجبروت الفريق الذي قهر كبار أوروبا، في لقاء كان فريداً من نوعه، لأنه الأوّل منذ قرابة عقد من الزمان دون مشاركة ميسي أو رونالدو، فالمباراة ستُظهر بالتأكيد حالة الفريقين دون نجميهما الأزليين، والمنتصر هو الذي سيمنح جماهيره الثقة لسنوات قادمة.

اقرأ/ي أيضًا: البارسا يتصدّر الليغا ويخسر ميسي.. ولوبيتيجي يكتب تاريخ الريال الأسود

كانت كفّة الاحتمالات تميل لصالح أصحاب الأرض بسبب أدائهم الرائع في مبارياتهم الأخيرة، بعكس النادي الملكي الذي اكتسح لاعبوه جوائز الاتحاد الأوروبي وجوائز الفيفا، لذلك دخل لوبيتيغي ملعب الكامب نو وكأنه يسير نحو المقصلة، وما هي إلا دقائق حتّى بادر البارسا بالهجوم الشرس، ومن أوّل فرصة استطاع فيليب كوتينيو أن يفتتح النتيجة مستغلاً كرة عرضية متقنة من جوردي ألبا في الدقيقة 11. وبعد هذا الهدف شكّل نجوم خطّ وسط برشلونة سيرجيو بوسكيتس وإيفان راكيتش جداراً فاصلاً بين دفاع الميرينغي وهجومه، في وقت اختفى به نجوم خطّ وسط الريال، والذين شكّلوا دائماً نقطة قوّة الفريق الأبيض في أيام الزمن الجميل.

 

وسط ضياع تام للميرينغي وقلّة حيلة لوبيتيغي واصل برشلونة اكتساحه لضيوفه، وسنحت للويس سواريز ركلة جزاء أعلنها الحكم بعد اعتماده على تقنيّة الفيديو، والتي أظهرت سذاجة رافائيل فاران في التعامل مع المهاجم الأوروغوياني، وهنا سجّل سواريز ثاني أهداف اللقاء على يمين كورتوا، قبل أن يهدر صاحب الهدف الثاني فرصة تسجيل الهدف الثالث مع نهاية الشوط الأوّل.

بما أنّ مسيرة لوبيتيجي مع الريال شارفت على نهايتها، قرّر المدرّب الإسباني أن يتجاوز عالم المغامرة، ويلجأ للمقامرة، فإما أن يربح بكلّ شيء، أو يتلقّى خسارة كارثيّة أسوأ مما كانت عليه النتيجة في الشوط الثاني، فأخرج المدافع فاران مع بداية النصف الثاني، وأدخل عوضاً عنه لوكاس فاسكيز، وهنا صُدم أصحاب الأرض، لأن الريال دخل بروحه الحقيقية، وما هي إلا دقائق حتى نجح البرازيلي مارسيلو في تقليص النتيجة، مستغلاً حالة ارتباك في دفاعات البلوغرانا، وهنا شعر الجميع أنّ أوراق لوبيتيجي الأخيرة ستُكسبه المباراة.

 

كانت لحظات ما بعد الهدف جنونيّة للغاية، إذ كاد الريال مرّتين أن يعدّل النتيجة، ففي الأولى علت تسديدة القائد راموس أخشاب المرمى، وفي الثانية تعاطف القائم مع أصحاب الأرض، وردّ تسديدة لوكا مودريتش الأرضيّة. وعلى الرغم من الخطورة الكبيرة التي شكّلتها هجمات البارسا، إلا أن لوبيتيغي أصرّ على مواصلة نهجه الذي بدأه مع بداية الشوط الثاني، الأمر الذي أدى لكثرة الثغرات الدفاعية، والتي كاد سواريز أن يستغلّها لولا أن كرته اصطدمت بالقائم، وهنا وجد الريال أن القدر ما زال يرغب بمنحه المزيد من الأمل، إلى أن أتت فرصة تعديل النتيجة في الدقيقة 67، عندما استلم كريم بن زيما كرة عرضية من فاسكيز، لكنّ رأسيّته علت العارضة، وهنا قالت الأقدار كفى.

اقرأ/ي أيضًا: كيف تعاملت الصحف الرياضية العالمية مع أزمة ريال مدريد؟

يشكو أغلب نجوم برشلونة من عقدة نقص اسمها ميسّي، فعلى الرغم من تفوّقهم عليه بالأداء في بعض المباريات إلا أن الأضواء تبقى متّجهة نحو النجم الأرجنتيني، وهو أمر لم يطقه نيمار، فقرّر أن يرحل إلى باريس سان جيرمان قبل أقل من عامين، ورغم استحقاق سواريز أن يكون أحد ضحايا ظلّ ميسي، إلا أنّه لم يغادر البارسا، لذلك وجد مهاجم الأوروغواي في هذا اللقاء فرصة هامّة ونادرة جدّاً كي يسرق الأضواء ويكون نجم المباراة الأوّل، وهل من فرصة أفضل من مواجهة الكلاسيكو!

مع شعور مدرّب برشلونة فالفيردي بالخطر، أشرك الفرنسي عثمان ديمبلي بدلاً من كوتينيو، وهنا منح هذا اللاعب دماءً جديدة لعروق البارسا الخاصّة بشنّ الهجمات، قبل أن ينجح لويس سواريز في تسجيل الهدف الثالث من كرة رأسيّة رائعة، مستغلاً كرة مرفوعة من سيرجي روبيرتو بالدقيقة 74، وبعد ذلك بتسع دقائق نجح سواريز في احتكار الأضواء لصالحه، عندما سجّل الهدف الرابع لفريقه والثالث له في المباراة بعد انفراده بالحارس كورتوا، والذي نتج عن خطأ ساذج من سيرجيو راموس، وهو اللاعب رقم 12 في تاريخ البارسا الذي ينجح بتسجيل الهاتريك في مباريات الكلاسيكو. وفي جوّ مفعم بالبهجة استطاع البديل أرتورو فيدال في أول لمسة له بأولى مباريات الكلاسيكو التي يخوضها أن يسجّل الهدف الخامس، هدف كاد أن يُعَزّز بسادس لكنّ كرة سواريز الهوائيّة تصدّى لها كورتوا بنجاح، ليقنع برشلونة بخمس رصاصات كافية لاختراق ما تبقّى من ودّ بين إدارة النادي الملكي ومدرّبه لوبيتيجي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الدوري الإسباني.. سقوط مدوٍّ لبرشلونة وهزيمة تاريخية لريال مدريد

الدوري الإسباني.. جيرونا يصعق برشلونة في عقر داره