أتمت فصائل المقاومة الفلسطينية، صباح اليوم الخميس، عملية تسليم جثامين أربعة إسرائيليين إلى الصليب الأحمر الدولي في بلدة بني سهيلا، شرقي مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة.
وجرت عملية التسليم في مقبرة دمرها الاحتلال بالبلدة، بمشاركة العشرات من عناصر كتائب القسام، وسرايا القدس، وحركة المجاهدين، التي احتفظت بجثث عائلة بيباس، وسط حضور جماهيري كبير وسط أجواء باردة وماطرة.
ووجهت حماس رسالة إلى عائلات بيباس وليفشتس، جاء فيها: "كنّا نفضّل أن يعود أبناؤكم إليكم أحياءً، لكن قادة جيشكم وحكومتكم اختاروا قتلهم بدلًا من استعادتهم، وقتلوا معهم 17 ألفًا و881 طفلا فلسطينيًا"
تفاصيل عملية التسليم
جاء التسليم بعد توقيع وفد الصليب الأحمر على وثائق رسمية، حيث استلم الجثامين الأربعة، ونُقلت كل منها على حدة إلى سيارات تابعة للصليب الأحمر، قبل أن تغادر القافلة باتجاه موقع تسليم الجثامين للجيش الإسرائيلي داخل غزة.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أنها سلّمت اليوم الخميس جثامين ثلاثة من أفراد عائلة بيباس، بالإضافة إلى جثمان المحتجز الإسرائيلي عوديد ليفشتس.
"عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت"، أحد الشعارات التي رفعتها المقاومة في عملية تسليم الجثث الأربعة اليوم في خانيونس pic.twitter.com/OKGEVL9B0x
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) February 20, 2025
وقالت حركة حماس في بيان صحفي: "حافظنا على حياة أسرى الاحتلال، وقدمنا لهم ما نستطيع، وتعاملنا معهم بإنسانية، لكن جيشهم قتلهم مع آسريهم"، وأضاف البيان "جيش العدو الصهيوني قتل أسراه بقصف أماكن احتجازهم، وحكومة الاحتلال النازية تتحمّل المسؤولية الكاملة بعد أن عرقلت اتفاق التبادل مرارًا"، ولفت البيان إلى أن " المجرم نتنياهو يتباكى اليوم على جثامين أسراه الذين عادوا إليه في توابيت، في محاولة مكشوفة للتنصّل أمام جمهوره من تحمّل مسؤولية قتلهم".
ووجهت حماس رسالة إلى عائلات بيباس وليفشتس، جاء فيها: "كنّا نفضّل أن يعود أبناؤكم إليكم أحياءً، لكن قادة جيشكم وحكومتكم اختاروا قتلهم بدلًا من استعادتهم، وقتلوا معهم 17 ألفًا و881 طفلا فلسطينيًا".
بدورها، قالت حركة المجاهدين، بعد مشاركة عناصرها في تسليم جثث المحتجزين، إن "المجرم نتنياهو وجيشه النازي قتلوا مع عائلة بيباس ما يزيد عن 50 ألف فلسطيني بريء من ضمنهم نحو 20 ألف طفل من أجل تحقيق مكاسب حزبية وشخصية والحفاظ على حكومته الإرهابية"، وأضافت "أظهر مجاهدونا أروع صور المعاملة الحسنة والإنسانية في التعامل مع هذه العائلة من الساعات الأولى وهذا بثته شاشات التلفزة العالمية"، وكشفت حركة المجاهدين أن "هذا الحال استمر رغم صعوبة الظروف حتى قرر المجرم نتنياهو قتلهم بقصف جبان لمكان الأسر حيث ارتقى جراء قصف العدو الغادر أيضًا المجموعة الاسرة شهداء".
من جهتها، قالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، التي كانت تحتفظ بجثة المحتجز عوديد ليفشيتس، إنها كانت تود تسليم المحتجزين أحياء، لكن نتنياهو بعنجهيته تسبب في عودتهم في توابيت.
مقاتل من كتائب القسام يحمل سلاحًا إسرائيلياً غنمته الكتائب خلال المعارك مع جيش الاحتلال، أثناء عملية تسليم الجثث الأربعة اليوم pic.twitter.com/D6L9fe05PC
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) February 20, 2025
رسائل خلال عملية التسليم
وتولّى قائد الكتيبة الشرقية في لواء خانيونس، التابعة لكتائب القسام، الإشراف على عملية تسليم الجثامين إلى الصليب الأحمر، رغم أن جيش الاحتلال كان قد أعلن اغتياله في وقت سابق. وتعدّ هذه الواقعة الثالثة على الأقل التي يظهر فيها قيادي ميداني في القسام حيًّا خلال الهدنة، بعد أن زعم الاحتلال تصفيته سابقًا.
وفي موقع التسليم، رفعت المقاومة لافتة كُتب عليها: "قتلهم مجرم الحرب نتنياهو بصواريخ الطائرات الحربية"، في إشارة إلى القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل المحتجزين الإسرائيليين. كما ظهرت صورة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على اللافتة، بوجه مغطى بالدماء وأنياب بارزة.
وفي اللافتات المحيطة بالمنصة، رفعت لافتة كتبت عليها: "ما كنا لنغفر أو ننسى، وكان الطوفان موعدنا"، و"عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت".
وظهر أثناء عملية التسليم، أيضًا، مقاومون من كتائب القسام يحملون أسلحة اغتنموها من جنود الاحتلال خلال المعارك البرية التي جرت في القطاع بعد التوغل البري الإسرائيلي. كما رفع مقاتلو القسام لافتة كتب عليها "جنرال كمين الزنة"، مع صورة الشهيد سالم زكي الدرديسي وهو من قادة الكتيبة الشرقية بلواء خانيونس.
وكانت لافتًا خلال عملية التسليم حضور أسرى محررون في صفقة التبادل الحالية، أبرزهم محمد أبو وردة، المسؤول عن سلسلة عمليات في القدس عام 1996، ردًا على اغتيال يحيى عياش، أسفرت عن مقتل 44 إسرائيليًا، وهو من المحررين في الدفعة الثالثة من صفقة التبادل.
وستخضع الجثث الأربعة لفحص الحمص النووي، وفحوصات أخرى، للتأكد من هوية أصحابها، ويتوقع أن تنتهي هذه العملية يوم السبت القادم.
"عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت"، أحد الشعارات التي رفعتها المقاومة في عملية تسليم الجثث الأربعة اليوم في خانيونس pic.twitter.com/OKGEVL9B0x
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) February 20, 2025
إتمام المرحلة الأولى من اتفاق التبادل
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة ورئيس وفدها المفاوض خليل الحية، قد أعلن، أمس الثلاثاء، أن الحركة ستسلم الخميس جثث أربعة محتجزين، وستسلم السبت المقبل، بقية المحتجزين الإسرائيليين الأحياء المتفق على إطلاق سراحهم ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى من اتفاق التبادل وقف إطلاق النار في غزة، وعددهم ستة محتجزين.
على أن يتم استكمال تسليم باقي الجثامين الأسبوع المقبل، ليكون بذلك قد تم تنفيذ كافة بنود المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى.
وبحسب المرحلة الأولى من الصفقة تسلم حماس 33 محتجزًا إسرائيليًا، بينهم 25 أحياء و8 جثامين. في المقابل، أفرج الاحتلال عن 1135 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم العشرات ممن صدرت بحقهم أحكام بالمؤبد، من المتوقع أن يُفرج الاحتلال السبت عن جميع النساء إضافة للذكور تحت سن 18 عامًا من قطاع غزة، و628 أسيرًا، منهم 50 أسيرًا محكومين بالسجن المؤبد، و47 من محرري صفقة وفاء الأحرار المعاد اعتقالهم، و445 أسيرًا من قطاع غزة تم اعتقالهم بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ليصل العدد الإجمالي للمحرَّرين في المرحلة الأولى إلى 1737 أسيرًا.
رسائل لنتنياهو وجمهور الاحتلال أثناء تسليم الجثث الأربعة، ومشاركة قائد ميداني بعدما أعلن الاحتلال اغتياله سابقًاhttps://t.co/Ej7UlenEIy
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) February 20, 2025
التأخير في بدء المرحلة الثانية من الاتفاق
وكانت المرحلة الأولى من اتفاق التبادل وقف إطلاق النار في غزة قد انطلقت في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، وتمتد على ثلاث مراحل، تستمر كل منها 42 يومًا، بشرط التفاوض على المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة الجارية.
ورغم مرور أكثر من أسبوعين على الموعد المفترض لبدء مفاوضات المرحلة الثانية والتي كان من المفروض أن تنطلق في الثالث من الشهر الجاري، لا يزال نتنياهو يماطل في بدء المحادثات، مما يهدد بتأخير تنفيذ باقي بنود الاتفاق.