28-نوفمبر-2022
gettyimages

مقاتلون من طالبان يتابعون مغادرة القوات الأمريكية من أفغانستان (Getty)

عاد ملف تطبيع العلاقات بين الحكومة الأفغانية بقيادة طالبان والولايات المتحدة إلى الواجهة من جديد بعد إخفاق جهود الوساطة والحوار والمساعي الرامية إلى تطبيع العلاقات بين الطرفين، حيث تبادلت طالبان والولايات المتحدة الاتهامات بشأن تحمّل مسؤولية الإخفاق في تطبيع العلاقات، فمن جهة ادعت الخارجية الأمريكية أن حركة طالبان تراجعت عن تعهدات سابقة، ومن جهة ثانية اتهمت حكومة طالبان الولايات المتحدة بعدم تنفيذ بنود من اتفاق الدوحة، بعد انسحاب قواتها من أفغانستان، ما عقّد مسار الحوار وعملية تطبيع العلاقات.

عاد ملف تطبيع العلاقات بين الحكومة الأفغانية بقيادة طالبان والولايات المتحدة إلى الواجهة من جديد

وفي التفاصيل، قال المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد في تصريح صادر عنه، إن واشنطن تلكّأت في تنفيذ بندين أساسيين في اتفاق الدوحة وهما: بند رفع العقوبات، وبند تطبيع العلاقات بين واشنطن وكابول، داعيًا البيت الأبيض إلى الوفاء بالتزاماته برفع العقوبات عن بلاده، معبرًا عن استعداد حكومة كابل الحالية "لفتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة" وفق تعبيره.

وردّاً على تصريحات ذبيح الله مجاهد أصدرت الخارجية الأمريكية، بيانًا قالت فيه إن "تراجع حركة طالبان عن تعهدات سابقة يجعل عملية تطبيع العلاقات معها أكثر تعقيدًا". وأكّد البيان أن واشنطن وحلفاؤها يضغطون على طالبان "للوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي قبل المضي قدما نحو أي نوع من التطبيع".

وأشار البيان في هذا الصدد إلى التعهدات المتعلقة بـ"مكافحة الإرهاب واحترام حقوق الإنسان وبناء نظام لا يُقصي أحدًا ويمنح الأفغانيين الحق في تقرير مستقبلهم السياسي".

كما يُركّز الأمريكيون في محادثاتهم الجارية مع مسؤولي حركة طالبان في الدوحة على "توفير ممر آمن للمواطنين الأمريكيين وغيرهم من الرعايا الأجانب وشركائهم الأفغان"، بحسب ما نقلته وكالة "قنا" القطرية.

وكانت دولة قطر التي تقود جهود الوساطة قد أعلنت في وقت سابق من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي أن "المحادثات التي جرت في الدوحة بين واشنطن والحكومة الأفغانية التي تقودها حركة طالبان خلصت إلى مخرجات إيجابية وبنّاءة".

المساعي الدبلوماسية لنيل حكومة طالبان الاعتراف الدولي لم تكلّل بالنجاح بعد

إلا أنّ المساعي الدبلوماسية لنيل حكومة طالبان الاعتراف الدولي لم تكلّل بالنجاح بعد، حيث تشترط الدول الغربية للاعتراف الرسمي بها مجموعةً من الشروط تتعلق أساسًا وحسب ما هو معلن بـ "تشكيل حكومة تضم كافة أطياف المجتمع الأفغاني، واحترام حقوق الإنسان".

وكانت حركة طالبان قد شكّلت حكومتها المؤقتة في كابول بعد سيطرتها على البلاد وانسحاب القوات الأمريكية في 15 من آب/أغسطس 2021 بشكل مفاجئ.