20-أغسطس-2019

صدر الدين أمين/ العراق

1

هو الآن لا يرى..

حدّق في ذاته فأضاع النظر.

الذين اتخذوه أسوة كانوا مثله فقدوا أعينهم حين عادوا لأنفسهم.

اتخذ الرحيل ذريعة للعيش،

أخذ معه بسمة كان يراها كل صباح

على وجه أمه، ونهرًا قديمًا كان يجري معه كلما شرب المدينة عطشٌ ما،

وبقايا خبز ونعناع اخضرّ في حديقته؛ بات يبحث عن خضارٍ بعد ما

اصفرّ عمره وتساقطت سنواته.

كان يمشي مثلنا لكنه لا يأتي

إنه يرحل فقط.

 

2

كبر إخوتكَ الصغار،

بدأت رؤوسهم تلمع كالمرآة؛ ربما، أراد

العمر أن يُري الأخ وجهه في رأسِ أخيه.

بدأ الصبا يصفّر ويذبل، والوقت يقودك

نحو النسيان، والتأمل، والتأني،

وأطفأ زر العبث،

والركون لسكينة بأقصى العمر

قد حلّت بأوله.

بدأت عيناك تغيّران نظراتهما

عن الأشياء والوجود،

وصرت تقول عن الحياة الطريّة: يومًا، ستفسد في ثلاجة الأيام وتبور.

أمسيتَ لست أنت الطفل الذي يلعب.

كبر إخوتكَ وصارت رؤوسهم تلمع كالمرآة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

سأنقذ نفسي وأغني حتى الصباح

الشمال.. الشمال