22-مارس-2023
getty

إلى جانب الدبابات تنوي أمريكا تسريع تسليم بطاريات باتريوت إلى أوكرانيا (Getty)

مع اشتداد حدة المعارك في جنوب وشرق أوكرانيا، ومواصلة القوات الروسية استهدافها للبنية التحتية في غالبية المدن الأوكرانية، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين أمريكيين، أمس الثلاثاء، قيام وزارة الدفاع الأمريكية بتسريع وتيرة تسليم دبابات "أبرامز" إلى أوكرانيا.

تنوي الولايات المتحدة الأمريكية تسريع عملية تسليم الدبابات الأمريكية لأوكرانيا

وتشير الوكالة إلى أن الخطة الأصلية تتمثل في إرسال 31 دبابة من طراز "أبرامز A2 M1" وهى النسخة الأحدث من الدبابة إلى أوكرانيا، والتي كانت ستأخذ وقتًا أطول في تصنعها وشحنها، حيث قدرت المدة بعام أو عامين، لكن المصادر الأمريكية تحدثت عن اتخاذ قرار بإرسال النسخة الأقدم من دبابات "أبرامز A1 M1"، التي يمكن جلبها من مخازن الجيش الأمريكي، وسيكون من الأسهل على القوات الأوكرانية تعلم كيفية استخدامها وصيانتها.

وأشارت المصادر الأمريكية إلى أن الخطة لم يتم الإعلان عنها بعد، كما أنه من غير المعروف حتى الآن موعد بداية تدريب القوات الأمريكية على دبابات، والذي يشمل الاستخدام والصيانة، بالإضافة إلى التأكد من وجود سلسلة الإمداد لقطع الغيار اللازمة من أجل استمرارية عمل الدبابات.

getty

وكانت أمريكا قد تعرضت لضغوط أوكرانية كبيرة من إرسال هذه الدبابات، حيث رفضت إدارة بايدن إرسالها بذريعة أنها "نماذج معقدة"، قبل أن تعلن مطلع العام الجاري نيتها إرسال دبابات "أبرامز" إلى أوكرانيا، في إطار تحرك  أوسع، فتح الباب أمام ألمانيا للإعلان عن موافقتها إرسال دبابات "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا، مما سمح لبولندا وعدة دول أخرى بإرسال الدبابات إلى أوكرانيا. 

باتريوت إلى أوكرانيا

وفي سياق متصل، أكد مصادر عسكرية أمريكية أن عملية تدريب الجنود الأوكرانيين على طريقة استخدام بطاريات صواريخ "باتريوت" دخلت مرحلتها الأخيرة، ومن المفترض أن يغادر الجنود، خلال الأيام القليلة المقبلة إلى أوروبا، حيث سيخضعون لتدريب إضافي على نفس البطاريات التي سيعودون بها إلى أوكرانيا في غضون أسابيع.

وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، فإن الجنود البالغ عددهم 65 جنديًا تركوا جبهات القتال الأمامية في أوكرانيا، والتحقوا بقاعدة "فورت سيل" العسكرية بولاية أوكلاهوما الأمريكية، في كانون الثاني/يناير الماضي للتدريب على تشغيل بطاريات باتريوت وصيانتها، تحت إشراف الجيش الأمريكي.

وقال العقيد الأمريكي مارتين أودونيل، إن "التدريب على باتريوت يستغرق عادة نحو عام، فيما جرى اختصاره إلى عشرة أسابيع فقط" وتابع أودونيل، أن برنامج التدريب "تم تعديله ليتناسب مع طبيعة التهديدات والمخاطر التي تواجهها أوكرانيا من قبل الروس"، ومن المتوقع نشر البطارية خلال العام الجاري.

getty

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في كانون الأول/ديسمبر الماضي، نيتها تسليم أوكرانيا بطارية باتريوت من أجل تعزيز القدرات الدفاعية الجوية الأوكرانية، خاصة مع تزايد الهجمات الروسية التي تستهدف البنية التحتية بأوكرانيا في الفترة الأخيرة. 

مُسيّرات مدنية صينية لروسيا 

بالمقابل، كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن شركات صينية زودت روسيا بما قيمته 12 مليون دولار من المُسيّرات الصينية. وبحسب التقرير فقد باع ما يقرب من 70 مُصدرًا صينيًا، 26 نوعًا من المُسيّرات المدنية إلى روسيا منذ بداية غزو أوكرانيا. 

ويشير بعض الخبراء إلى أن تدفق الطائرات الصينية المُسيّرة يجب أن يُنظر إليه بنفس الطريقة التي يُنظر بها إلى الأسلحة الفتاكة. وتحدث كول روزينتريتر، الرئيس التنفيذي لشركة "بيغاسوس" الكندية لصناعة الطائرات المُسيّرة،  الذي نصح الجيش الأوكراني بشأن استخدام الطائرات المُسيّرة خلال الحرب، للصحيفة الامريكية، قائلًا: "حتى لو كانت قيمة الشحنات قليلة والبالغة 12 مليون دولار لكنها ستحرك لو إبرة على خط المواجهة". 

getty

وأضاف "لقد عدنا إلى الحرب على نطاق صناعي، كلا الجانبين يتعاملان مع الطائرات المُسيّرة مثل قذائف المدفعية الآن، لأن من لديه القاعدة اللوجستية الأكثر تفوقًا، سيكون لديه ميزة واضحة في ساحة المعركة".

وتشير الصحيفة، إلى أن الدعم الضمني لشحنات الطائرات المُسيّرة الصينية يمكن أن يشكل ميزة طويلة الأمد للقوات الروسية. وتقول "نيويورك تايمز" إن الشركات الصينية التي تزود روسيا بالمُسيّرات، وفي حال كان الأمر يتعلق بحسابات سياسية أو تجارية، فهي تستخدم أحيانًا سلاسل من الشركات الوسيطة التي يمكن أن تضم أكثر من 12 شركة، ويمكن أن تنقل أكثر التقنيات تطورًا. 

وتضيف الصحيفة، "ما رأيناه من تصريحات لمسؤولين صينين حول الرغبة في إنهاء الحرب، لكن وراء الكواليس، استغلوا الفرصة للاستيلاء على القنوات التجارية لنقل هذه التكنولوجيا لروسيا".

وكان تقرير لشبكة "CNN"، الامريكية قد أشار إلى تحويل القوات الروسية لمُسيّرات تجارية مصنوعة بالصين إلى عسكرية لقصف المواقع الأوكرانية بالقرب من جبهات القتال بشرق البلاد.

getty

وكشف خبراء في مجال التكنولوجيا، أن المُسيّرات المستعملة في القصف تُعرف باسم "طائرات علي بابا" التي تصنعها شركة "Mugin Limited" الصينية، ومقرها في مدينة شيامن على الساحل الشرقي للصين، ومتاحة للبيع بسعر يصل إلى 15 ألف دولار على منصتي التسوق الإلكتروني الصيني "Ali Baba" و"Taobao".

وأكدت الشركة للشبكة، أن هيكل الطائرة التي تم إسقاطها يعود فعلًا للمسيرات التي تصنعها، واصفة الحادث بأنه "مؤسف للغاية".

تركيا توقف نقل البضائع إلى روسيا

وفي سياق متصل، قالت وكالة "رويترز" للأنباء إن تركيا أوقفت نقل البضائع التي تخضع لعقوبات غربية إلى روسيا هذا الشهر، مع تزايد الضغوط الأمريكية والأوروبية على أنقرة. 

قالت وكالة "رويترز" للأنباء إن تركيا أوقفت نقل البضائع التي تخضع لعقوبات غربية إلى روسيا هذا الشهر

وتحدث رئيس اتحاد مصدري المعادن الحديدية وغير الحديدية في إسطنبول سيتين تيكديلي أوغلو، أن "الحكومة التركية سلمت الشركات قائمة بالسلع الأجنبية المحظورة، وأصدرت تعليمات لها بعدم نقلها إلى روسيا اعتبارا من بداية آذار/مارس الحالي"، وأضاف "أي بضائع في تلك القائمة ممنوعة من دخول روسيا بغض النظر عن الدول التي تأتي منها".

يشار إلى أنه بعد الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي، فرضت الدول الغربية عقوبات واسعة على روسيا، إلّا أن قنوات الإمداد بقيت مفتوحة بين تركيا وروسيا، مما دفع واشنطن إلى التحذير، الشهر الماضي، من تصدير المواد الكيميائية والرقائق الدقيقة، وغيرها من المنتجات التي يمكن أن تستخدمها روسيا في حربها بأوكرانيا.