04-سبتمبر-2018

ألبرتو بوري/ إيطاليا

أكثر إقدامًا مني في العبور

وأكثر جرأةً

تتساقط الحروف من فمي

تدمي ملمس الأوراق

وتجرح آذان المنصتين

تنهمر كماءٍ جارفٍ في طريق غير معبد

تحمل كل المارقين

على دروب قلبي

إلى حتفهم

بينما أدخن المالبورو

وأشرب شايًا أخضرَ

محتفيةً بهذه الخسارة

*

 

كنتُ أفكر في احتمالاتٍ كثيرة

كأن أكون زوجتكَ مثلًا

وأن أمنحكَ ما جبنتُ عن منحه لبقية الرجال الذين عبروا حياتي

كأن أرتكب حماقةً

وأحمل طفل لكَ في أحشائي

يجعلني ألعنُ نفسي كلَّ يومٍ

لإحضاره لهذه العالم الموحش والدمويّ

لكني أنجبه لأنني أحبكَ

كأن أتركَ لنا ذكرى

في كلِّ شارعٍ نعبره سويًا

 في كل بقالةٍ

مقهى

مستشفى

أو كشكٍ للمثلجات

أن أغسل جسدكَ بكلِّ حب

وأن تقبل عنقي بكل شغفٍ

وافتراسٍ أحيانًا

أن نختلف لأتفه الأمور

أن نشيخَ معًا

أن أداعب الشيب الذي يغطي شعر رأسكَ

وأن تضحكَ على التجاعيد التي بدأت بالظهور

أسفل عينيَّ

كان بإمكاني أن أفكر بكل تلك الاحتمالات

لكنني تراجعتُ

بعد أن تحسستُ قلبي

قلبي الجاف

كغصن نعناعٍ

منسي في قاع كوب شاي

مهمل

منذ مدة

تحت شمسٍ تموزيةٍ حارقة.

*

 

نحنُ اللواتي تركتنا أمهاتنا

في فم النساء اللواتي يلكن أجسادنا

وفي حناجر الرجال التي تبتلع أصواتنا

نحن اللواتي نغني للحياة

بأجسادٍ مشوهةٍ

وأصواتٍ مقضومة

نحتفي بالموت

فالحياة أبعد ما تكون عن متناول قلوبنا

تنتفخ بطوننا بأجنةٍ

سيسيرون يومًا

في جماعاتٍ

نحو المقابر

ليضعوا باقاتٍ من الحبق

فوق قبورنا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

على رقعة شفّافة من السيلكون

كيس خبز فارغ

دلالات: