12-أكتوبر-2021

صادرات كولومبيا من البن تبلغ سنويًا 12.5 مليون كيسًا (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

أفادت وكالة رويترز أن تجار البن الكبار في كولومبيا يواجهون خسائر مالية بسبب فشل المزارعين بتسليمهم الكميات المطلوبة وفق الجدول الزمني المتفق عليه.

وأشارت الوكالة إلى أن ما يقرب من مليون كيس (60 كيلوغرام كل كيس) من محصول البن في كولومبيا لم يتم تسليمه بعد، وهي نسبة تصل إلى 10% من مجمل محصول البلاد، مما ترك المصدرين والتجار والمحامص يواجهون خسائر فادحة. ويعود السبب في حصول التأخر في التسليم إلى ارتفاع الأسعار، مما دفع المزارعين للتراجع عن تسليم المبيعات المتفق عليها سابقًا مع التجار، بهدف إعادة بيع المحاصيل بأسعار أعلى فيما بعد.

وتجدر الإشارة إلى أن أسعار البن قد ارتفعت عالميًا بنسبة 55% هذا العام، ويرجع ذلك أساسًا إلى سوء الأحوال الجوية في البرازيل، أكبر منتج للبن في العالم، مما خفض من معدلات الإنتاج هذا العام، وتليها كولومبيا كثاني أكبر منتج للبن العربي "الأرابيكا" في العالم، فصادرات البلاد السنوية من البن تبلغ 12.5 مليون كيسًا.

تتوقّع بعض الشركات التجاريّة خسائر مالية تصل لكلّ منها إلى 10 ملايين دولار

وصرح أحد تجار البن في اجتماع جمعية المزارعين "المزارعون يتخلفون عن تأمين حبوب القهوة، إنها فوضى"، وأضاف "إذا استمر الجفاف في البرازيل، فمن المحتمل أن ترتفع أسعار القهوة في الأسواق العالمية"، وأشار إلى أن "شركات التحميص العالمية الرائدة تخطط لتغيير العلامة التجارية لقهوتها (قهوة ذات أصل كولومبي) بسبب تعثرها عن تأمين الكميات المطلوبة". ويرى التاجر بأن ذلك سيكون مؤقتًا لأن القهوة موجودة في دول أخرى، مما سيسمح بإعادة تعديل سعرها في السوق العالمي فور تأمين مصادر بديلة، وبمجرد تأمين وإعادة بيع المحاصيل من جديد، بحسب ما نقل موقع توداي.

ويقول المزارعون الكولومبيون، حسب  أميريكا نيوز، إنهم سيسلمون القهوة في وقت لاحق من هذا العام أو المقبل، لكن التجار غير مقتنعين ويتخوفون من الانتظار والمخاطرة، فيما لو ارتفعت الأسعار أكثر مما هي عليه، الأمر الذي سيكبدهم خسائر مضاعفة.

اقرأ/ي أيضًا: كم تحتاج من القهوة يوميًا لحماية قلبك؟

 ووفقًا لما صرح به تاجر آخر، فإن "العديد من الشركات التجارية العالمية تتوقع أن تمنى بخسائر مالية ما بين 8 إلى 10 ملايين دولار لكل منها، جراء التخلف عن تسليم كميات البن المتفق عليها سابقًا". تاجر ثالث علق على المسألة بالقول "حتى منتصف آيار /مايو من هذا العام، كانت مبيعات البن الكولومبي تصل إلى مليون كيس يوميًا"، ويضيف "الشركات التجارية متعددة الجنسيات تتوقع أنها ستتلقى ضربة كبيرة من التعثر الحاصل في سوق البن".

وفي هذا السياق، أشار اتحاد البن الكولومبي FNC بأن التخلف عن التسليم بات أمرًا منتشرًا على نطاق واسع في البلاد، مع تعذر إيجاد حلول وسطى ترضي الطرفين. وأكد رئيس اتحاد البن الكولومبي، روبرتو فيليز، أن "كولومبيا تواجه تخلفًا عن الالتزام بالموجبات المتفق عليها على نطاق واسع"، وتابع حديثه قائلًا "أستطيع أن أقول لكم أن هناك قلة من المصدرين الكولومبيين لا يعانون من هذه الأزمة المستجدة، المحامص والمؤسسات التجارية والاتحادات المسؤولة عن التصدير، كلنا نعاني من خسائر"، وشرح فيليز المسألة كالتالي "عندما لا يسلم مزارع ما محصوله، تتعطل السلسلة بأكملها، ثم نحصد الخسارة المالية"، وأشار إلى أن الاتحاد أمهل المزارعين الكولومبيين عامًا آخر على الأقل لتسليم القهوة.

تكسب 550 ألف عائلة كولومبية قوتها من زراعة البن، ويستهلك العالم 500 مليار كوب من القهوة سنويًا

وأشارت مصادر مطلعة على القضية، بأن بعض الشركات الكبرى في كولومبيا بدأت بتقليص حجم كادرها من العمال والموظفين، في الوقت الذي قدم مسؤولون في مناصب عليا استقالتهم من بعض الشركات في أعقاب هذه الخسائر التي منيت بها الشركات. وتوقعت المعلومات أن تغلق المؤسسات الصغيرة أبوابها بعد أن تتعرض للإفلاس، فيما تكافح مؤسسات أخرى للوفاء بوعودها وتنفيذ صفقات التوريد الخاصة بها مع المحمصات الدولية. وقد أصبح بيع القهوة في كولومبيا أمرًا شائعًا في السنوات الماضية، حيث تكسب حوالي 550 ألف عائلة كولومبية عيشها من زراعة البن، فيما هناك استهلاك عالمي يقدر بنحو 500 مليار كوب من القهوة سنويًا.

وبحسب تقرير مصور نشره موقعع شبكة vox عام 2020، تمت الإشارة إلى أن هناك أزمة عالمية سيشهدها هذا القطاع، وأرجع التقرير الأسباب إلى التغير المناخي الذي بدأت تتبين أولى معالمه مع بداية الألفية الثالثة.  ففي عام 2019 كانت معدلات الإنتاج في الحضيض، ولمعرفة أسباب ذلك يجب تتبع خارطة زراعة نبتة البن في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وجزء صغير في آسيا، ونبتة البن حساسة تحتاج إلى حرارة تتراوح ما بين 18 إلى 21 درجة مئوية، فالحرارة الشديدة والبرودة تقتل بذرات البن، وكما تحتاج النبتة إلى مياه الامطار وإلى أشهر أخرى من الجفاف، مما يعني أن نبتات القهوة تنمو بشكل أفضل بين خطي العرض 25 و 30.

هذه العوامل المجتمعة تبيّن مدى الخلل الذي تصاب به نبتة البن جراء التغير المناخي، مما سينعكس حتمًا على إنتاج هذه النبتة ونوعيتها في السنوات القادمة، فيما لو لم يتمكن قادة العالم من وضع حد لاحتباس الحراري وانبعاثات الكربون، في القمة المزمع عقدها نهاية شهر تشرين الأول /أكتوبر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

شرب القهوة حول العالم.. طقوس في عشق السمراء

القهوة.. كيف أمكن لمشروب بُنّيّ اللون أن يغزو العالم؟!