30-أكتوبر-2019

تستمر الاحتجاجات في لبنان بشكل أوسع مع تزايد القمع (ألترا صوت)

الترا صوت - فريق التحرير

مع استمرار المظاهرات والاحتجاجات بطول وعرض لبنان، منادية بإسقاط النظام الطائفي والمحاصصة الطائفية للمناصب السياسية والسيادية، فإن الظرف العام يوحي بأن لا تراجع قريبًا عن مطالب الميادين، رغم أحداث القمع التي شهدتها مناطق عديدة، سواء على أيدي الأجهزة الأمنية أو أحزاب السلطة ومناصريها، خاصة بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري.

 بدا أن منجز الثورة الأساسي، هو إعادة إنتاج الشعب اللبناني، من طوائف متفرقة، إلى جماعة قومية مهمومة بمشتركاتها، تناضل ضد سلطة واحدة، لا يُستثنى أي فاعل فيها

وحتى وإن بدت المطالب غير واضحة على الأقل في شقها الإجرائي، في خضم انتفاضة عفوية، فإن ساحات لبنان تبدو اليوم، بشكل غير مسبوق، وحدة واحدة، في تجانس لم تشهد البلاد مثله من فترة طويلة، حتى بدا أن منجز الثورة الأساسي، هو إعادة إنتاج الشعب اللبناني، من طوائف متفرقة، إلى جماعة قومية مهمومة بمشتركاتها، تناضل ضد سلطة واحدة، لا يُستثنى أي فاعل فيها، فـ"كلن يعني كلن"، حسب الشعار الأبرز للاحتجاجات.

اقرأ/ي أيضًا: #أنا_ممول_الثورة.. اللبنانيون يعلنون عن ممولي الانتفاضة!

يقدم "ألترا صوت" في المادة أدناه، مخططًا لسير الاحتجاجات في المدن اللبنانية، والأماكن التي شهدت قمعًا للمحتجين، والمسؤولين عن قمعهم.

 

1. بيروت العاصمة ومنبع الثورة

بدأت الاحتجاجات مساء يوم الخميس 17 تشرين الأول/أكتوبر بالعاصمة بيروت، حيث تجمع المتظاهرون بساحة رياض الصُلح في شارع المصارف، تلته تجمعات بكل من ساحة الشُهداء وساحة ساسين، بأعداد تم تقديرها بمئات الآلاف، ضمت متظاهرين من كل الطوائف والتيارات السياسية اللبنانية والتي تُعد انعكاسًا للوضع السياسي في بيروت التي تضُم كافة ألوان الطيف السياسي اللبناني.

وقد شهدت بيروت يوم السبت 19 تشرين الأول/أكتوبر، محاولات من جانب قوات الجيش والقوى الأمنية لتفريق المتظاهرين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح بإلقاء عشرات القنابل المسيلة للدموع وتوقيف عدد من الشبان والشابات، ثم تبعت ذلك عدة محاولات من مؤيدين لحزب الله وحركة أمل بالاعتداء على المتظاهرين والمعتصمين في أيام متعددة، وهو ما تمت مواجهته من قبل قوات الجيش لحماية المتظاهرين، وقامت بتوقيف بعض الذين قاموا بالاعتداء.

وجابت شوارع بيروت مسيرات من مئات الدراجات النارية يقودها مناصرون لحزب الله وحركة أمل توجهت نحو ساحات الاعتصام في بيروت، وقد تصدت قوات الجيش لتلك المسيرة ومنعت الاعتداء على المتظاهرين مع تداول عدة مقاطع فيديو لقوات الجيش وهي تقوم بتوقيف بعض قائدي تلك الدراجات النارية.

لكن موقف الجيش بدا أقل انحيازًا لحماية المتظاهرين، يوم الثلاثاء 29 تشرين الأول/أكتوبر، حيث قامت مجموعات تابعة لحركة أمل وحزب الله بتدمير ساحات التظاهر، والتهجم على المتظاهرين، وسط عجز وصمت الأجهزة الأمنية.

أما يوم الأربعاء، 30 تشرين الأول/أكتوبر، فقد قامت قوات الجيش نفسها باستخدام القوة من أجل فتح الطرقات المغلقة في مناطق عديدة في بيروت وصيدا وغيرها.

وفيما يلي تفصيل لخارطة توزّع الاحتجاجات في مختلف المناطق اللبنانية: 

 

2. جبل لبنان

تتركز في محافظة جبل لبنان التيارات السياسية المسيحية من التيار الوطني الحُر بزعامة وزير الخارجية جبران باسيل، وحزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع وحزب الكتائب اللبنانية برئاسة سامي أمين الجميل، نجل الرئيس السابق أمين الجميل وحفيد مؤسس الكتائب بيار الجميل، وقد انتشر عشرات الآلاف من المتظاهرين في مناطق "جل الديب – ذوق مكايل – جبيل – غزير – الضبية – انطلياس – الدورة – سن الفيل - طريق المطار – المشرفية في الضاحية الجنوبية - بحمدون – صوفر – انطلياس – عاريا".

وفي صباح يوم الأربعاء 24 أكتوبر، حاولت قوة من الجيش اللبناني فتح طريق الأوتوستراد الدولي عند جل الديب وذوق مكايل وذلك عشية خطاب رئيس الجمهورية ميشال عون، بينما أصر المتظاهرون على موقفهم بقطع الطريق وقد تراجعت قوات الجيش.

3. الشمال

 

وفي محافظة الشمال حيث امتلأت ساحة النور بمدينة طرابلس بالمحتجين، وهي معقل تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، وكذلك مناطق الشمال الأخرى في جبل مُحسن، البترون، أميون، كفر حزير وعكار، حيث تتركز قوة تيار المستقبل أيضًا ومعه التيار الوطني الحُر وحزب القوات اللبنانية.

وقد شهدت هذه المناطق المظاهرات الأكثر حضورًا للمحتجين، وكان لافتًا التضامن الواسع مع المناطق الأخرى التي شهدت قمعًا للمحتجين.

4. البقاع

 

وإلى الغرب حيث محافظة البقاع، أحد أكبر مراكز نفوذ حزب الله وحركة أمل، خرج الآلاف في كل من "الهرمل، بعلبك، الفاكهة، أبلح، جب جنين وتعلبايا"، وقد شهدت هذه المناطق هتافات ضد زعماء الحركة والحزب ربما لأول مرة في التاريخ منذ تأسيسهما.

وقد شهدت هذه المناطق بعض الاشتباكات بين المتظاهرين وبعض مناصري وجمهور حركة أمل، والتي سرعان ما تصدت قوات الجيش لها، مانعة الاعتداء على المتظاهرين.

5. الجنوب والنبطية

 

وفي المعقل الأبرز والأشد لحزب الله وحركة أمل خرج الآلاف من الناس مطالبين بتغيير النظام ورحيل كل الزعماء السياسيين ومن بينهم نبيه بري، رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل، وكذلك حسن نصر الله زعيم حزب الله، وقد انتشرت تلك المظاهرات في صيدا، صور، بنت جبيل، النبطية، عين المزراب، برجا، عدلون والجية.

يوحي الظرف العام في لبنان بأن لا تراجع قريبًا عن مطالب الميادين، رغم أحداث القمع التي شهدتها مناطق عديدة، سواء على أيدي الأجهزة الأمنية أو أحزاب السلطة ومناصريها

أما مساء الأربعاء 24 تشرين الأول/أكتوبر، فقد شهدت مدينة النبطية اعتداء على المتظاهرين من قبل مسلحين مؤيدين لحركة أمل وحزب الله، قامت خلالها هؤلاء المسلحين بالاعتداء على مراسلي تلفزيون الجديد ومنع التصوير مع محاولات لإنهاء المظاهرات في المدينة مستخدمين العصي والحجارة مما أدى إلى إصابة عشرين متظاهر بعض إصاباتهم خطيرة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

 الانتفاضة اللبنانية مستمرة واستمرار إقفال المصارف والمدارس