05-فبراير-2019

زودت السعودية تنظيم القاعدة بالأسلحة الأمريكية (أ.ف.ب)

الترا صوت – فريق التحرير

بينت تقارير عديدة خلال العام الفائت، بالأدلة، تورط السعودية والإمارات في التعاون مع تنظيمات إرهابية على غرار القاعدة في اليمن، رغم الادعاءات الكثيرة التي تسوقها الرياض وأبوظبي حول قتال هذه المجموعات والانتصار عليها.

إلى جانب الملابس والعباءات والفساتين الملونة، كان هناك مسدسات وقنابل يدوية وبنادق أمريكية متوفرة للبيع في مدينة تعز اليمنية، في سوق سوداء علنية

في حين كشف تحقيق لوكالة أسوشيتد برس في أواخر عام 2018، عن تنسيق مشترك بين قوات من التحالف مع القاعدة، فإن مصادر عديدة وضحت في نفس الفترة، أن الانتصارات المتتالية على التنظيم الإرهابي، لم تكن حقيقية، إذ تم عقد صفقات مع مقاتلين من هذه الجماعات، للانسحاب من مناطق يمنية، مقابل مبالغ طائلة، بينما رشحت المعلومات أن تنظيم القاعدة قد يسفيد منها من أجل تطوير وجوده على الأرض. بينما أشار تقرير آخر لصحيفة الإندبندنت البريطانية أن هناك أعضاء في القاعدة يقاتلون في صف السعودية، ضد الجماعات الحوثية التي من المرجح أنها تتلقى دعمًا إيرانيًا.

اقرأ/ي أيضًا: غراميات السعودية والقاعدة في اليمن.. حنين إلى مظلة بريجنسكي

في هذا السياق، كشف تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية يوم أمس الإثنين، الرابع من شباط/فبراير، أن التحالف السعودي الإماراتي الذي يشن حربًا على اليمن، قام خلال الفترة الماضية بتزويد مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة، وجماعات سلفية متطرفة أخرى، أسلحة أمريكية الصنع، في انتهاك للاتفاقية التي تم توقيعها مع الولايات المتحدة.

بينما وصلت هذه الأسلحة التي تضم تكنولوجيات عسكرية حساسة، أيضًا إلى أيدي الحوثيين المدعومين من إيران، ما أثار مخاوف واسعة من أن هذه الأسلحة قد تستخدم ضد القوات الأمريكية نفسها في مناطق صراع أخرى.

ويبين التقرير من خلال مصادر على الأرض وقادة عسكريين محليين، أن السعودية والإمارات، وهما الشريكان الرئيسيان لواشنطن في الحرب ضد الحوثيين، قد استخدموا هذه الأسلحة المصنعة في الولايات المتحدة كشكل من أشكال الرشوى لشراء ولاءات المليشيات المتطرفة والقبائل الموالية لها، والتأثير على المشهد السياسي المعقد في البلاد. فيما بينت وزارة الدفاع الأمريكية، بعد عرض النتائج التي توصلت لها "سي إن إن"، أن التحالف السعودي الإماراتي يخرق من خلال تسليم هذه المعدات العسكرية إلى أطراف أخرى، شروط مبيعات الأسلحة التي تعتمدها واشنطن. وأكد مسؤول في البنتاغون على هذه التخوفات، قائلًا إنه كان هناك تحقيق مستمر في هذه القضية.

حسب التقرير، فإن المعلومات التي تم كشفها، تثير أسئلة جديدة حول ما إذا كانت الرياض قادرة على تحمل المسؤولية، بما يكفي للسماح لها بمواصلة شراء الأسلحة الأمريكية المتطورة، خاصة أن معلومات سابقة، أكدت أن هناك قنابل أمريكية ذكية قد اُستخدمت بالفعل في استهداف أطفال ومدنيين، كما حدث في الغارة على حافلة تقل طلاب مدارس في صعدة.

تأتي هذه التطورات أيضًا، في الوقت الذي ينظر فيه الكونغرس، في احتمالية إنهاء دعم إدارة ترامب للتحالف السعودي في اليمن، خاصة بعد السخط الواسع الذي أثارته واقعة اغتيال الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول.

ورغم أن أسواق الأسلحة غير مرخصة في اليمن، فإن الفوضى التي تسببت بها الحرب، تمكّن التجار من العمل علنًا، في مدن عديدة جنوب غرب البلاد. فإلى جانب الملابس والعباءات والفساتين الملونة، كان هناك مسدسات وقنابل يدوية وبنادق أمريكية متوفرة للبيع.

أما في أحد أسواق الأسلحة في مدينة تعز، كما يبين معدو التقرير، فقد تم عرض الحلويات جنبًا إلى جنب مع الذخيرة. سأل مراسل الشبكة الأمريكية البائع: "هل لديك بنادق أمريكية؟" فأجابه أن "الأسلحة الأمريكية باهظة الثمن ومطلوبة"، وهو ما يظهره فيديو مصور التقطته كاميرات "سي إن إن" السرية. في سوق آخر من أسواق المدينة نفسها، كان طفل صغير يتعامل مع الأسلحة كخبير، بينما كان هناك رجال يتبادلون المزاح ويمضغون القات.

اقرأ/ي أيضًا: بشهادات ضباطها.. تنظيم القاعدة ضمن مرتزقة الإمارات في اليمن

تكمن خطورة هذه المعلومات، أن الأسواق المذكورة لا تخدم الأفراد فقط، بل يمكنها أن تزود المليشيات المختلفة بأكثر أنواع الأسلحة تطورًا، في نوع من السوق السوداء العلنية.

في سوق آخر من أسواق مدينة تعز، كان طفل صغير يتعامل مع الأسلحة كخبير، بينما كان هناك رجال يتبادلون المزاح ويمضغون القات

من الجدير بالذكر، أن السعودية والإمارات، يحاولان تعزيز تواجدهما في البلاد من خلال السيطرة وكسب ولاء عديد من القبائل، التي يشكل جزء منها حاضنة لتنظيم القاعدة المتطرف في اليمن. فيما لا تزال الرياض تتذرع بالقول إنها تسعى إلى محاربة التنظيم، من خلال الإصلاح الديني لبعض المقاتلين الذين تم تضليلهم، وهي رواية تبين التحقيقات الصحفية خلال العامين الماضيين، أنها غير قابلة للتصديق.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 وجه الإمارات المفضوح في اليمن.. حرب على الشرعية وحقوق الإنسان

دولة الانتهاكات.. تقرير أممي يفضح تورط الإمارات في أنشطة عسكرية غير مشروعة